بقلم/محمد فرج الله الشريف
بكل المعايير والمقاييس لقد منيت إسرائيل خلال الأيام الماضية بثلاث هزائم ونكسة
أما الهزائم فهي : عسكرية واقتصادية وسياسية . أما النكسة فهي ثقافية والتي سأبدأ بها .
النكسة الثقافية :
إسرائيل التي تنفق مليارات الدولارات على طمس الثقافة والهوية العربية والإسلامية في العالمين العربي والإسلامي استيقظت على أنها غير قادرة على طمس ثقافة وهوية شباب ولدوا وتربوا في إسرائيل وتعلموا في مدارسها من عرب فلسطين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية داخل حدود ١٩٦٧ م والذين أشعلوا ثورة داخل إسرائيل نصرة لإخوانهم الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة مما جعل إسرائيل تشعر بالرعب من أن حربا أهلية تلوح في الأفق داخل إسرائيل ومازالت المواجهات مستمرة بين الإسرائيليين العرب والذين يمثلون 21% من سكان إسرائيل وبين والإسرائيليين اليهود ، والسلطة تهرب بفرض حالة الطوارئ القصوى .
الهزيمة العسكرية :
١- وصلت خسائر إسرائيل خلال الأيام الماضية إلى 7 قتلى و 540 مصابا وهدم العديد من المنازل مما يعني أن الفصائل الفلسطينية ندا لها تبادلها قتلا بقتل وإصابة بإصابة وهدما بهدم .
٢- الصواريخ الفلسطينية أصبحت قادرة على ضرب أهداف يصل مداها إلى 250 كيلومتر مما يعني أنها تطال إسرائيل طولا عرضا وبقوة تدميرية كبيرة
الهزيمة الاقتصادية :
١- مليارات الدولارات خسائر الطيران والصناعة والسياحة خلال الأيام الماضية بسبب توقف حركة الطيران لدرجة أن المبعوث الأمريكي لم يتمكن من دخول إسرائيل بطائرة مدنية واضطر لدخولها بطائرة عسكرية
٢- انهيار ادعاء إسرائيل وتباهيها بأنها بيئة اقتصادية واستثمارية جاذبة لأنها قلعة الأمن والأمان والديمقراطية في المنطقة كل ذلك سقط بفعل الصواريخ والاضطرابات الداخلية مما يعني هروب الشركات الكبرى ومن خلفها الاستثمارات الضخمة .
الهزيمة السياسية :
١- على الرغم من أنني لا اعول كثيرا على المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة إلا أنها ورقة من أوراق اللعبة السياسية والضغط ، فقد خسرت إسرائيل خلال الأيام الماضية انحياز المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لها فقد تحدثت الأمم المتحدة بلهجة أكثر حدة تدعو فيها إسرائيل لإيقاف الإخلاء القسري للفلسطينيين وإلا اعتبر ذلك جريمة حرب وايضا تجميد الاستيطان وكذلك تنديد العديد من الدول بالعدوان الإسرائيلي .
٢- مواقف مصرية وعربية وإسلامية متطورة ومتقدمة ومتصاعدة حسب تطورات الأزمة وإرسال رسائل تطمين إلى الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم وأن العالم العربي والإسلامي في خندق واحد معهم .
ملحوظة مهمة :
١- إلى الذين يقولون أن المباني التي هدمت في غزة أكثر بكثير . أقول اعلموا أنها لا تساوي لبنة واحدة في المسجد الأقصى والمال أهون الخسائر في الحروب .
٢- إلى الذين يقولون أن القتلى الفلسطينيين أكثر بكثير. أقول اعلموا أن الأقصى لن يعود إلا بدماء الشهداء واعلموا أننا نخوض حربا شرسة بالقنابل والرصاص وليس بمكعبات السكر . وألم يكفكم أن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار !؟؟ .