بقلم / محمد فرج الله الشريف
مع اقتراب ساعة الصفر للملء الثاني لسد النهضة صعدت مصر والسودان موقفهما الدبلوماسي والسياسي باجتماع وزراء الخارجية العرب في قمة الدوحة لدعم الموقف المصري السوداني ورفض المساس بالحقوق المائية لمصر والسوان ، ودعوة مجلس الأمن لعقد جلسة تشاورية حول السد لتحمل مسئولياته تجاه بناء السد والملء الثاني وإطلاق مفاوضات تضمن إطارا زمنيا لاتفاق عادل وملزم قانونا حول بناء وتشغيل السد .
وعلى الجانب العسكري فليس سرا أن قوات عسكرية تصطف على الحدود السودانية مع إثيوبيا بمعدات حرب كاملة بعد إجبار قوات ومليشيات إثيوبية على التراجع 15 كيلو متر كانت إثيوبيا تحتلها من أراضي السوان ، وفي المقابل تحشد إثيوبيا العديد من قواتها على الجانب الإثيوبي في إقليم بني شنقول الذي يضم سد النهضة .
علما بأن الإدارة المصرية تعي تماما أن أزمة سد النهضة لا تحل بمجرد ضرب السد وإخراجه عن العمل ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ,
الأمر يتعلق بالعقلية الإثيوبية المعادية لمصر عبر حكوماتها المتعاقبة والموالية لجهات معلومة معادية وراغبة في إلحاق الضرر بمصر وتجويعها .
وهنا أستعير جملة خطيرة للغاية للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عندما شرعت إثيوبيا في بناء السد ، قال : ” سد النهضة هو آخر الحروب الصليبية ” ، إن إلحاق الضرر بمصر مائيا ليس وليد السنوات الأخيرة بل هو تفكير غربي منذ مئات السنين , فبعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في موقعة حطين فكر الغرب في الانتقام من مصر وذلك بتحويل مجرى نهر النيل ليصب في المحيط ولا يصل إلى مصر .
إن أمريكا ومن خلفها العقلية الصهيونية وبمساندة اليد الأوروبية ترغب في تحطيم مصر وتجويعها وإضعافها ومن ثم السيطرة على الشرق العربي والإسلامي كله ,
ولكن مصر دائما لا يقرر لها أحد مصيرها وإنما هي التي ترسم مصيرها ومسارها وتفرضه على الجميع .
ليس لدي أدنى شك في أن مصر قادرة على إنهاء هذا الملف بالشكل المناسب خلال ساعات الحسم القادمة .