صخور تتحرك بيننا تشبه الإنسان , صخور بلا قلب يرحم , ولا ضمير يؤنب , ولا نفس تعف , ولا عقل يترفع , ولا روح تتطهر
أيعقل أن يقيم أحد الأغنياء دارا لليتيمات ليتاجر بهن ويستعبدهن ويستحل أجسادهن !!؟
إن لم يمنعه صغر سنهن وبراءة طفولتهن , أفلم يردعه ضعفهن وانكسار يتمهن !!؟
كيف لتلك اليد الآثمة أن تقطع زهورا تتفتح حرمت من يد أب يمسح عنها الدموع ، ومن حضن أم يخفف لوعة الحرمان !!؟
ألم تتورع تلك اليد أن تمتد لأجساد الصغيرات وتعبث بهن وتخلع عنهن رداء العفاف والحياء وتهتك العرض والشرف !!؟
امتدت إلى تلك المخدوعات يد ادعت أنها الأيدي الأمينة فإذا بهن يهرعن إليها بسذاجة وبراءة باحثات عن عطف وحنان حرمن منه , فإذا بتلك الأيدي أشواك وخناجر تنهش أجسادهن الضئيلة بلا رحمة ولا شفقة .
ترى أي صرخة صرخت تلك اليتيمة وأنت تنهش عرضها وتأكل لحمها ؟
هل صرخت يا أبي ؟ أم يا أمي ؟ أم يا ألله ؟
أأعماك المال والثراء وحاربت الله بنعم الله ؟
ملعون كل أمين خائن وتبت كل يد هتكت العرض حتى وإن أطلقت على نفسها الأيدي الأمينة .
وعلى جانب آخر
شباب تتلقف أيديهم صور فتاة في مقتبل عمرها تتلمس الطريق وتخطو خطوتها الأولى فيزورون ويلفقون وينشرون صورها عارية ولم يخيل إلى أحدهم ولو للحظة أن أخته هي التي في الصورة
شباب هانت لديهم الأعراض ورخصت عندهم حرمة الأجساد وماتت في صدورهم الحمية والنخوة
فتلقت الفتاة الطعنة وأسرعت إلى أهلها تبحث عن ذراع أب يشد العزم أو حضن أم يمسح الحزن أو صدر عائلة يداوي الجرح , لكن المسكينة المذبوحة تلقت الطعنة الثانية بقسوة أشد : طعنة من شباب فاسدين ، وأخرى من أهل جاحدين
أقسمت البريئة الأيمان تلو الأيمان لتبرئ جسدها الطاهر من وحل الخزي والعار فلم تجد حكيما يسمع ولا عاقلا يصدق .
فكيف تعيش ولمن تعيش ؟ أتعيش لغرباء ذبحوا أم لأهل قطعوا وباعوا !!؟
فلم تجد البريئة سوى ذراع الموت مفتوحة فألقت بنفسها بلا وعي تبحث عن النجاة من مخالب نهشت ، وقلوب قست وصدت ، وأبواب أغلقت ، وسبل تقطعت .
فهناك لم يشفع لليتيمة يتم ، وهنا لم ينفع لصاحبة الأهل أهل .