مصر خاطفة العقول مكحولة العيون

بقلم.. مريم عرجون

أرض الكنانة والعيون الحور ميمونة البركات مزجت بها جنات العبير المنثور، همزة الوصل و حضارة سواحل البحرين، زنبق الماء الأزرق مبوَّأَ صِدْقٍ و شبه الجنَّة التي بوركت فيها خزائن الأرض مِنَ الطَّيِّبَاتِ وسلطانها مهد الحضارات في تاريخ البشرية ولنا فيها ذمَّة ورحماً ،مصر القبطية كريمة المثوى خاطفة العقول مكحولة العيون و ساحة السلام، إختارها الله الملجأ الحصين ملتقى الأديان وجندها خير أجناد الأرض ، ومنْ عَجَبِ دقيقةِ الخِصرِ أَرِجَ الندّى من تحتَ لثامها ترابا عنبريا ونيلها الجاري سلسبيلا يفيض من جيدها فتنثر نسيجا فرعونيا متينا من أقوى حضارات الأرض ، تنافست الأرائك الكونية عليه حتى تتخذ من عجائب الأقصر سكنى الأنبياء في مشارقها ومغاربها تَتَسلَلُها سحائبٌ من جنح الليل يختلط جوهرها بنبضات العشق آسَرَهُ الطرب المعزوف على أوتار السمسمية فتميل البلابل راقصة على صعيدها وجبل هور كرُقْش المعابد و الوادي المقدس مقام الإحسان ، أهراماتها كهرمانة مترامية بين الكتفين كقميص يوسف تساقط العطر متناثرا منه على أرضها لهيف في الصدر يسري حبا و ودا و كرما تَزَيَّا به أبناؤها تنبض عروقهم أُنَفَة وعزا ، نقوش أرضها نحتت من عروبتها التي تتغنَّى تاج من محيا الرب زبرجد أخضرا ساح بنفسجا على رأس عروس الحب و المدائن. تجلَّى الثغر معسول من حجابها أسطورة لغز مزرور يسطع علما و سلاما من مملكة العشق صانها وأوحاها الله التي لا تلد إلا الحياة.

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

اترك تعليقاً