( بوتين ) رجل الحرب العالمية الثالثة


بقلم / محمد فرج الله الشريف
في يوم 21 ديسمبر1991 م في اجتماع المآتا العاصمة القديمة لكازاخستان أعلن رئيس الاتحاد السوفيتي جوريتشوف إنهاء وجود الاتحاد السوفيتي وتفكك هذا الاتحاد المكون من 15 جمهورية وأن كل جمهورية منها أصبحت دولة مستقلة
ومن هذه الجمهوريات جمهورية روسيا التي أصبحت الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي المنهار حيث أنها كانت الجمهورية الأكبر مساحة وعدد السكان وهي التي حصلت على مقعد الاتحاد السوفيتي في مجلس الأمن وحصل رئيسها على شفرة إطلاق السلاح النووي .
كان لتفكك الاتحاد السوفيتي تداعيات خطيرة على العالم الذي تغيرت خريطته السياسية والعسكرية وتحولت موازين القوة نحو القطب الواحد وهو أمريكا ومن ورائها الحلف الذي تنتمي إليه وهو ( حلف الناتو ) في مقابل انهيار ( حلف وارسو ) الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي .
ولم يكتف حلف الناتو بانهيار غريمه وارسو بل بدأ في ضم دولا منه مثل بولندا وهنجاريا والتشيك وبلغاريا وسلوفاكيا وسلوفينيا .
ولم يكتف بذلك أيضا بل بدأ في التوسع أكثر في اتجاه روسيا وضم جمهوريات من الاتحاد السوفيتي السابق مثل ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا وأخيرا جمهورية الجبل الأسود سنة 2017 م الأمر الذي ترفضه روسيا وتعارضه بشدة وترى فيه تهديدا حقيقيا ليس لأمنها القومي فحسب بل لوجودها أيضا .
وأخيرا رغبة حلف الناتو في ضم أوكرانيا أحد الجمهوريات السوفيتية السابقة , أوكرانيا التي تمتلك ثروات ضخمة وأسلحة نووية وصواريخ استراتيجية فضلا على أنها بوابة روسيا .
روسيا التي أعاد بوتين بناء قوتها العسكرية والاقتصادية رغم كل العقوبات المفروضة عليها وأصبحت مناوئة لأمريكا تنازعها في مصالحها لاسيما في البحر المتوسط والشرق الأوسط حيث استغل بونين الأزمة السورية لصالحه ووضع نفسه رقما مهما وورقة لابد منها على طاولة أي مفاوضات .
أما عن بوتين فهو صاحب الكلمة العليا في هذا النزاع , بوتين القوي المراوغ المخابراتي الفذ الذي عرف بالمهارة والكفاءة , الشخصية المثيرة للجدل دائما وهو رقم 1 في السنوات الأخيرة في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم والذي تولى رئاسة روسيا في عام 2000 _ 2008 ثم رئيسا للوزراء من 2008 – 2012 ثم رئيسا مرة أخرى من 2012 حتى الآن
أما عن سيناريوهات الحرب المحتملة فهي كالتالي :
السيناريو الأول : أن تظل هذه الحرب في إطار الحرب الإعلامية حرب الصور وحرب استعراض القوة والتحركات التكتيكية حتى يشعر طرف بأن الحرب لن تصب في مصلحته فيسعى للسلام متراجعا خطوة للخلف تاركا أبواب الحوار مفتوحة حتى يسدل الستار على هذه المعركة ويعود كل طرف إلى مربعه الأول .
السيناريو الثاني : أن تشتعل الحرب بين روسيا وحليفتها الصين من ناحية وبين أوكرانيا ومن ورائها حلفاؤها أمريكا وأوروبا , وحينها ستكون حربا كارثية بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي حربا بين الكبار الذين يمتلكون الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأمر الذي سيعيد كوكبنا الحزين إلى الوراء عشرات السنين ويسقط الضحايا بالملايين وينهار الاقتصاد العالمي الهش الضعيف الذي أجهده فيروس كورونا .
السيناريو الثالث : أن تلقي أمريكا بأوروبا المتهالكة – أوروبا التي شاخت إلى حد العجز وأصبحت عبئا على أمريكا – في أتون الحرب مع روسيا ثم تتخلى عنها وتضحي بها ، ومن ناحية أخرى تساند الصين روسيا المشاكسة حتى إذا اشتعلت فيها النار تركتها لتنجو بنفسها محافظة على اقتصادها , لينتهي الأمر في النهاية إلى قوة واحدة في الشرق هي الصين وحلفاؤها وقوة واحدة في الغرب هي أمريكا وحلفاؤها الجدد بريطانيا وأستراليا ليبدأ فصل جديد من الصراع العالمي وإعادة تشكيل القوى والتحالفات وبالتالي رسم خريطة جديدة للعالم الجديد .

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً