صوره قديمه


كتبت : سحر الجمال
بالصدفه ، بقلب في تليفوني ، صوري القديمه ، ذكريات الصبا والشباب ، وجدته بين الأهل والأصدقاء ، يقف هناك بضحكاته ، ونظراته اللامعه ، أبتسمت حين رأيته ، وحين نظرت لنفسي في الصور ، لأجدني أبتسم أبتسامة خجلى ، والوح بوجهي بعيدا عن ناظريه ، حتى لا تفضحني عيوني ، فكلانا يحاول أن يداري ما تكشفه العيون ولكن كانت العيون تأبى…ومالاتكشفه عيوننا تكشفه أبتساماتنا وتعبيرات وجهنا …نداري نظراتنا الفاضحه والكاشفة لعشقنا ، عن عيون المقربين لنا

اسندت رأسي على وسادتي ، وابتسمت واستعدت ذكرياتي معه ، ثم ذهبت متلصصة لصندوق أمي ، الذي يحمل تلك الذكريات ، ونفضت عنه غبار السنين ، وأخذت أبحث عن باقي ذكرياتي معه ، أخرجتها ، وقمت بتصويرها بتليفوني المحمول

اكتشفت أمي غيابي ، وأخذت تنادي ، هممت بإعادة الذكريات سريعا ، حتى لا ينكشف أمر قلبي ، بأنه مازال معلقا بتلك الذكريات رغم تلك الاعوام الكثيره …

أعدت الصندوق مكانه ، ولكن لم أعيد الذكريات مكانها…بقيت خارج الصندوق ، بل وأججتها لقطات الصور الجديدة والقديمة على تليفوني

كل يوم أقلب فيها…
.يااااااه كبرنا وأتغيرت ملامحنا….
ترى هل يقلب هو أيضا في صندوق ذكرياته…؟
هل يحتفظ بملف صورنا القديمة و يقلب أيضا في تليفونه ، بحثا عني ؟
نمت وأنا أفكر …..

عادت الذكريات تداعب عقلي وقلبي ….وكيف حالت الظروف بيننا….وكيف أفترقنا ….وكيف كنت أتهرب بعد هذا الفراق ، أن نتواجد سويا في مكان واحد …أو أن تجمعنا مناسبة عائلية معا ….

تذكرت عندما رأيته بعد هذا الفراق ، كيف أرتعدت كل قطعة في جسدي كله ، لم اعرف ماذا اعتراني حينها ، وكيف كاد قلبي أن يسمع دقاته من بجواري ، حاولت الهروب من نظراته ، ولم استطع النظر إليه ، ..كيف وأنا التي كنت أسترق لحظات رؤيته ، واستمتع بها…

.لم استطيع تفسير ما حدث حتى هذه اللحظه ، وكيف وهنت يدي وانصهرت في يده عند السلام عليه ، وكيف لم أستطيع نزعها من يديه ، انتزعتها من قبضته بصعوبه…وكنت أتمنى الا يتركها .
وحملت بعض ما تبقى مني وهربت ، وأنا اراه يبحث عني بعينيه

أعوام كثيره مرت على هذا اللقاء ….لم أحاول أن اراه ….ولكن طيفه كان يخايلني ….وأعاده ملف صوري القديمه وأعاد الحنين إليه

مرت الأيام ، وعاودت إغلاق ملف ذكريات هاتفي المحمول ، وفي إحدى الليالي ، و بصدفه أخرى باقلب في تليفوني ، وفتحت صفحة الفيس بوك لأجد صورته…(أشخاص قد تعرفهم) ، أستوقفتني المفاجأه …انه هو !!! …
هل يبحث عني مثلما أبحث عنه….هل يتذكرني مثلما أتذكره …!!!!

أخذني الشغف والشوق والحنين إليه ، وأخذت أتصفح صفحته…وجدت الحياة قد امتلأت بالكثير ، والكثير من الأولاد ، والأحفاد….وجدت أنه ما عاد لذكرياتنا مكان سوى داخل قلوبنا …وفي الصور القديمه

بعدها وجدته وضع بعض القلوب الحمراء على منشوراتي فابتسمت ، ورأيت أنه يجب أن يقف الزمان عند تلك الذكريات ، فما عاد يجدي ، فاغلقت صفحتي بعد أن حظرته وخرجت

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً