ككتب/ طارق سالم.
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء.
الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بشراء.
في ذكرى مولد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أردت أن أقترب من القلوب التي هي تنبض بالراحة النفسية والاطمئنان الداخلي الذي فيه راحة البدن لتقوي عضده وتشد من أذره ويستقيم عوده لصبح قادرا على السعي للخروج من الظلمات إلى النور وتكون خطواته دائما في أمن وأمان وهو يعلم أن أحدى هذه الخطوات ترفع درجة والأخرى تحط عنه خطيئة وليكون طريقه هو الطريق النبوي الشريف .
- ومن هنا يأتي الاطمئنان الخارجي مرتبط بالمبعوث الداخلي لكل منا وهو القلب ونبضه بالخيرات ليسعد العين التي لا تريد أن ترى غير الجميل بالحياة ورؤية المجتمع النبوي الحقيقي في اشكاله وألوانه ولباسه وتحركاته وخطواته وتعاملاته فتسعد ويظهر بريقها وراحة البصر وكأنه نور القمر في الليل المظلم .
• الاطمئنان الخارجي يجعلك تبسط يدك لكل ما هو فيه راحتك النفسية والتي دائما ما تمتد إلى كل ما هو فيه الخير لك وللمجتمع وتساعد في علو شأنك وشأن وطنك في جميع مجالات الحياة وهى لا تمتد إلى شر ابدا مهما كانت المغريات لأنها من نبض قلب النبوية والراحة النفسية التي تسرى بعروقها وتأبى أن تمتد إلى حرام ابدا أو إلى فعل الخطأ مهما كان حجمه .
• الاطمئنان الخارجي واثره على حلو اللسان الذي هو المعبر الحقيقي عن نبض قلبك وفكرك وهو المتحدث بالنيابة وهو بالأساس خلق ليكون محدثا عن الطيبة والخير والاطمئنان وبعث الأمل والراحة النفسية فمن هذه الألسن من يحلو كلامه ليبعث الأمل في غدا أفضل ويعمل على بناء جسور المحبة بين أفراد المجتمع ويربط على عقولهم بالفكر الصائب والقلب النابض لتصبح حياتنا موافقة لميلاد رسولنا صلى الله عليه وسلم وليصبح هؤلاء القوم هم خير البرية التي تدعو للوئام والتضافر والتعاون ليصبح مجتمعنا نورانيا ربانيا ويعلوا ويفتخر أنه من نسل خير البرية والتي بعث لنا هاديا ومبشرا ونصيرا لنكون من بعده على هدى وتقوى وراحة نفسية .
• ومن هذه الألسن من هو خشن الكلام لا يصلح أن يكون معبرا عن ما بداخله من فطرة الإيمان تجده يعكر صفو قلبه وعقله يخون نبض القلب ويجعله صلبا خالي الحب والحنان والراحة النفسية وأن ما به ليس دما ولكنه ماء عكر لا يمكن فلترته ولا يمكن تنقيته من شوائب أفعاله . ويخون عقله ويجعله مظلما ليس به من نور دائما ما يفكر في فعل الشر والتدبير له والسعي والإقدام عليه مهما كانت النتائج ليصبح هو ومن على شاكلته هم شر البرية وليس لهم نصيب مكتسب من ميلاد خير البرية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هاديا ونصيرا وهم بالأخرة في خسران مبين .
• وجاءت ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم لتعيد لنا ذاكرة الإيمان والعمل الصالح تعيد لنا النور بعد الظلمات تعيد لنا أنفسنا التي خلقها الله نفس سوية هادية مطمئنة فهل نحن بالفعل نعيش هذا الميلاد بمعناه الحقيقي والذي من أجله خرجنا من الظلمات إلى النور ومن فعل الشر إلى عمل الخير ومن الكفر إلى الإيمان والسعادة والراحة النفسية ومن ترك المعاصي من غش وسرقة ورشوة وأعمال غير صالحة حتى نعود إلى طريق الهدى طريق محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون لنا شفيعا ونكون من أصحابه الحقيقين .
• هذا هو الجانب النفسي من ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ولعلنا نكون بالفعل من نسير على النهج والسيرة العطرة التي هي نبراس حياتنا في دنيانا وآخرتنا ونصبح في ستر وعافية وراحة نفسية بميلاد خير البرية .