كتبت / سحر عبد الفتاح.
بالعاصمة اللبنانية بيروت
انطلقت صباح اليوم الاثنين الموافق 18 أكتوبر/ تشرين أول 2021، فعاليات اليوم الأول للدورة التدريبية التي تنظمها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدعم من حكومة اليابان تحت عنوان “إدماج النوع الاجتماعي في الوساطة ومفاوضات السلام” بالعاصمة اللبنانية بيروت، وتستمر في الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر/ تشرين الأول2021.
افتتحت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فعاليات اليوم الأول للدورة التدريبية “إدماج النوع الاجتماعي في الوساطة ومفاوضات السلام”، بكلمة رحبت فيها بسعادة السيدة كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وعضوة المجلس الأعلى للمنظمة، مشيرة إلى اعتزازها برعاية سعادتها لأنشطة المنظمة طوال فترة رئاستها وفيما بعد ذلك.
كما وجهت سيادتها التحية لمعالي الوزيرة “حورية الطرمال” وزيرة الدولة لشؤون المرأة بحكومة الوحدة الوطنية بدولة ليبيا، ورئيسة المجلس الأعلى للمنظمة في دورته الحالية، معربة عن أملها في التواصل والتعاون بين الرئيسة الحالية للمنظمة والرئيسة السابقة.
أكدت سيادتها على اعتزاز المنظمة بحرص المشاركين من عدة دول عربية هي العراق وفلسطين وليبيا والسودان، على حضور هذه الدورة التدريبية التي تعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت، مؤكدة أن لبنان رافق إنشاء المنظمة وكان رفيقها دوماً وداعماً لها.
كما أشارت إلى أهمية انعقاد هذه الدورة خاصة في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من نزاعات وحروب، ولإعادة بناء هذه الدول، يستوجب ذلك مشاركة النساء في مختلف مراحل عمليات المفاوضات والوساطة المعنية بصنع وبناء السلام، كما يتعلق بإطلاق ميثاق المرأة والأمن والسلام والعمل الإنساني.
أكدت سيادتها إلى وجود عدة تحديات تواجه مؤسسات العمل المشترك وكذا الآليات الوطنية المعنية بشؤون المرأة في الدول العربية وهي اتساع مروحة القضايا في العقدين الأخيرين لتضم قضايا المرأة في جعبتها قضايا المناخ والبيئة التي تواجهها المرأة في مقدمة الصفوف.
وفي ختام كلمتها أكدت على ضرورة إيجاد تعاون كامل بين اللجنة الدولية للسيداو واللجان الوطنية المنشئة تباعا في الدول العربية لأجل إيلاء الاهتمام اللازم لجهة تنفيذ التوصية الصادرة عن اللجنة رقم 30 والخاصة بالاهتمام بالمرأة وأوضاعها في الحروب.
أشارت سعادة السيدة كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وعضوة المجلس الأعلى للمنظمة، في كلمتها أن الدول العربية تعد من بين الدول التي تُسجل في العالم أدنى المؤشرات الدالة على مشاركة النساء في صناعة القرار بدرجات متفاوتة، وأن الخروج من هذا الواقع ليس بالأمر المستعصي، فقد أثبتت المجتمعات العربية أنها قادرة على النهوض مجدداً وحققت في السنوات الأخيرة تقدماُ ملحوظاً من نشر التعليم لدى أبنائها وبناتها ورفع نسبة تحصيلهم لأعلى مستوياته، وقد أثبتت النساء العربيات قدراتهن على تحقيق النجاح، ورفع اسم أوطانهن عالياً، وعلى مواجهة الصعوبات التي تعيق تطور بلدانهن، وأضافت سعادتها أن القرار (1325) لمجلس الأمن في الأمم المتحدة أتى ليلقي الضوء على الدور الذي ينبغي أن تقوم به النساء في السعي إلى حل النزاعات وليُذكر بأن مسؤولية مجلس الأمن الأساسية هي حفظ السلام والأمن الدوليين.
وأوضحت السيدة كلودين أن مجلس الأمن قد شدّد في قراره على مطالبة الدول “بزيادة تمثيل المرأة على جميع مستويات صنع القرار في المؤسسات والآليات الوطنية والإقليمية والدولية لمنع الصراعات وإدارتها وحلها”. و ترافقت مطالبة الدول بمشاركة النساء في صنع القرار بالتأكيد على ضرورة الأخذ بالمنظور الجنساني عند التفاوض على اتفاقات السلام وعند تنفيذ مراعاة الاحتياجات الخاصة بالمرأة والفتاة ودعم المبادرات المحلية المساندة لمشاركة النساء في تنفيذ اتفاقات السلام واتخاذ التدابير الضامنة لحماية واحترام حقوق الإنسان للمرأة والفتاة خاصة في ما يتعلق بالدستور والنظام الإنتخابي والشرطة والقضاء، وأنه في خريف العام (2019)، اعتمدت الحكومة اللبنانية الخطة الوطنية لتطبيق القرار 1325 التي تعمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حالياً على تنسيق الأعمال لتنفيذها، وقد أوردت الخطة من بين أهدافها الإستراتيجية زيادة مشاركة المرأة في صنع القرار على جميع المستويات ومن المجالات التي تناولتها، قطاعي الأمن والدفاع، ودور المرأة القيادي في الحياة السياسية والعامة، كذلك أوردت الخطة ضمن أهدافها منع نشوب النزاعات وذلك عبر تعزيز الحوار وبناء الثقة وزيادة مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار المتعلقة بتسوية النزاعات.
في كلمة السيدة “سوزان ميخائيل” المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، قدمت الشكر والتقدير للمنظمة على اختيارها موضوع الدورة الذي يتيح تبادل الخبرات والأفكار بين النساء مفاوضات ووسيطات وموقعات في عملية السلام.
مشيرة إلى أن الدول العربية تشهد تنوعا كبيرا؛ اجتماعيا واقتصاديا ودينيا، وكذلك النزاعات المسلحة التي نشهد فيها استبعاد للنساء من المشاركة في المفاوضات والوساطات ذات الصلة.
كما أكدت على أن مشاركة المرأة تعد ركيزة أساسية لتحقيق السلام المستدام.
وفي ختام كلمتها قدمت الشكر إلى حكومة اليابان على التعاون المثمر والمستدام وإلى هيئة الأمم المتحدة للمرأة التى ستظل ملتزمة بدعم مشاركة المرأة في عمليات السلام في الدول العربية.
جدير بالذكر أنه يتلقى التدريب في الدورة التدريبية (28) سيدة من السيدات المنخرطات في عمليات بناء وصنع وحفظ السلام، وإعادة بناء الدولة في مرحلة ما بعد النزاع من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك من خمس دول عربية هي: جمهورية العراق – جمهورية السودان- دولة فلسطين- دولة ليبيا – الجمهورية اللبنانية..