وتتساقط ثمار شجرة الاساتذة يوما بعد يوم
فتغيب عنا قامات وقامات مصرية كبيرة تاركه خلفها إرث عظيم من فكر وفن وتراث وقدوة وثروة وقيمه
وقد فقدنا بالأمس علم من أعلام مصر فى الصحافة والكتابة والإعلام
الاستاذ / مفيد فوزى
الذى كان ..
مثير للإعجاب
مُفجر للقضايا
لديه جُمل كلاميه متفرده
وقاموس كلمات خاصه
وحوارات بناءه متميزة
كان صحفى وكاتب واعلامى بدرجة قدير وتصنيف لامع ونوعيه إعلام مهنى هادف
نختلف عليه لكن نتفق انه اعلامى مصرى استثنائى لن يجود الزمان بمثله
وقد كان الاستاذ/ مفيد فوزى لروحه السلام رمز من أهم رموز الإعلام المصري والعربي وواحد من أشهر مذيعين البرامج في مصر وصاحب المدرسة الخاصة المتفردة في الحوارات التليفزيونية التى تابعها من خلاله كل المصريين..
وُلد الأستاذ “مفيد” سنة 1933 في بني سويف.. والده كان موظف في وزارة الصحة، ووالدته السيدة “مريم” كانت ربة منزل وهي التى شجعته على القراءة وكانت السبب الرئيسي في تنمية موهبته الصحفية.. تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية سنة 1959.. ومن وقت تخرجه اندمج في العمل الصحفي بكل كيانه لعشرات السنين
بدأت مسيرته كصحفي بمجلة “صباح الخير” وبعدها انتقل للعمل التليفزيوني ليكمل مسيرة حافلة من الاعمال .. قدم من خلالها اشهر واهم القضايا المجتمعيه فى وقتها
ومن اشهر برامجه
برنامجه المميز “حديث المدينة”
الذى خرجت فيه كاميرات التليفزيون المصري للشارع كى تحاور المصريين
وكان سبق جديد لم تعهده برامج التليفزيون
بنقل نبض الشارع عبر الشاشات الفضية
و يعد ويعتبر حديث المدينه هو اللبنه الاولى وحجر الاساس المصرى لجميع برامج التوك شوز التى اتت بعده
ونستطيع ان نقول ان مفيد فوزى كان الاب الروحى لكل مقدمى البرامج المصرية الحواريه للاعلاميين الحاليين
كان من أهم مميزات كإعلامي ومحاور إنه كان يتحدث بأسلوب الاعلامى المثقف وفي نفس الوقت كانت لغته متفرده بسيطة تصل للمواطن العادي في البيت و الشارع
تابعنا من خلاله وبأسلوبه السلس أول لقاء في التليفزيون لـ الأديب المصري العالمي “نجيب محفوظ”
تابعنا حواره مع عشرات الفنانين الكبار فى مصر تابعنا السياسيين ونجوم المجتمع فى حضرة مفيد فوزى
اجتمعت مصر كلها لمشاهدة حوار اجراه الرئيس السابق / حسنى مبارك لاول مره واختار فيها ان يحاوره الاعلامى مفيد فوزى
كانت برامجه مختلفة.. أداؤه سلس لغته سهله ممتنعه مقربة الى القلوب والاذان
اسلحته الاعلاميه جبارة
وكان كذلك كاتب عظيم وصحفى بارز وصاحب فكر حر وحامل قلم مبتكر
وبجانب كتاباته الصحفيه المميزة ترك رصيد من الكتب القيمه مثل “رحلات صحفية”، “صديقي الموعود بالعذاب والنجاح”، “أسماء لامعة”، وغيرها..
وبالأمس توفى الكاتب الصحفي الكبير والمحاور العربي الأهم “مفيد فوزي” عن عمر 89 سنة قضى منهم 60عام في عشق مهنته التى أخلص لها من البداية للنهاية.. ولأخر يوم فى عمره كان ملئ السمع والنظر بتعليقاته وحواراته وكلماته التى سنظل نتذكرها ونرددها فى كل محفل اعلامى شارك فيه استاذنا الكبير الرائع الراحل / مفيد فوزى