يوم التغطية الصحية الشاملة: لا تترك صحة أحد خلف الركب بقلم ليلي حسين

12 كانون الأول/ ديسمبر 2021، دبي – يحتفل العالم اليومَ بيوم التغطية الصحية الشاملة، وهو مناسبةٌ سنويةٌ لتجمُّع الحركة المتنامية الرامية إلى ضمان الحق في الصحة للجميع في كل مكان.

ويوافق يوم التغطية الصحية الشاملة الذكرى السنوية لاعتماد الأمم المتحدة لقرار تاريخي بالإجماع في عام 2012، يحث فيه البلدان على تسريع وتيرة التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، بهدف ضمان حصول الناس على الخدمات الصحية الجيدة التي يحتاجون إليها دون معاناة مالية.

وموضوع حملة هذا العام هو “لا تترك صحة أحد خلف الركب: استثمِر في النظم الصحية الشاملة للجميع”. ويُبيِّن هذا الموضوع الأهمية البالغة لبناء نُظُم صحية أقوى وأكثر أمانًا وإنصافًا، ويمكنها تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية في الوقت المناسب إلى كل مَنْ يحتاج إليها، وذلك برغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

وقد انضمت بلدان إقليم المنظمة لشرق المتوسط إلى الحركة العالمية من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة، مُعزِّزةً التزامها بتحقيق التغطية الصحية الشاملة من خلال إعلان صلالة في عام 2018، واجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة في عام 2019. غير أن التقدم المُحرَز منذ ذلك الحين كان متباينًا، وشكَّلت جائحة كوفيد-19 انتكاسةً كبيرةً.

وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في احتفال مشترك استضافته اليوم منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات العربية المتحدة في معرض إكسبو 2020 دبي: “لقد كشفت الجائحة عن مواطن ضعفٍ في النظم الصحية على الصعيد العالمي وفي إقليم شرق المتوسط، وأدت إلى تفاقم أوجه التفاوت الصحي، وزادت من هشاشة الفئات السكانية الضعيفة. وتتعرض النظم الصحية في إقليمنا لضغوط شديدة، إضافةً إلى اضطراب شديد في حملات التمنيع وغيرها من الخدمات الصحية الأساسية”.

وفي كلمته في افتتاح فعالية اليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة، رحب معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية وجميع المشاركين في الاحتفالية، موجهًا الشكر إلى المنظمة على اختيار دولة الإمارات لاستضافة هذا الحدث العالمي، من خلال إكسبو 2020 دبي، للمساهمة في تعزيز القدرات وتوحيد الجهود والاستفادة من الخبرات والمعارف، لإحداث تغييرات إيجابية تخدم البشرية وتساهم في الحفاظ على الصحة.

وأضاف معاليه: “باستضافتنا هذا الحدث المتميز، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وإكسبو 2020 دبي، الذي يتزامن مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، نوجه رسائل إيجابية لتعزيز الأمل والتفاؤل للعالم بأننا قادرون معًا على بناء مستقبل صحي أفضل للأجيال وتعزيز فرص المساواة في الخدمات الصحية حول العالم، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان وأولوية أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد معالي العويس حرص دولة الإمارات على دعم واستضافة المبادرات والفعاليات الدولية المشتركة لتعزيز ممارسات التغطية الصحية الشاملة، بناءً على قيم الإخاء والتضامن الإنساني والمساواة في الحقوق التي تعد ركائز أساسية في توجهات الدولة. مشيرًا إلى قوافل المساعدات الطبية والإنسانية وحملات التطعيم التي نظمتها الإمارات لعدد كبير من الدول، ولا سيما خلال انتشار جائحة كوفيد-19.

وقال معالي الوزير في الختام: “لقد برهنت دولة الإمارات قدراتها الاستثنائية على إدارة وحوكمة الجائحة بفضل كفاءة منظومتها الصحية، والمرونة الوطنية في مواكبة جميع المتغيرات بكل ثقة واقتدار، وصدارتها العالمية في توفير اللقاحات، التي أسهمت في المحافظة على مكتسبات الدولة، والمشاركة الدولية لتخطيط مرحلة عبور جائحة كوفيد-19”.

وخلال مشاركته في فعالية الصحة قول وعمل التي أقيمت في وقت سابق من اليوم في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة، قال معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة بأبوظبي: “يسعدني اليوم المشاركة في هذه الفعالية، هنا في قلب إكسبو 2020 دبي، الذي يمثل منصة عالمية هامة تسلط الضوء على باقة من القضايا العالمية البارزة. تواصل دولة الإمارات في ظل قيادتنا الرشيدة بذل جهود حثيثة لضمان توافر التغطية الصحية الشاملة للسكان من خلال نظم ضمان صحي متقدمة ومتكاملة تعزز جودة الخدمات المقدمة وتوافرها لأفراد المجتمع. ونلتقي اليوم بحضور نخبة من الشركاء المحليين والعالميين لتبادل الخبرات والمعارف وبحث سبل تعزيز الجهود العالمية لتوفير رعاية صحية للجميع في مختلف أنحاء العالم، ولنسلط الضوء على الدورالمحوري الذي يلعبه أبطال خط الدفاع الأول في تقديم الرعاية الصحية للأفراد، مع رفع الوعي بأهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام ودوره في الارتقاء بصحة الفرد”.

وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 الحاجة الماسة إلى التأهب في مواجهة الطوارئ الصحية، وسلَّطت الضوء على التفاوت الهائل في قدرات البلدان على التعامل مع الأزمة والتعافي منها.

وحتى آذار/ مارس 2021، أبلغ 43% من البلدان عن تعطُّل خدمات الرعاية الصحية الأولية، في حين أبلغ 45% عن تعطُّل الرعاية التأهيلية والمُلطِّفة والطويلة الأمد. وتضررت التدخلات الجراحية والطارئة والحرجة المنقذة للأرواح في خُمْس البلدان تقريبًا، وأبلغ أكثر من ثُلثي البلدان عن تعطُّل العمليات الجراحية الاختيارية. وعانت أيضًا طائفة واسعة من الخدمات الأخرى، ابتداءً من خدمات الصحة النفسية، وصولًا إلى خدمات العناية بالأسنان وتحري السرطان وتنظيم الأسرة.

وقد مثَّل الخوف وانعدام الثقة لدى المجتمع المحلي، والقيود المفروضة على السفر، والصعوبات المالية، عقباتٍ كبيرةً يتعين التغلُّب عليها خلال الفاشية، وقد تعطَّلت الخدمات أيضًا بسبب مشاكل الإمداد، لا سيما نقص عدد الموظفين.

ويشتمل الاحتفال بيوم التغطية الصحية الشاملة هذا العام على سلسلة من الفعاليات في المدة من 12 إلى 16 كانون الأول/ ديسمبر. وبالإضافة إلى الفعالية المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، خصص معرض إكسبو دبي 2021 يومًا كاملًا للاحتفال بالمعالم الرئيسية في المسيرة نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، ومنها الإصدارات القادمة من تقرير الرصد العالمي بشأن التغطية الصحية الشاملة 2021، وتقرير الرصد العالمي بشأن الحماية المالية في مجال الصحة 2021، وتقرير الإنفاق العالمي 2021، والمسح العالمي بشأن تقييم التكنولوجيات الصحية وحزم الفوائد الصحية: قاعدة البيانات التفاعلية والنتائج.

Loading

ليلى حسين

Learn More →

اترك تعليقاً