السينما وقضايا المجتمع

متابعة ورصد… عبد التواب الجارح
عنوان ندوة عقدت فى السابعة من مساء الخميس 5/8/2021 بقصر ثقافة الفيوم قدم للندوة وأدارها القاص والكاتب الروائى الاستاذ احمد طوسون وشارك فيها الكاتب والناقد والمورخ السينيمائى الاستاذ ابراهيم مسيحة والشاعر والكاتب الروائى الأديب الاستاذ احمد قرنى رئيس اتحاد كتاب الفيوم وبنى سويف
وقد بدأت الندوة بتقدمة للأستاذ أحمد طوسون عرض فيها لبداية ظهور السينما ودخولها لمصر منذ اوائل القرن الماضى وانها بدأت فى انتاج الافلام وعرضها فى دور عرض للجمهور فى العقد الثالث من القرن الماضى وانها فى بدايتها كانت تعتمد على ممثلين مسرحيين قادمين من المسرح ثم مع مرور الوقت تقدم لها ممثلين سينمائيين من اصحاب المواهب وذلك قبل انشاء معاهد التمثيل والسينما وقدمت السينما فى ذلك الوقت افلاما عالجت عدة قضايا من قضايا المجتمع سواء كانت قضايا اجتماعية او قتصادية او تاريخية وكذلك قضايا علمية وتربوية ودينية وسلوكية واخلاقية رسخت لقيم الاخلاق والتعايش مع الاخر وعالجت كثير من قوانين المجتمع المصرى وبعد ثورة يوليو 1952 تعمقت السينما اكثر فى قضايا المجتمع والواقع السياسى الجديد فأنتجت افلاما تتناول قضايا المقاومة والتحرر الوطنى ومحاربة الاستعمار ومعالجة الفوارق الطبقية والعدالة الاجتماعية وساوئ النظام الاقطاعى وقضايا التنمية وحقوق وقضايا المرأة وحقها فى العمل ومشاركتها للرجل وحقوقها السياسية والاجتماعية وساهمت الدولة فى النهوض بالسينما فى ذلك الوقت بإنشاء مؤسسة السينما التى واكبت قضايا المجتمع حتى حدثت نكسة يونيو 1967 فهجرت السينما الى لبنان وتقلص دور مؤسسة السينما وبعد حرب اكتوبر 73 ظهرت السينما الملونة
وتحدث الناقد والمؤرخ السينمائى الاستاذ ابراهيم مسيحة فقدم عرضا مفصلا لتاريخ السينما المصرية والقضايا التى تناولتها ودورها فى تقدم ونهضة المجتمع وتأثيرها الايجابى فى كافى نواحى الحياة فى مصر وان السينما منذ بداية دخولها الى مصر حتى الآن انتجت اكثر من أربعة آلاف فيلم سينمائى تناولت وعالجت الكثير من القضايا لم يتبقى منها للاسف لدى مصر سوى عدد قليل لا يتعدى ثلاثمائة فيلم بسبب الاهمال او الجهل بقيمته او مسح الأشرطة المسجل عليها الافلام لتسجيل موضوعات اخرى عليها او لبيعها مكهنة او مستهلكة لبعض اصحاب القنوات الفضائية من خارج مصر مما تسبب فى ضياع الرشيف السينمائى لمصر كما ضاع بعض ارشيفها الإذاعى والتليفزيونى
وذكر الاستاذ ابراهيم مسيحة ان الافلام المتبقية تم تصوير مايقرب من ثمانين فيلم منها فى الفيوم
وقدم عرضا تاريخيا لمراحل تطور السينما والانتاج السينمائى والقضايا التى تناولتها افلام السينما واستشهد فى عرضه باسماء كثير من الافلام ابطالها والقضايا التى عالجتها وتأثيرها الايجابى فى تطور المجتمع وتغيير بعض القونين والانماط الحياتية للمجتمع مؤكدا ان التليفزيون كان منافسا قويا للسينما فى انتاج الافلام منذ ستينيات القرن الماضى حتى نهايتة وبداية عصر العولمة والرقمنة وسيطرة العولمة والرقمنة على الإنتاج السينمائى وظهور افلام المقاولات وتحول نجوم السينما من نجوم شباك الى رموز اجتماعية وظهور طبقة من المنتجين تهدف لتحقيق الربح والعائد المادى بتقديمها نوعية من الافلام تلبى ذوق وفكر المشاهد الجديد وتهتم بالشكل دون الاهتمام بالجوهر والمضمون وسطحية القضايا التى تعالجها واستشهد بامثلة من هذه النوعية وتاثيرها السلبى على المجتمع
ثم تحدث الاستاذ احمد قرنى عن فترة العولمة والرقمنة وتأثيرها السلبى على الانتاج السينمائى وجودته وان المنتج اصبح ينتج ما يحقق له العائد المادى الضخم وانه فى سبيل تحقيق ذلك اهتم بالشكل على حساب المضمون وانه استخدم تكنولوجيا العصر لنقل دور العرض الى المشاهد بعد ان كان المشاهد يذهب لدور العرض السينمائى فى اوقات معينة لمشاهدة مايتم عرضه بها والان بضغطة زر على جهازه وهو فى منزله يشاهد مايحلو له ويحصل المنتج السينمائى على حقه المادى من جيب المستخدم بواسطة وسائل الدفع الاكترونى
ومن اجل ذلك ظهرت لنا سينما وافلام المقاولات التى ترضى المستهلك المتلقى لانتاجها على حساب القضايا المجتمعية التى تحتاج الى معالجة
بالإضافة الى ذلك انه مع العولمة بدأت الدول الكبرى خاصة بعد حرب الخليج الاولى والثانية تعمل على تغيير النظام العالمى وتعبث بهوية الشعوب وتعمل على هدم البطولة وطمس دور البطل من اجل الهيمنة والسيطرة على العالم بانتاج نوعيات من الافلام تجذب كثير من شعوب العالم النامى والفقير وتؤثر سلبا فى سلوك شبابه لينضوى تحت لوائها ويخضع لسيطرتها ونظرا لما تملكه هذه الدول الكبر من امكانيات مادية وسيطرة معلوماتية اصبحت الدول الصغرى عاجزة عن مواكبتها او منافستها فى الوصول بإنتاجها السينمائى الى العالمية واصبحت غير قادرة على الوصول للمهرجانات العالمية او المشاركة فيها لعرض انتاجها وترتب على ذلك ان تقلص الانتاج السينمائى واغلقت كثير من دور العرض فى مصر وبعد ان كانت القاهرة فى الانتاج السينمائى بمثابة هوليود الشرق وافلامها ولهجتها تغزو الشرق كله تقلص دورها على حساب المنتج السينمائى الاجنبى ………
ثم دارت مناقشة حوارية ومداخلات ادارها الاستاذ احمد طوسون وشارك فيها من الجضور
دكتور محمد سيد عبد التواب
استاذة سحر الجمال
الشاعر القدير استاذ محمد حسنى
دكتور امين الطويل
دكتور مصطفى جمعة
دكتور مهدى صلاج
الكاتب الكبير استاذ عويس معوض
عبد التواب الجارحى
استاذة ايمان قرنى هيبة استاذة هبة نصر
ودارت المناقشات والمداخلات حول كيفية العودة بالسينما لدورها المنوط بها فى معالجة قضايا المجتمع وتعاملها مع الواقع وكيف يمكن الاستفادة من العولمة والرقمنة والتطور التكنوجى وما يقدمه من وسائل ووسائط يسرت عملية التصوير والانتاج والعرض والتسويق للنهوض بالسينما والقيام بدورها فى خدمة قضايا المجتمع
مع خالص الشكر لكل العاملين بقصر ثقافة الفيوم وعلى رأسهم الاستاذة الفاضلة سماح دياب

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

اترك تعليقاً