بقلم / محمد فرج الله الشريف
أفغانستان الدولة التي لا تهدأ ولا تستقر يمكن أن نصف أمريكا بالنسبة لها بالصديق اللدود
حيث قامت أمريكا بدعم أفغانستان وحركة طالبان عسكريا والترويج لها إعلاميا في حربها ضد الاتحاد السوفيتي بين عام 1979 – 1989 م واستخدمت حينها أمريكا طالبان لاستنزاف الاتحاد السوفيتي الذي خرج من أفغانستان مجروحا يجر أذيال الهزيمة ومع تنامي قوة طالبان التي أصبحت تجيد الحروب واكتسبت خبرة واسعة فيها عادت أمريكا لضرب أفغانستان عام 2001 م في إطار حربها على الإرهاب عقب تفجير برجي التجارة في واشنطن .
وبعد مرور 20 عاما وتولي الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في أبريل الماضي الخروج والانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان في غضون شهور قليلة لا تتجاوز أربعة أشهر . من الخطأ أن نظن أن أمريكا هزمت في أفغانستان لذلك قررت الخروج لأن أمريكا لم تخسر خلال العشرين عاما التي قضتها في أفغانستان سوى 2400 جندي كثير منهم ماتوا في حوادث طائرات وأثناء التدريب .
فلماذا إذن الخروج المفاجئ والسريع من أفغانستان ؟
كل ما في الأمر أن أمريكا قررت تحريك قطع الشطرنج واللعب بحركة طالبان واستخدامها من جديد عبر التعاون معها وتحويلها لقنبلة تلقيها هذه المرة في وجه الصين التي تربطها حدود مع أفغانستان
فمع الصعود الصاروخي السريع للصين اقتصاديا وتجاريا وتنامي نفوذها السياسي والعسكري بدأت أمريكا تدرك أن الصين خطرا حقيقيا لابد من إيقافه عبر عدة وسائل منها :
إشعال حرب صينية إسلامية خاصة أن الصين تضطهد مسلمي الإيجور داخل الصين وتقوم ضدهم بممارسات وحشية فالأمر إذن قابل للاشتعال , وإمعانا في تحقيق الهدف وافقت أمريكا أو دفعت بتركيا لتحل محلها في أفغانستان
فإذا اشتعلت هذه الحرب – وأمريكا قادرة على إشعالها – تقوم بعدها الآلة الإعلامية الأمريكية بشيطنة الصين وتحفيز العالم الإسلامي للاصطفاف للحرب المقدسة ضد الصين الكافرة ومن ثم تخسر الصين تجاريا واقتصاديا الأسواق العربية والإسلامية ثم عسكريا مع استنزاف قوتها في حرب مع جماعات ماهرة وبارعة في حرب العصابات واستنزاف الخصم .
فهل تنجح أمريكا في تحريك فطع الشطرنج وفرض قواعد جديدة للعبة في وسط وشرق آسيا ؟