تقريرومتابعة.. عبدالتواب الجارحي
من حفل توقيع ديوان حطيتى ايدك ع الوجع للشاعر مصطفى عبد الباقى بقصر ثقافة الفيوم
فى أمسية رائعة من الأمسيات الثقافية لقصر ثقافة الفيوم وليلة مثمرة مبهجة من ليالى الشعر والشعراء حضرها وشارك فيها كوكبة من نجوم الفكر والادب والفن والثقافة ولفيف من كبار شعراء الفيوم ومحبى شاعر العامية الاكبر الشاعر مصطفى عبد الباقى
عقدت بقصر ثقافة الفيوم فى السابعة من امس الجمعة 17/9/2021 ندوة ثقافية واحتفالية كبرى لمناقشة وتوقيع ديوان شعرى جديد للشاعر الكبير مصطفى عبد الباقى شارك فى الندوة النقاد الاساتذة الكبار دكتور ابراهيم حنفى والكاتب القاص والمفكر الأستاذ عصام الزهيرى والدكتور امين الطويل وقدم لها وأدارها باقتدار الشاعر الأديب الاستاذ محمد شاكر
بدأت الامسية بتقدمة بليغة عن الشاعر الكبير المحتفى به ورحلته مع الشعر وتألقه الدائم وعن ديوان موضوع الامسية المعنون بعنوان حطيتى ايدك ع الوجع وإختياره المتفرد من بين اعمال عديدة قدمت للجنة مراجعة النصوص والاعمال الابداعية وإختيار وإجازة مايصلح للنشر منها فأقرت اللجنة واختارت هذا الديوان وأجازت نشره
وذكر ان هذا الديوان يمثل قصيدة واحده كتبت بالعامية مثله مثل الأعمال الأبداعية الكبرى للشعراء الكبار عبد الحمن الابنودى (حراجى القط – احمد سماعين – الموت على الاسفلت )
وكذلك مثل ديوان الشاعر العربى الكبير نزار قبانى ( بلقيس ) وغيرها من الدواوين الشعرية ذات القصيدة الواحدة
ثم قرأ مقتطف من افتتاحية الديوان القاها بصوته وقدم الشاعر ليلقى على المنصة والحضور مقتطف آخر ثم تفضل الاستاذ الدكتور ابراهيم حنفى أستاذ الأدب بأكاديمية الفنون وتتناول الديوان من حيث العنوان ولغة الكتابة والصور الجمالية وصور الفقر والتنمر والطبقية التى عبر عنها الشاعر فى ديوانهو وسياق الاحداث التى يتناولها والمواقف والشخصيات ورمزيات الشاعر والأوجاع والهموم التى يثيرها الشاعر والتى مست وتمس كل طبقات المجتمع الريفي فى فترة ما وبما ان هذا العمل الأدبى الرائع للشاعر يحوى احداثا وزمنا واشخاصا ولم يحدد او يخصص فيه الشاعر مكانا معينا تدور الاحداث فيه فإنه يمكن تحويله الى رواية او عمل قصصى يصلح ان يقدم كعمل فنى
وتناول القاص والمفكر الاستاذ عصام الزهيرى المفردات والالفاظ والتراكيب العامية فى الديوان وناقش الشاعر فيها وذكر ان هذه المفردات والمعانى والالفاظ والتراكيب هى عامية ريفية فيومية صرفة لا يقولها او يتناولها فى كتاباته الا قروي ريفى اصبل نبت من طين الريف وترابه الطيب وانه بعمله الشعرى هذا حفظ تراثنا العامى الريفى فى ديوانه وان كانت القواميس تحفظ ايضا هذه المفردات والمعانى التى تتطور مع تطور المجتمع وحركته المتطورة دائما مع الزمن فتخفى الفاظ ومعانى قديمة وتبتكر اخرى جديدة طبقا لمسايرة ومتطلبات العصر
ثم القى الشاعر بعضا من مقتطفات ديوانه ووجه مدير الندوة الميكروفون للاستاذ الدكتور أمين الطويل
الذى تناول الصور الجمالية فى الديوان وصورة المرأة القوية التى تحمى نفسها وترعى اسرتها وتتحمل مسئولياتها وتدبر امورها وتدفن همومها التى تراها صغرى فى همومها الكبرى التى تراها حولها وتحفظ اناقتها وجمالها من اعين المتتطلعين والمتتطفلين وتحفظ صورة زوجها وتضحى بشبابها وجمالها بعد رحيل رجلها لتربى ابنائها وترى فيهم الامل الذى يعوض صبرها ومعاناتها وذكر ان هذه المرأة فى ديوان مصطفى عبد الباقى تشبه فاطمة ثعلبة فى رائعة القاص الكبير خيرى شلبى (الوتد)وتشبه المرأه فى فيلم كف القمر فرغم الفقر والقهر والمعاناة الا انهن كنا اقوياء وان هذا الديوان يصلح ان يتحول الى رواية مثل هذه الاعمال
ثم القى الشاعر مقتتطف من ديوانه تناول التنمر الذى تعرض له الابن الفقير وحلمه وتطلعه لتغيير واقعه بالحصول على كوتش يلعب به الكرة الشراب مع اقرانه او الحصول على بنطون جنز والعاب الصبى التى كان يصنعها من اغطية الكازوزا واراق علب البلمونت وقطع الأحجار وكسر الفخار ورسم السيجة على التراب وعلبة السلمون التى كانت توضع على السبيل للشرب بعد ربطها بخيط كى لا تتسرب بعيدا عن الزير مع الشاربين وتطلعات الصبى التى بددهها جبروت شرطى المرافق بعد تعديه على قفة الام وبضاعتها المتواضعة
ثم فتح باب المناقشة للجمهور الذين تسارع كل منهم لمدح الديوان والاشادة به والمباركة للشاعر على ابداعه ومحبة اصدقائه ثم اعقب ذلك حفل التوقيع والتقاط الصور التذكارية
والى لقاء قريب مع امسية ادبية تالية