بقلم/مروه عبدالحكم
شهد العالم بأثره فى الساعات القليلة الماضية إهتمام بالغ حول سقوط الطفل المغربي ريان فى بئر على أعماق 32مترا تقريباً.
حيث هوى ذلك الصغير فى تلك البئر لكى يجذب أنظار العالم أجمع بأنه حان الوقت لكى يتكاتف الجميع على قلب رجل واحد والنظر إلى أحوال الأطفال والشيوخ والنساء بالوطن العربي من تشريد وجوع وتهجير.
ولما لا فمنذ ميلاد الوطن العربي وهو دائماً محاط بالمطامع الإستعمارية لنهب خيراته وتشريد مواطنيه.
نعم نقولها وبكل تأكيد فقد نجح المحتلون طوال الأعوام والسنوات الماضية لإنجاح مخطط الإستعمار والسبب الأساسى فى هذا النجاح هو تخلى العرب عن التكاتف والوحدة على قلب رجلاً واحد.
تلك الوحدة والتكاتف التى تزلزل العالم بكل تأكيد فهى السلاح الفتاك لغلب إى مستعمر أو عدو أو محتل.
واذا ما إلقينا بنظرة ثاقبة على حادثة الطفل ريان سنخرج منها بالعديد من العبر والايات.
يأتى فى مقدمتها تكاتف الوطن العربى برمتة لإنقاذ الطفل ريان حيث علت صيحات الدعاء والترقب وكتم الأنفاس للحظات الأخيرة عقب خروج الطفل ريان ومع سماع دوى صيحات النصر والتكبير والفرحة الذى عاشها العالم لبضع دقائق و لحظات يصمت العالم مره أخرى إثر إعلان السلطات المغربية بخبر وفاة الطفل ريان .
ذلك الصغير الذى لبث فى ظلمات البئر أكثر من أربع أيام فبماذا كان يشعر ؟!؟!
وبما كان يستنجد؟!؟!
يالها من لحظات يشيب لها مسامع الرجال حقا.
وبين حالات الترقب الذى عاشها العالم من تعاطف دولى على مختلف الأطياف نجد من يخرج علينا بالاستنكار والسخرية والتعجب من هذا الدعم العالمى لحادثة الطفل ريان طارحين عدة تساؤلات معظمها يدور حول
لماذا كل هذا الدعم للطفل ريان مستدلين بأن الحقيقة بها لغز !؟!؟
نعم فالحقيقة بالفعل بها لغز
يبدأ من لحظة إتحاد العالم مروراً بكونه طفل مثله كمثل الآلاف الأطفال العرب المشردون الذين يقتلون كل يوم.
وإذا ما حللنا الأمر نجد أنه بالفعل
لا يعقل أن يتحد العرب بهذه السهولة وهو ما يؤكد حديثى بأن الإتحاد هو سمة النصر فاليوم مات الطفل ريان ولكن الوطن العربى بأطفاله وشيوخة ونسائه ورجاله ما زالوا أحياء يرزقون.
فاليوم عرفنا سر نصرنا ألا وهو الإتحاد على قلب رجل واحد فليتحدث به المخلصين إلى العالم أجمع.
لقد خرجنا من قصة الطفل ريان بأسمى معانى الإنسانية الذى سيدونها التاريخ عبر عصوره المتعاقبة.
أن ينتفض العالم لإنقاذ طفل هذا ما يعنينا وإن كان للقصة بقية وإن كان للغيب عبرا وآيات منسيه وإن اختلف الجميع بشأن الحقيقة إلا أن القصة بأكملها تحمل بين طياتها معانى وكلمات تعبر عن بحور الإنسانية.
بقلم/ مروه عبدالحكم