بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل لعام 2023، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى العمل على الاستثمار في مكافحة السل، حتى نتمكن من العثور على مَنْ لم تُشخَّص حالته من المرضى والقضاء على السل.
وإقليم شرق المتوسط متأخر حاليًّا في بلوغ غايات مكافحة السل. فقد كان الإقليم يهدف إلى خفض الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 35% بين عامَي 2015 و2020. ولكن تحقَّق انخفاض بنسبة 6% فقط، وفي عام 2021 ظل عدد الوفيات الناجمة عن السل في الإقليم أكثر من 85000 وفاة.
وإلى جانب تأثير السل على الصحة، فإنه يتسبب أيضًا في عواقب اجتماعية واقتصادية فادحة. فيستفحل في ظل الفقر، وسوء التغذية، والإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، والسكري، والتدخين. وتبدأ مكافحة السل باكتشاف
المصابين به لكي نعالجهم. لكن أكثر من ثلث جميع المصابين بالسل في إقليمنا لم تُشخَّص حالتهم بعدُ. وعلى جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية بالقطاعين العام والخاص أن يفكروا في السل، عندما يجدون أي شخص مصاب بالسعال والحُمى.
يقول الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: “العثور على جميع المرضى أمر ضروري للقضاء على السل. وقد حققنا تعافيًا شبه كامل بعد جائحة كوفيد-19 من ناحية تعطل الخدمات، لكن نحتاج إلى تكثيف جهود المكافحة الآن لبلوغ غاياتنا”.
والعثور على جميع المرضى يتطلب الاستثمار في خدمات السل، ولكن لم يُلبَّ حتى الآن سوى نصف احتياجات البلدان. وأضاف الدكتور المنظري: “مع بالغ امتناننا لما يقدمه المانحون والشركاء، نحتاج إلى زيادة الاستثمار في مكافحة السل، ويشمل ذلك استثمارات الميزانيات الوطنية المخصصة للصحة. فعن طريق زيادة التمويل واستخدامه بمزيد من الكفاءة، نستطيع العثور على مزيد من مرضى السل، من خلال توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، وخفض الوفيات الناجمة عن السل، وزيادة الإنتاجية”.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل، تحث المنظمة جميع الأطراف المعنية على استثمار المزيد لتحقيق الأهداف المرحلية والغايات المُحدَّدة في استراتيجية القضاء على السل، في جميع القطاعات، وبالتعاون مع جميع الشركاء، ومع المجتمعات المحلية المتضررة. واختتم المدير الإقليمي بقوله: “هذا هو ما نطمح إليه انطلاقًا من رؤيتنا الإقليمية المتمثلة في تحقيق الصحة للجميع والجميع.