بقلم / محمد فرج الله الشريف
أبدأ بهذه المقولة ” اختيار مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء هو بمثابة إعلان حرب ” مقولة خطيرة مثيرة للكثير من التساؤلات
قيلت هذه المقولة بعد الفراغ الذي دام لشهور في منصب رئيس الوزراء العراقي بسبب اعتراض المتظاهرين – الذين ضاقت بهم كل سبل الحياة – على كل الأسماء التي طرحت أو حتى التي تم تكليفها ولم تستمر في المنصب سوى أيام قليلة وبعضها لساعات
وعندما طرح اسم الكاظمي هدأ الشارع المشتعل بينما خرجت هذه المقولة من جماعات الحشد الشعبي المسلحة التابعة لإيران والمختطفة لدولة العراق , ولكن تحت ضغوط كبيرة وخوف من انفجار الشارع الملتهب رضخت هذه الجماعات لاختيار مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء في مايو الماضي 7/5/2020م على أمل أنه يمكن إفشاله بوسائل عديدة وأوراق كثيرة تملكها هذه المليشيات .
مصطفى الكاظمي رجل مخابرات من طراز فريد ترأس المخابرات العراقية في الفترة من 2016 – 2020 م وهو دارس للقانون وعمل بالصحافة والكتابة ويعي تماما ويفهم خيوط اللعبة ويعرف أطرافها وأبعادها وعلى صلة وثيقة بكل الشخصيات السياسية في داخل العراق وخارجها .
وضع الكاظمي النقاط على الحروف ووضع يده على جوهر المشكلة بوضوح وجرأة منذ اللحظة الأولى فأعلن برنامج حكومته يوم تسلمه لرئاسة الوزراء وكان في مقدمتها :
حصر السلاح بيد الدولة , مكافحة الفساد , استرداد أموال الدولة المنهوبة والمهربة .
وحينها أدركت أسباب المقولة إياها فهذه النقاط الثلاث كفيلة باعتبار ترأسه للوزراء بمثابة إعلان حرب .
فحصر السلاح بيد الدولة يعني تفكيك جماعات الحشد الشعبي والمليشيات التابعة لإيران وحلها وهو ما لا تقبله إيران ولا مليشياتها فهو ما عملت إيران على بنائه لسنوات طويلة منذ سقوط نظام صدام وتعتبره خط دفاعها الأول , وكذلك مكافحة الفساد يعني سقوط الرءوس الكبيرة وقادة وسياسيين بارزين على رأسهم نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق وحليف إيران والذي تشير إليه أصابع الاتهام بتبديد وسرقة مليارات الدولارات أثناء توليه رئاسة الوزراء .
فوضعت أمام الرجل العراقيل والعقبات في دولة محاطة بكل وسائل الفشل والسقوط لكن الرجل يسير بخطى ثابتة ويحقق في كل يوم انتصارا جديدا لتثبيت أركان الدولة وإعادة بناء العراق الموحد ونبذ العصبية المذهبية وإعادة الأمن والاستقرار للمواطن وهزيمة داعش – اللعبة المخابراتية الكبيرة –
والأهم من ذلك كله هو تحويل وجه العراق نحو محيطها العربي بعيدا عن إيران وعودتها لأمتها العربية ومد جسور التهاون مع السعودية بفتح المعابر والتبادل التجاري والتشاور السياسي وكذلك مع مصر التي تحاول جاهدة إحياء محور مهم للغاية عبر هذا الخط الممتد بين مصر , الأردن , العراق فتم عمل العديد من اللجان المشتركة بين الدول الثلاث لتفعيل العمل بينها . وسنسمع كثيرا في الفترة القادمة عن هذا التعاون المهم للأطراف الثلاثة .
وفق الله الرجل وحفظه وحفظ العراق وأهلها .