كتبت / سحر الجمال
نت قد رويت لكم كيف عرفت أكتوبر وأنا طفلة من روايات أعمامي وأبي ، في المدرسة الأبتدائيه ، من خلال المدرسين وحصص الموسيقى ، والإعداد لحفل السادس من أكتوبر ، ومن خلال موضوعات التعبير التي كانت تطلب منا ، وأعود لأبي ليحكي لي أكثر وأسطر تلك الحكايات في موضوعي التعبيري ، عرفت أكتوبر من موضوعات الرسم التي كنت أرسمها بالبحث عن صور أكتوبر ، وكانت مدرسة التربية الفنية تأخذ رسوماتي للمشاركة بها في معرض أكتوبر ، عرفت أكتوبر من حكايات المدرسين الذين شاركوا في الحرب ويرون لنا قصص البطولة والتضحية والأستشهاد في الفصول وفي الإذاعة المدرسية كان التليفزيون المصري يكتب لنا كل يوم طيلة شهر أكتوبر أسماء الأبطال الجنود الذين شاركوا في الحرب ، ويكتب لنا عن ما فعلوه من تدمير أسلحة العدو ، وتحرير الأرض وقتل جنود الأحتلالشكلت الأفلام التي كانت تحكي قصص أكتوبر وجداننا وخيالنا عن أكتوبر ، كل هذا رسخ التاريخ والحدث ، احببت هذا الرئيس ، أيضا البحث في الكتب عن صور الحرب ورسمها . بقيت هكذا سنوات طويله .ولكن سأروي لكم أحداث اليوم المشئوم ، كنت ابنة العشر أعوام ،حيث يوم السادس من أكتوبر عام١٩٨١ الساعه العاشره صباح ، يوم عطله من المدرسه أستيقظ على صوت الراديو وأجواء الأحتفال ، أجري مسرعه على التلفاز وأفتحه ، والدي غير موجود في البيت في هذا اليوم فهو يشارك في الترتيبات الأمنيه لأجواء الأحتفالات بالمحافظة ، جلست لأشاهد الأحتفال والعرض العسكري ، فقد اعتدت عليه وأسعد وأفرح كلما وقعت الكاميرا على الرئيس السادات أثناء العرض العسكري ، أنظر الى الطائرات وأحلق معها وإذ فجأة يحدث أرتباك في التلفاز لا أفهمه ، وينقطع البث ،وأندهش مما حدث وأنادي أمي غاضبه لكي تصلح لي هذا العطل ، تحاول أمي ولكن دون جدوى وينتهي بي الأمر بغلقه ، ولكن كل دقيقه أقوم بفتحه وأجد الأمر كما هو ، يبدأ الجيران في التساؤل فيعرف الجميع أنه عطل عام والدي تغيب عن الحضور ، ثم يتناقل الجيران أخبار عن أغتيال السادات، أنهارمن البكاء ،يعود والدي في وقت متأخر في المساء ، ليؤكد خبر الأغتيال ، أحاول الأستفسار من والدي لكنه يعود مسرعا لعمله ، ويتركني مع افكاري وخيالاتي ، ويعاد البث التلفزيوني وأعلم منه ما حدث فلقد اغتالوا قائدي الذي ارتبط ذكره بالنصر ، تتعطل الدراسه ، ثم أتابع على التلفاز مراسم دفن قائد أكتوبر ورئيسها ، أبكي بحرقه عليه ومازال في نظري أعظم قائد تطلب منا المدرسه عمل كراسة نشاط بعنوان الأحداث الجاريه ، أجري وأجمع صور قائد انتصارات أكتوبر من الجرائد التي اعتاد والدي شرائها ، بل وأنتزع ما قامت أمي بفرشه على الأرفف لأبحث عن صور للقائدالبطل الشهيد ، وأزين به صفحات كراستي ، من لحظة الحرب الى لحظة الأغتيال ، وأنشر صور قاتليه …ولكن تأتي مدرسة التاريخ لتأخذ كراستي ، لأنها الأفضل في تأريخ الحدث ولا تعلم انها تحتوي على اكثر ما آلمني في تلك المرحله وهي مقتل رمز الأنتصار لدي….ولكن أكبر ويمر بي العمر ومازلت أشاهد أفلام أكتوبر ، وأروي لأبنائي عن هذا الحدث الهام في تاريخ مصر رويت لأولادي كما روى لي والدي وأعمامي ، ولكن ازيدهم رواية أغتيال السادات بيد جماعة الإرهاب وللحديث بقية