_ بطاقة تعريف للقراء عن الشاعر انمار الجراح؟
أنا كما يصفني بعضُ النُقّاد ومنهم الدكتور علي متعب العبيدي والدكتور أمجد الفاضل شاعرٌ أنتمي إلى المدرسة المستقلّة أخطأني الدَهرُ ووضَعني في زمانٍ غير زماني وكأنّي يجب أن أكون مولوداً قبل 1500 عام حيث لايُمكنُ جعلي بحسب تصنيف أجيال الشعراء منتمياً للجيل السبعيني ولا لسواه من أجيال الشعراء المعاصرين ، فأن أكتب ملحمة من ألف بيت وبيت على بحر واحد دون تكرار لأيٍّ من قوافيها ليس من صفات شعراء الأجيال المتأخّرة إضافة إلى اعمال كثيرة أخرى سنأتي على ذكرها في معرض الإجابة عن أسئلتك جعلت النقّاد في حيرة من تصنيفي كشاعر من هذا الزمن . ماهي المدرسة الأدبية أو الشعرية التي اثرت فيك من خلال ولادة الشعر عندك؟
قرأتُ في مجال الشعر لإمرئ القيس وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني وجرير والأخطل والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة ودِعبل الخزاعي وأبي تمام والبُحتُري والمتنبي الذي حَفِظتُ معظم أشعارِه، وأبي العلاء المعري والشريف الرضي والصاحب بن عبّاد وأبي فراس الحمداني وابن هانئ الأندلسي والبهاء زهير وللعشرات غيرِهم من شعراء العربية، وقرأتُ لشكسبير من الإنجليز ولشارل بودلير من الفرنسيين ومن الفرس قرأتُ لحافظ الشيرازي وعمر الخيام، ومن شعراء القرن العشرين قرأتُ لإيليا أبي ماضي وأحمد شوقي والجواهري والأخطل الصغير وأحمد الصافي النجفي وقباني وعمر أبي ريشة وللكثير ممن استهوتني أشعارُهم، ولكنَّني تأثرتُ بالدرجة الأساس بأبي تمّام والمتنبي أما في مجال الفلسفة وغيرِها فقد قرأتُ لـ (برت راند راسل) الذي أفهمَني أن العدد غيرُ موجود وعلَّمَني كل مايترتب على قوله: ( وجود العدد مشروط بوجود المعدود)، وكذلك عمانؤيل كانت) الذي علَّمَني كيف أُبرمج ذاتي ووَقتي، وجان بول سارتر الذي جعلني دون قصد منه أبحثُ عن الله في أعماقي فقد يكون الضمير الذي يؤنِّبُني هو الله ، وديكارت الذي دفعَني إلى الإيمان بوجود الفِكر قبل الإنسان ففي حال التسليم بهذا كيف يمكن للبشرية أن تتخلص من اللاهوت ولهذا أقنعَني ديكارت دون أن يقصد هو الآخر بحتمية وجود خالق لهذا الكون، وفرانسيس بيكون الذي شجَّعَني على نقل أفكاري من الورقة إلى ساحة التجربة العملية حيث انتفعتُ منه في حياتي العملية ، والفارابي الذي جعلني أسبح في نظرية الفيض الإلهي وأفلاطون الذي جعلني أُفكِّر بمكان روحي قبل أن تحل في جسَدي حيث تأثرتُ بنظريتهِ ( الإسترجاع )، وقرأتُ للدكتور علي الوردي وتشارلز دارون وفرويد وغيرهم من الفلاسفة والمؤرخين وعلماء الإجتماع. واتخذتُ المتنبّي قدوةً لي في الشعر وفي الفلسفة بييكون . ماذا عن العروض في الشعر العربي ؟
_ليس لأحد أو أيّة جهة حقّ الحجر على الشاعر ومنعه مِن التجديد في مجال الأوزان الشعريّة، إنّ مَن يجتهد في هذا المضمار قاطعاً فيه أطول الأشواط ﻻ ينتظرُ مِن أحد أن يختم له مؤيّداً بأنّ نظمَه عربيٌّ سليم ، فالشعر موسيقى والموسيقى لغة عالميّة.
وقد قلتُ أكثر مِن مرّة متطرّقاً لشرعيّة زواج التفاعيل بأنّ الحكم في ذلك للأُذُن وليس للخليل، أمّا بشأن وجود نظريّة عروضيّة تؤصّل الإيقاع العربي وتؤصّل القوانين الصوتيّة والإيقاعيّة التي تحكمه وتميّزه عن غيره فذلك يتعارضُ مع رؤيايَ لموسيقى الشعر لأنّ النظريّة تبقى نظريّة غير مُلزمة، وإن نظام الخليل يعجز عن الحكم على الإيقاع المستجد وذلك بائن وصريح وأنا أشعر بعجزه، ، وأمّا قول أحدهم بأنّ نَظمَ العرب الذي استقرّ في الأذهان هو أعلى طراز مِن النظم فذلك يتنافى مع مذهبنا ويغلق باب التجديد
وﻻ أدري لماذا نتقيّد برؤيا بدويٍّ عاش قبل ألف وخمسمائة عام وننسفُ آراءنا بينما كانت سليقته نتاجاً للحياة البسيطة المتخلّفة آنذاك مع كبير حبّي له واعتزازي به كتراث أصيل؟ لقد ذكرتُ في أكثر من موضع أنّني أهدف إلى بعث الروح في القصيدة العموديّة حصراً..
_ المؤلفات والاصدا
رات وغيرها ؟
• – أصدرتُ في مجال الشِعر خمس مجموعات شعرية (رداء في ذاكرة الرتق) طبعت عامَ ألفين وستة 2006 في دمشق (جسدٌ في مرآة الشيطان) طبعت عامَ ألفين وعشرة 2010 في بيروت( والطبعة الثانية في الكويت عامَ ألفين وأربعةَ عشَر ٢٠١٤ عن طريق مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية ، ( شجيُ النشيج من أعماق الخليج) طبعت في بيروت عامَ ألفين وأحَدَ عَشَر 2011 عن طريق دار السجّاد العراقية .. (ملحمةُ الصدِّ والوصال) ، وهي قصيدة تقع في ألف بيت وبيت وبقافية واحدة دون تكرار لأيٍّ من قوافيها تستعرض وقائع التاريخ مُنذ بدء الخليقة حتى زمننا الحاضر مُستَهَلّةً بالغزَل مُنتهيةً به صدرت عن مؤسسة ثائر العصامي للطباعة والنشر ، بغداد عامَ ألفين وخمسةَ عَشَر 2015 ، وأخيراً (أمس خلف المَكان) صدرت عن مؤسسة ثائر العصامي عام 2022
_ بحر “النمير” بماذا اختلف
عن غيره؟
ومن فاز بالكتابة على اوزانه بالمسابقة الشعرية في البيت الثقافي البغدادي؟
•- اكتشفتُ بحراً شعريا جديداً من المديد الخامس المنتمي للدائرة العروضية الأولى ( المُختَـلِف ) أطلَقتُ عليه إسم (بحرُ النمير) له عروضتان وضربان وقد نشر بحثُ الإكتشاف في عدة صحف منها صحيفة صوت بغداد وصحيفة المواطن ونُشر على مواقعي الألكترونية وتم توثيقه في ملفات اتحاد الأدباء العراقيين
وأقيمت مسابقة شعرية في البيت الثقافي البغدادي للكتابة على أوزان بحر النمير تنافس فيها شعراء عرب وعراقيّون وقد فازت الشاعرة التونسيّة حنان بلفالح بالمركز الأول يليها شاعران من العراق هما أنور الدليمي وباسم الحربي.
_تسعة بحور
حدثنا عنهم؟
- – وضعتُ تسعة بحور شعريّة أخرى وهي
( الحلفة والتبغدد والشام والعراق والكويت والفلّوجة والجزائر والخالص والهزار ) معظمها منشور على صفحتي في الفيس . - – لديَّ الآن قيد الإنجاز كتاب في علم العروض .
_مشاركتك في المهرجانات الأدبية أين كانت؟ - – شاركتُ في معظم المهرجانات الأدبية في العراق كمهرجان المربد ومهرجان الجواهري ومهرجان الكُميت ومهرجان المتنبي ومهرجان تامَرّا ومهرجان الفلّوجة ومهرجان مصطفى جمال الدين وغيرها .
_ أحييت الكثير من الجلسات والأماسي الشعرية اين ؟ - – أحييتُ العشرات من الجلسات والأماسي الشعرية في العراق وسوريا ولبنان ومصر والكويت
والاردن.
ما اسم المهرجان الذي مثلت العراق فيه؟ - – مثلتُ العراق في العديد من المحافل الشعرية منها مهرجان ربيع الشعر العربي الذي تقيمه سنويا في الكويت مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين .
_هناك ديوان قيد التحضير
ماذا عنه؟ - – لي قيدَ التحضير ديوان هَزار الدِجلَـتَين المجموعة الكاملة .
- – أصدرتُ في مجال انساب القبائل سبعَ مؤلفات آخرُها كتابُ قبيلة بني حميدة العربية في الأردن تمت إجازته من وزارة الإعلام الأردنية وكونُه يتضمن دراسة دقيقة عن تاريخ شَرقيِّ الأُردُن فقد عمَّمته وزارة التربية هناك ليُباع بسعر زهيد على طُلاب المدارس في المملكة الأردنية الهاشمية بكتابها المُرَقّم ألفٌ وأربعُمائةٍ وستةٌ وعشرون 1426 في الثامن عشر من تموز عامَ ألفين وخمسة 2005/7/18
- – أصدرتُ أكثر من ألف مُشَجَّر عن القبائل والعشائر والأفخاذ العراقية والعربية ….
_اين تم نشر قصائدك؟ - – نشرتُ الكثير من القصائد في الصحف والمجلات العراقية والعربية
- – نشرتُ ثماني حلقات عن الأدب في الخالص في صحيفة العدل النجفية أواخر السبعينات من القرن العشرين المنصرم .
- – نشرتُ في مجلة الورود اللبنانية بين عامَي ألفٍ وتِسعِمائةٍ وثمانيةٍ وسبعين و ألفٍ وتِسعِمائةٍ وتسعةٍ وسبعين 1978-1979 سلسلةَ قصائد تحت عنوان ، إلى شعراء مايسمى بالشعر الحُر ،..
_ اللقاءات والحوارات
ماذا عنها؟
- – أجرت معي العديد من الصحف والمجلات العربية حوارات مطولة ، منها مجلةُ شبابلَك وجريدةُ المسيرة السوريّتان ، وجريدةُ حوادث الساعة الأردنية وجريدةُ الجريدة الكويتية ومجلةُ الكواكِب المِصريّة وغيرُها إضافة إلى الكثير من الصحف والمجلّات العراقية .
- – بعض القنوات الفضائية كالديار والشرقية والفيحاء والمسار الأولى وقناة الجامعيّة وقناة النيل المصرية وقناة البوادي الكويتية وغيرها أجرت معي حوارات صريحة جداً في مجال الشعر والأدب..
- – في مَطلع عامِ ألفين وثلاثةَ عشَر 2013 مـ أسَّستُ مقهى الجرّاح التراثيّة في مدينة الخالص وصارت مُلتقى الشعراء والأدباء والفنانين وعموم المثقّفين ….
_تطور الشعر عن الكلام العادي..كيف ذلك؟
الشِعرُ صَنعَة ولا بد للشاعر الحقيقي أن يتقنها فقد تطوَّرَ الشعرُ عن الكلام العادي المنثور إلى الموزون المُقَفّى ذي المعنى الجميل ،…
هل برايك الشاعر عندما يكتب قصيدته في حالة الانفعال تكون جميلة؟ ليس من الضروري أن يكتب الشاعر تحتَ ضغط المؤثِّرات لأنه والحالة هذه سيترجمُة انفعالاته فقط فلا تكون قصيدته جميلة لأن الشِعرَ استحضارٌ للمشاهد والصوَر واتقان في تخريج البيت الواحد ، والشاعر المُقتَدِر هو مَن يُحَمِّلُ بعضَ الكلمات كُلَّ المعاني وإلّا فجميعُ الناس شُعراء على الفيس بوك كما ترَين…
هل برايك الاعلام له تاثير على الشاعر ؟ الإعلام لا يصنَعُ شاعراً ولا يصنَعُ فنّاناً وإنّما يصنعُ اسمَ شاعرٍ واسمَ فنّانٍ ومن هنا أقول إنَّ على المُبدِع أن يكون دائماً أكبَرَ من اسمِـهِ فإن كَبُرَ اسمُهُ عليهِ سيعجز عن اللحاق به فيكونُ قد انتحرَ على أوَّلِ الطريق ، وكثيراً ما نسمعُ بأسماء مدوّيّة كالطبل وحين نلتقي بأصحاب هذه الأسماء نجدهم هوائيين فارغين فعلاً كالطبل الذي لولا الهواء المحصور بين دَفَّتيه لما أصبحَ مُدوِّياً ، ويبقى الشعرُ في جميع الأحوال نابعاً عن عاطفةِ الشاعر ليثيرَ عاطفة المُتَلَقّي…..
–ختاما ..كيف تزهو العراق بقصيدتك؟
، تَمَتَّعوا بقراءةِ أوَّلِ قصيدة على (( بحر العراق )) أسألُ الله لكم التوفيقَ والسداد.
بعض من ابياتها….
هَزار الدجلَـتَين
(( جَناحَيكَ ياعُقاب ))
عِراقُ يا مَهبَطَ الرسـالاتِ ما تَـقولُ ؟
وكُلُّ طِفلٍ يَـموتُ في أرضِنا رَسـولُ
فإنّ خَيراتِـك التي لا تُـعَدُّ أمسَت
لِـغَيرِ أهليكَ رغمَ آنافِـهِـم تَـؤولُ
يا أوَّلَ الفاتِحينَ أصبَحتَ مُستَباحـاً
أفِقْ فباسمِ السلامِ يَجتاحُكَ المَغولُ
أنتَ العَلى كُلِّ قاتلٍ شـاهدُ احتِضارٍ
وأصدقُ المُـدَّعينَ لـكِـنَّـكَ القَـتيلُ
حتى الحماماتُ لم يَعُد نَوحُها أليفاً
أصارَ مِـنهـا لغيرِ أبنائـكَ الهَديـلُ؟
……
شكرا للشاعر
انمار الجراح
على حواره الشيق ..
مع تحيات
هيام عبيد
الى اللقاء مع
ضيف اخر …..