كتبت / سحر عبد الفتاح.
أول تعاون بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة والجمعيات الأهلية
لمحاربة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث
المجلس القومي للطفولة والأمومة: الحبس لمن يروج أو يطلب أو يقوم بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ما يطلق عليه ختان الإناث)
أسمنت العامرية: هذه الندوة ستكون بداية لسلسة من الأنشطة المجتمعية تنفذها الشركة للمرأة خلال 2021
منظمة أشوكا الوطن العربي: تشوية الأعضاء التناسلية للإناث عادة أفريقية وليس له علاقة بالدين أو الطب
مركز بصيرة: بنسبة74% يسبب ختان الإناث مضاعفات خطيرة تؤدي إلى وفاة الفتيات
“لا لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث”… كان هذا هو شعار الحلقة النقاشية التي تم تنظيمها ، الأثنين، حيث كانت مثال لتكامل أضلاع مثلث التنمية وهي الدولة والقطاع الخاص والجمعيات والمؤسسات الأهلية، حيث تعاونت كل من منظمة أشوكا الوطن العربي مع جمعية نهوض وتنمية المرأة وشركة أسمنت العامرية إحدى شركات مجموعة إنترسمنت البرازيلية في تنظيم هذه الحلقة النقاشية بمشاركة د. سحر السنباطي- الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة ود.حنان جرجس- نائب المدير التنفيذي بالمركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة”.
افتتحت فاعليات الحلقة النقاشية الدكتورة/ إيمان بيبرس- المديرة الاقليمية لمنظمة أشوكا الوطن العربي ونائبة رئيس مجلس إدارة منظمة أشوكا العالمية بتعريف اليوم والهدف منه، مؤكدة بأنه : “هو توعية للأمهات والفتيات في أى مكان بخطورة ظاهرة ختان الإناث، وهذا نتيجة شعور شركة أسمنت العامرية بالمسئولية المجتمعية التي تقع على عاتقها تجاه العاملين بها.
وأوضحت أن شركة أسمنت العامرية قررت التعاون مع مؤسسة أشوكا الوطن العربي لتنفيذ هذه الندوة، لأنها تهتم بمجال الإبداع الاجتماعي ودعم قضايا ريادة الأعمال ومن بينها قضايا المرأة، وقد وقع اختيار كل من الشركة وأشوكا على جمعية نهوض وتنمية المرأة للتنسيق والتنظيم لليوم، حيث إنها جمعية نسوية تعمل منذ أكثر من 33 عامًا في الدفاع عن قضايا المرأة ومناصرتها وذلك من خلال أحد برامجها وهو الدعم وكسب التأييد.
شركة أسمنت العامرية
نعمل على تمكين المرأة منذ 2018 وهذه الحلقة النقاشية
بالتزامن مع اليوم العالمي لرفض ختان الإناث
وأعرب السيد / باولو دا لاكوا، عضو مجلس الإدارة بشركة أسمنت العامرية إحدى شركات مجموعة إنترسمنت البرازيلية، عن سعادته وسعادة الشركة بمشاركتهم وتنظيمهم لهذه الحلقة النقاشية، مؤكدا أهميتها وتمنى أن تكون مفيدة للجميع وخاصة أسر العاملين بالمصنع.
ومن جانبها أوضحت الأستاذة/ نهى رحال- استشارية المسئولية المجتمعية والعلاقات العامة بشركة أسمنت العامرية إحدى شركات مجموعة إنترسمنت البرازيلية أنه يشرفهم التعاون مع منظمة أشوكا الوطن العربي وجمعية نهوض وتنمية المرأة في تنظيم هذا اليوم.
وأوضحت أن الأنشطة المجتمعية لشركة أسمنت العامرية بدأت مع قدوم شركة إنترسمنت البرازيلية واستحواذها على شركة أسمنت العامرية، مشيرة إلى المجالات التي ترعاها الشركة سواء ريادة الأعمال أو الصحة أو التعليم أو الشباب.
وأكدت أن شركة أسمنت العامرية، تعمل على تمكين المرأة منذ عام 2018، حيث تم تدشين منتدى تمكين المرأة برعاية شركة أسمنت العامرية (إنترسمنت مصر) وبحضور مجموعة من ممثلي المجتمع المدني، وتم تنفيذ العديد من المبادرات، موضحة أنه مع انتشار فيروس كورونا المستجد بدأ التوجه لعقد المناقشات الحية أون لاين Webinar لذا قرروا تنظيم هذه الحلقة النقاشية لأسر العاملين التي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لرفض ختان الإناث.
مشروع قانون ختان الإناث الجديد:
عزل وحرمان للطبيب القائم بالختان من ممارسة المهنة وغلق منشأته الطبية
والحبس لمن يروج أو يطلب أو يقوم بالختان
وصرحت د. سحر السنباطي- الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة- بأنه لا يمكن إطلاق لفظ ختان الإناث، إنما هو تشويه للأعضاء التناسلية للإناث، لأن الختان يقتصر فقط على الذكور، مشيرة إلى الأضرار النفسية والجسدية والمشاكل المترتبة على عملية التشوية التي تحدث للإناث، حيث تتعرض الفتاة دومًا للأمراض والالتهابات المزمنة بالجهاز البولي أوالجهاز التناسلي، بالإضافة إلى تأثيره البالغ على عميلة الولادة.
وأوضحت إلى أنه نتيجة هذه الأضرار البالغة التي تتعرض لها الفتاة المُختنة فهي تعتبر جريمة لقطع جزء من الجسم يترتب عليه أمراض للفتاة، وذلك فإن الدولة قررت تجريم وتغليظ عقوبة عملية تشوية الأعضاء التناسلية للإناث، وهو ما يتمثل في مشروع القانون الحالي الذي وافق عليه مجلس الوزراء الشهر الماضي.
وبدورها استعرضت د. سحر مشروع القانون الحالي لعقوبة ختان الإناث، موضحة أنه تم تغليظ عقوبة القائم بالختان لتمتد من 5 إلى 7 سنوات، وفي حالة حدوث عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 7 سنوات، وفي حالة الوفاة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تزيد عن 10 سنوات.
وأشارت أن مشروع القانون الحالي يشير إلى أن عقوبة الطبيب القائم بالختان مدة لا تقل عن 10 سنوات في حالة حدوث عاهة مستديمة، وفي حالة الوفاة تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد عن 20 سنة.
وأوضحت أن مشروع القانون الحالي أقر عقوبة اضافية للطبيب القائم بالختان وهي عزله من وظيفته مدة لا تزيد على 5 سنين وحرمانه من ممارسة المهنة مدة مماثلة، بالإضافة إلى غلق المنشأة الطبية الخاصة التي جرى فيها الختان وسحب ترخيصها ونزع لوحاتها ولافتاتها مدة مساوية لمدة المنع من ممارسة المهنة، ونشر الحكم في جريدتين يوميتين واسعتين الانتشار وبالمواقع الالكترونية.
وأردفت أن مشروع القانون أيضًا أقر عقوبة جديدة على من يقوم بالترويج أو التشجيع لختان الإناث، كما تم تغليط عقوبة طالب الختان لتصل إلى مدة لا تقل عن 5 سنوات.
مركز بصيرة: 12% فقط من السيدات يدركنّ تأثير الختان على الولادة للمرأة !
وعن الأرقام الخاصة بظاهرة ختان الإناث في مصر، قالت د. حنان جرجس- نائب المدير التنفيذي بالمركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة” أنه طبقًا للمسح السكاني الصحي عام 2014، فإن 92.3% من السيدات في الفئة العمرية 15-49 سنة اللاتي سبق لهن الزواج قد تم ختانهن، وأن 56.3% من الفتيات أقل من 19 سنة متوقع ختانهن.
وأشارت إلى أن مركز بصيرة قام بإجراء مسح تليفوني للتعرف على رأي المصريات في بعض القضايا المتعلقة بالصحة والصحة الإنجابية، على عينة حجمها 1120 أنثى في العمر 15 سنة فأكثر، في الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر 2018، وشمل المسح العديد من المحاور، منها علاقة الدين بالختان، وأظهر المسح أن 22% من المستجيبات (15 سنة فأكثر) يرون أن الختان من تعاليم الدين.
واستكملت “جرجس” عرض نتائج المسح الذي قامت به بصيرة، مشيرة إلى أن 74% أكدن أن الختان يسبب مضاعفات خطيرة تؤدي إلى وفاة البنت، و26% من السيدات رأين أن الختان يمنع الزنا، و21% يرين أن الزوج يفضل أن تكون زوجته مختنة، وقالت إن المسح أظهر أن 12% فقط من السيدات مدركات إلى أن الختان يسبب تعثر في الولادة للمرأة المختنة.
وتطرقت نائب المدير التنفيذي لـ “بصيرة” إلى التحديات التي تواجه ظاهرة ختان الإناث في مصر ومن بينها الثقافة الخاطئة التي ترسخت عبر قرون أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث من الشعائر الدينية، بالإضافة إلى انخفاض المستوى التعليمي وارتفاع نسبة الأمية وهو ما يؤدى إلى الانجراف مع الأفكار المغلوطة، وعدم دمج مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في برامج الصحة الإنجابية وصحة الطفل، فمازالت هذه الجريمة مستمرة رغم أضرارها الشديدة على صحة وسلامة الفتيات سواء النفسية أو الصحية.
بيبرس: الانحراف أو العفة أساسهما التربية السليمة وليس لهما علاقة الختان
وتناولت الدكتورة/ إيمان بيبرس- المديرة الاقليمية لمنظمة أشوكا الوطن العربي ونائبة رئيس مجلس إدارة منظمة أشوكا العالمية نظرة شاملة عن التصدى لظاهرة الختان من العمل الميداني، مشيرة إلى أنه من واقع خبرتها العملية على مدار 34 سنة في كل نجوع وقري مصر والعمل مع أكثر من مليون أسرة مصرية، بالإضافة إلى عمل دراسات ميدانية والعمل مع مؤسسات الدولة وجمعيات أهلية وقانونية لدراسة هذه الظاهرة وأثرها على الفتيات، فإنه تم إجراء العديد من الدراسات في 18 منطقة عشوائية في 10 محافظات مختلفة، واكتشفنا وقتها أن جميع السيدات المنحرفات والتي تحصل على مال مقابل الانحراف بلا أي استثناء كلهم مختنات، كما اكتشفت الدراسات التي تدرس نسب الخيانة الزوجية من قبل الزوجة بأن من قامت بهذا الفعل جميعهنّ مختنات، وهو ما يؤكد أن الانحراف أو العفة أساسهما التربية السليمة وليس لهما علاقة الختان، وأكدت خلال كلمتها أن تشوية الأعضاء التناسلية للإناث هو عادة أفريقية مستمرة نتيجة موروث ثقافي وعادات وليس له علاقة بالدين أو الطب ولا يتم تدرسيه في كليات الطب كما أوضحت د.سحر السنباطي في كلمتها، كما أكدت د.إيمان أن السيدات من كل الأديان في مصر مختنات وهذا دليل أكبر على أنها عادة أتت لنا من دول أخرى.
واستعرضت “بيبرس” الرأي الديني في مسألة ختان الإناث، مشيرة إلى أن القرآن الكريم لم يتعرض لقضية الختان تعرضا مباشرا في أي سورة من سوره، كما أنه لم يرد في السيرة النبوية الشريفة أن رسول الله قد ختّن بناته أو أهل بيته من النساء.
وأشارت إلى أنه طبقًا للمؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية، فإن فتاوى الختان تحتل 10% من جملة فتاوى المرأة في العالم، وأكد المؤشر أن دار الإفتاء المصرية ، ومجمع البحوث الإسلامية، والأزهر الشريف قاموا بتحريم الختان في أحدث الفتاوى، حيث أكدوا أن الرأي الشرعي والطبي استقر على أن ختان الإناث من العادات الضارة التى لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل معتبر من أدلة الشرع الاسلامي، وبذلك يكون محظوراً ويكون ايقاع العقاب على من يزاوله أمراً جائزا شرعاً.
رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت العامرية: هذه الحلقة النقاشية بداية لسلسة من الأنشطة المجتمعية التي تستهدف تمكين المرأة
ومن جانبه، أوضح الأستاذ/ سليم عبد القادر، رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت العامرية إحدى شركات مجموعة إنترسمنت البرازيلية، أن قضية ختان الإناث من القضايا المهمة بالنسبة له كأب وكرئيس مجلس إدارة لشركة أسمنت العامرية، مؤكدا أن هذه المرة الأولى التي يتم التعرض لموضوع شائك ومهم وجديد بالنسبة للشركة وموظفيها باعتبارهم جزء من المجتمع. وأوضح أن هذه الحلقة النقاشية هي بداية لسلسة أخرى من الأنشطة المجتمعية التي تنفذها الشركة في 2021 والتي تستهدف تمكين المرأة، كما أنه صرّح أنه سيتم نشر أرقام الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الختان ونجدة الطفل داخل الشركة
خط ساخن وواتس آب للإبلاغ عن أي حالة ختان
وفي نهاية الحلقة النقاشية، تم فتح باب الأسئلة بين المتحدثين والسادة الحضور من أسر العاملين بمصنع أسمنت العامرية ولفيف من الشخصيات والخبراء والإعلاميات والإعلاميين، حيث تم تلقي العديد من الأسئلة الهامة والإجابة عنها من خلال المختصين، ومن بينها أنه في حالة معرفة شخص يريد أن يقوم بعمل ختان أو يعلم بأي عملية ختان ، يقوم بالاتصال على خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة وهو 16000، أو يرسل رسالة عبرتطبيق الواتس اب لرقم 01102121600 أو الاتصال على خط شكاوي المجلس القومي للمرأة على رقم 15115.
وفي إطار الحلقة النقاشية تم عرض فيلم تسجيلي، إحميها من الختان، من انتاج المجلس القومي للمرأة.