بقلم..إسلام عامر
لَبَّيْكَ رَبِّي
يَا قَلْبُ ، هَيَّا لِلْعَلَا وَانْسَ الْعَنَاءَ ،
وَاشْرَحْ صَدَاكَ لِلْمُنَادِي فِي السَّمَاءِ .
هُنَاكَ نُورٌ لَا يُضَاهِيهِ اقْتِرَابٌ ،
فِي حَرَمِ الْمَحْبُوبِ ، أَعْظَمُهُ الرَّجَاءُ .
طُفْ ، وَأَسْقِ الدَّمْعَ مَنْ عَطِشُوا خُشُوعًا ،
ثُمَّ بَاهِ النَّفْسَ ، إِذْ صَلَّتْ وَجَاءَتْ .
وَارْمِ جَمْرَ الشَّكِّ عَنْ صَدْرٍ كَلِيلٍ ،
وَاسْتَفِقْ ، فَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ شَقَاءَ .
قَدْ سَعَيْنَا ، وَالْخُطَى فِي اللَّهِ
تَرْتِـيلٌ ، وَأَنْفَاسٌ تُجَاوِزُ كُلَّ دَاءَ .
فِي “عَرَفَاتِ” الْوُجُودِ ، بَكَتْ قُلُوبٌ ،
فَارْتَقَتْ فَوْقَ الْمَقَامِ إِلَى السَّمَاءِ .
ثُمَّ “مِنًى” صَارَتْ جُسُورَ الْوَصْلِ ، حَتَّى
ذُرْوَةُ التَّقْرِيبِ فِي أَعْظَمِ نِدَاءِ .
لَبَّيْكَ رَبِّي ، كُلُّ شَيْءٍ قَدْ أَجَابَكْ ،
حَتَّى جَنَاحُ الرُّوحِ فِي سِرِّ الدُّعَاءِ .
نَحْنُ فِي زَادِ الْحَنِينِ ، نَسِيرُ صَوْبًا ،
فَوْقَ أَشْوَاقِ الْوَرَى ، فَوْقَ الْفَنَاءِ .
هَذِهِ الْأَيَّامُ أَفْلَاكُ انْجِلَاءِ ،
وَسَطَ اللَّهْفَاتِ وَالذِّكْرِ الْوَفَاءِ .
فِي “زَمْزَمٍ” تَجْرِي الْمَعَانِي كَالْأَمَانِي ،
وَتُقَبِّلُ الْأَرْوَاحُ أَعْتَابَ الضِّيَاءِ .
وَإِذَا الْأَجْسَادُ لَبَّتْ ، قَالَ قَلْبِي :
قَدْ بَلَغْنَا الرِّضَا ، يَا كَاشِفَ الْبَلَاءِ .
![]()

