بقلم ا/ منى المحروقي
النهاردة أول يوم في امتحانات الثانويه العامه.. روحت الصبح من بدري عشان أبقي مع الاولاد اللي عندي.. ما هو أنا مديرة المرحلة الثانوية في مدرستي.. حقيقي اللي شوفته شئ صعب.. شوفت اولاد و بنات في عمر الزهور علي وشهم حالة من الهلع و الخوف و الرعب غريبة مع إن النهاردة دين و وطنية يعني مواد سهلة و خارج المجموع.. و شوفت أمهات و أباء مرسوم علي وشهم كمية قلق تكفي ١٠٠ سنة.. معقول كدة.. معقول في دولة في العالم غيرنا بتعدي علي بيوتها حالة الهلع دي في الثانوية العامة.. كل واحد عنده ثانوية عامة بيبقي بداخله صراع.. الآباء و الأمهات خايفين أحسن مجهود أولادهم و الفلوس الكتير أوي اللي دفعوها طول السنة أحسن تروح ع الأرض و ابنهم أو بنتهم متجيبش المجموع اللي عاوزينه.. و كل طالب بداخله صراع و بعبع أسمه ياتري بابا و ماما هيعملوا فيا إيه لو منجحتش أو مجبتش المجموع اللي هما عاوزينه و كمان خوفهم من عدم تحقيق أحلامهم هما شخصيا اللي تعبوا عشان يحققوها.. و أفكار كتير أوي رايحة جاية جواهم.. و نيجي بعد الامتحان نتصدم بخبر وفاة طالب في لجنة في حدائق القبة بهبوط حاد في الدورة الدموية.. الله و أعلم إيه السبب بس أكيد فيه جزء من السبب هو الخوف و القلق.. طيب تقدروا تقولولي إيه يساوي حياة أولادنا .. هنستفيد إيه لو حد من الاولاد حصلوا حاجة بسبب الخوف من الامتحان.. أنا بقي بقول لأب و أم كل طالب في الثانوية العامة إنكم تعبتم و بذلتم مجهود و سهرتوا و دفعتوا مبالغ جبارة و وقفتوا وراء أولادكم يعني عملتوا اللي عليكم سلموها لله بقي.. و بقول لكل الطلاب انتم بردوا عملتوا اللي عليكم و طبعا فيه شوية منكم بردوا لعبوا و قصروا.. يبقي لازم نعرف أن ربنا سبحانه و تعالي لا يضيع اجر من أحسن عملا.. بس لازم تعرفوا إن دي سنة تحديد جزء من المستقبل يعني ربنا سبحانه وتعالى كاتب لكل واحد فيكم مستقبل و دة في علم الغيب.. يبقي كل اللي مطلوب منكم تعملوا اللي عليكم و تستنوا ترتيب ربنا سبحانه و تعالي و لازم تعرفوا إن دايما ترتيب ربنا سبحانه وتعالى بيبقي أحسن من تصورتنا مليون مرة حتي لو كان في أوله بيبان شر لكن قضاء ربنا كله خير لأن ” رب الخير لا يأتي إلا بالخير.” ربنا يحفظ أولادنا كلنا من كل شر و يجعل رزقهم في الدنيا أحسن من رزقنا ملايين المرات.. و يسعد قلوبنا و يفرحنا بأولادنا و بناتنا.. في وقت إحنا كلنا بجد نفسنا نفرح فرحة تهز قلوبنا.. و أكيد نجاح أولادنا فرحة من النوع اللي بيهز القلوب من شدة السعادة.. لكل أم و كل أب قوموا دلوقت طمنوا أولادكم و بناتكم و أحضنوهم لازم تعرفوا إنهم خايفين و مرعوبين أكتر منكم مليون مرة.. دي اول مرة يشعروا بتحمل المسؤولية.. و مرة تانية ربنا يحفظ كل أولادنا و يقر عيوننا بهم و يرزقنا برهم.