كتبت: سحر عبد الفتاح
قد نتعثر قليلا أو حتي كثيرا خلال مشوارنا في الحياة، كلا منا حسب قوة شخصيته وخبراته ومدي تقبله للمشكلات، البعض منا قد يحتاج لمتخصص بهدف المساعدة ، والبعض منا يستطيع بمفرده ان يتخطي ما يواجه من عقبات ومشكلات بطريقة جيدة قدما نحو تحقيق الاهداف.
لكن مما لا شك فيه ان الجميع يحتاج لمعرفة ابعاد مشكلاته وتأثيرها في الحاضر وكيف تؤثر علي مستقبله، لذالك توجهنا بالسؤال نحو د.علاء الغندور. استشاري التحليل والتأهيل النفسي والعلاج النفسي السلوكي والمعرفي ..
في بداية أشار الغندور أن الكثيرين من الناس لا يعلمون ماهو العلاج النفسى المعرفى والسلوكى، لذلك أقدم لكم نبذه عنه. فهو أحد طرق العلاج النفسي الذي يستعمل في الكثير من مشكلات الادمان و الأمراض النفسية مثل الكآبة و القلق و تعكر المزاج الثنائي القطب وحالات نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في ادراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغيرها إلى افكار او قناعات ايجابية أكثر واقعية وستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع الأدوية المستعملة لعلاج الكآبة لعلاج المعرفي السلوكي cognitive-behavioral therapy هو عبارة عن علاج نفسي تعليمي مركز على مشكلة معينة وموجه نحو هدف محدد ومنصب على السلوك المستقبلي، أن العلاج المعرفي السلوكي يهدف إلى علاج اضطرابات نفسية محددة عن طريق تعليم المصاب اكتساب مهارات تكيفية لتمكينه من تعديل عمليات سوء التكيف المعرفي والسلوكي لديه، وتتفق جميع أنواع النظريات المعرفية في العلاج النفسي والإرشاد في الافتراض بأن الاضطرابات النفسية هي حصيلة لعمليات التفكير اللاعقلانية اللاتكيفية, وإن الأسلوب الأمثل للتخلص منها يمكن في تعديل تلك العمليات العقلية المعرفية ذاتها
ولذلك يركز العلاج المعرفي على تغيير طريقة تعامل الشخص مع المعلومات وأسلوب معالجتها, لأن النظرية المعرفية أساسيا انبثقت من افتراض مفاده أن الناس كثير ما يتبنون افتراضات خاطئة ويفكرون بطريقة غير صحيحة ويعالجون المعلومات بطريقه خاطئة, وبناء عليه فإن العلاج المعرفي يشتمل على اختبار صحة ومعقولية الافتراضات الخاطئة من جهة ومساعدة الفرد تحليل خبراته بواقعية أكثر والتفكير بطريقة صحيحة ومعالجة المعلومات بأسلوب بناء ، هناك أساليب علاجية عديدة تندرج تحت مصطلح العلاج المعرفي السلوكي، وجميع هذه الأساليب تحمل هدفا واحدا وهو حل المشاكل، حيث تركز على الأفكار والمفاهيم والصور الذهنية والاعتقادات أي ما يسمى بالعملية المعرفية—وعلاقتها بالسلوكات التي يتعامل بها الشخص مع مشاكله النفسية. ويقع قصر مدة هذا النوع من العلاج النفسي ضمن إيجابياته، فهو يستمر لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر لحل معظم المشاكل النفسية، حيث يقوم المصاب بحضور جلسة واحدة او جلستين اسبوعيا مدتها 50 إلى 60 دقيقة حيث يتعاون خلالها مع المعالج لفهم ما يعاني منه من مشاكل وإيجاد أساليب جديدة للتعامل معها. ويقوم المعالج بهذا الأسلوب العلاجي بتقديم مجموعة من المبادئ للمصاب ليقوم باستخدامها عند الحاجة إليها، مما يساعده في حل المشاكل التي يواجهها في حياته. كما وأن المعالج يقوم بتكليف المصاب بمهام معينة ليقوم بأدائها بين الجلسات، او بتكليف الشخص بإنجاز تمرينات على ممارسة ما تعلمه من أساليب للتعامل مع ما يواجهه من مشاكل. وعلى الرغم من أن العلاج المعرفي السلوكي عادة ما يتم كعلاج فردي، إلا أنه يمكن تطبيقه كعلاج جماعي، خصوصا في البداية.وتتضمن المشاكل النفسية التي يستخدم هذا الأسلوب العلاجي في حلها ما يلي
الاكتئاب – اضطراب الوسواس القهري – الرهاب الاجتماعي وأنواع أخرى من الرهاب – اضطراب القلق العام – اضطراب الهلع – اضطراب ما بعد الصدمة – بعض اضطرابات الطعام – إدمان المخدرات أو الكحول – مشاكل النوم – الصعوبات في العلاقات مع الآخرين – مشاكل الأطفال والمراهقين – كثرة الغضب – متلازمة الإرهاق المزمن – الآلام المزمنة – المشاكل الصحية العامة – كما وأنه يلعب دورا في علاج الفصام..وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام منصب حاليا على إمكانية استخدامه في علاج الهلوسة والتوهم بمساعدة الأدوية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاج لا يدعي قدرته على علاج جميع المشاكل المذكورة، بل هو يساعد المصاب على إيجاد أساليب جديدة للسيطرة عليها والتكيف معها.