تَرْتيل دُّعَاءُ.

كتب / خـــــالـــــد إبـــراهيـــم. 

واحدة من أجمل الكلمات التي سمعتها كانت ترتيل في دعاء أحدهم كان يناجي الخالق بأن ” يلهمه السكينة لتقبُّل ما لا يمكن تغيير ، والقوة لتغيير ما يسعه ، والبصيرة لمعرفة الفارق بينهما” . فتخيّل أن تعي ما يحتاج صبرك عما يحتاج تدخلك ، فتعلم متى تسعى ومتى تستكين ، متى تصبر ومتى تثور ، متى تصمت ومتى تتكلم ، فترتاح ما حييت وترضى.
” كن ​رائعا​ ، حين تتجاهل من يسيء إليك، وكريم​ا حين تخفف من أحزان غيرك​، ولطيفا​ حين تهتم بمن حولك، ​وجميلا عندما تبتسم مهما كانت الظروف . سنرحل ويبقى الأثر “
فكن على علم أن في الحياة فقط ‏شيئان يحددان من أنت :

  • صبرك​، عندما لاتملك شيء.
  • أخلاقك​، عندما تملك كل شيء
    إن ‏‎أصل الانسان الطيب يتجلي وقت الرخاء والثراء ، فيجود ويعطي مما أعطاه الله كما قال جل وعلا ” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ “
    أما معدن الإنسان الحقيقي وأصالته ، فيظهر في وقت الأزمات فتري صاحب المعدن النفيس ذو الأخلاق الحميدة ، صاحب الجذور الطيبة يتعالى عن الرذائل ويترفع عن الصغائر ، نعم فأولئك النبلاء يبقي رحيق أزهارهم وإن ذبلت أو ماتت أوراقها وتبقي بصماتهم لا يمحوها الزمن.
    بعضهم وإن لم يكن أغلبهم لا يعرف ما معنى أن تكون شخصاً يتجاوز كل شيء وأنت صامت ،
    تتجاوز وتتجاوز بكل هدوء
    حتى يعتقد من يراك أنك لم تتعثر يوماً ، رغم الصدمات والأهوال التي دائما ما تعترض تقدمك أو تضرب نجاحك بيد من حديد لتعثر تقدمك ، لا أحد سيعرف إلى أي مدى أنت مُتعب ،
    فـظاهرك منظم وتفاصيلك الهادئة لاتشير بمقدار التعب الذي تضمره داخل صدرك ، فلن يشعرون بها
    لأنك تبتسم كثيراً وداخلك بركان من الأوجاع.
    ‏‎قد يذهب منك كل ذلك مع الريح ، ليرسو بك القطار لمكان تستمتع فيه بمراقبة العالم عن بعد ، فأقف بعيداً عن كل شيء ، عنهم وحتى عن ذاتك ، ازح عنك أزماتك وآلامك ، أصمت وكن أنت المشاهد ، أهدأ من الداخل ، ولا تترك أحلامك تتساقط كأوراق الشجر في الخريف .

Loading

خالد ابراهيم

Learn More →

اترك تعليقاً