كتبت: سحر عبد الفتاح
استقبل صباح اليوم ا.د محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس سعادة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وسعادة السفير علاء الحديدي سفير مصر الأسبق في روسيا و وا.د طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة و د عيد رشاد رئيس شعبة الدراسات الاقتصادية في رحاب مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على مصر ومنطقة الشرق الأوسط وذلك في إطار الموسم الثقافي الذي يعقدة مركز بحوث الشرق الأوسط تحت رعاية ا.د هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس مجلس إدارة المركز و أ.د أشرف مؤنس مدير المركز.
وخلال كلمته رحب ا.د محمود المتيني رئيس الجامعة بسعادة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وسعادة السفير علاء الحديدي سفير مصر الأسبق في روسيا والسادة الحضور واثني علي اختيار موضوع الندوة وهو الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على مصر ومنطقة الشرق الأوسط ومدي أهمية مناقشة مثل هذة الموضوعات التي لها ثأثير كبير في الشأن الداخلي كما لها ف الشأن الخارجي ومما لها من أثر واضح على تنمية الوعي .
كما قام ســيادته بتسليم سعادة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق وسعادة السفير علاء الحديدي سفير مصر الأسبق في روسيا درع جامعة عين شمس وشهادة تقدير مقدمة من مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية.
وفي كلمته أبدى سعادة السفير محمد العرابي سعادته بتواجده في حرم جامعة عين شمس والتي يعتبرها بمثابة بيته الثاني واشار إلى خطورة الأزمة الروسية الأوكرانية وما لها من تداعيات علي مصر والشرق الأوسط ككل .
كما أكد على أن ما حدث يمثل غزوا رسمياً من دولة لأخرى واجتياح لأراضيها وأن كافة الاتفاقيات الدولية تنص على عدم شرعية وجواز اجتياح دولة لأخرى واحتلال أراضيها، وأن ذلك الاحتلال العسكري سيترتب عليه عواقب وخيمة على جميع الأطراف دون أي انتصار لأي من الأطراف. كما أن هذه الخطوة ستؤدي إلى خروج روسيا عن النسق الدولي بسبب العمليات العسكرية في أوكرانيا، كما أن العالم سيشهد صراعا بين روسيا والغرب خلال الفترة المقبلة، وستشعر موسكو ببعض الضعف نتيجة العقوبات المختلفة ومحاولة عزلها، وهو ما سيمثل خسارة لأحد الموازين القوية في العلاقات الدولية، مشيرا إلى أن دور روسيا السياسي سيتقلص مقابل تفوق الطرف الغربي، وهو ما سيفقد مصر والعرب حليفًا أمنيا واستراتيجياً قوياً. كما أكد سعادة السفير أن العقوبات الاقتصادية ستؤثر على الجانب الغربي وليس على الجانب الروسي فقط، ونحن بصدد إعادة بناء التحالف الغربي وعلى الولايات المتحدة إعادة صياغة سياستها خلال الفترة المقبلة ومحاولة الاستماع للحلفاء.
وفي كلمته آشار ا.د أشرف مؤنس مدير المركز إلى أن الندوة تستهدف استعراض الأسباب الجذرية لهذه الحرب وتوابعها على المستوى الإقليمي والعالمي على الأصعدة الأمنية والاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وماهية الوضع الحالي في دول العالم، والتغيرات التي طرأت على التوازنات الدولية من جراء هذه الحرب، وما يترتب عليها من تداعيات على مصر والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
واضاف سعادة السفير علاء الحديدي أن روسيا شنت هذه الحرب حفاظاً على أمنها القومي وحقها الاستراتيجي في تأمين حدودها، مؤكداً إنه هناك عدة سيناريوهات للحرب الروسية، الأول ربط الأراضي الروسية بالقرم وهناك سيناريو آخر وهو وصول القوات الروسية إلي نهر الدنيبر. واضاف سيادته أن روسيا تقوم بعمل خطوات متباعدة، لمعرفة رد الفعل الدولي والعسكري وأيضا لمعرفة تفكير حلف الناتو، وبناء علي ردود أفعال كل خطوة يتحرك الروس.
وأشار سعادة السفير الحديدي إلى أن روسيا تستهدف نزع سلاح أوكرانيا وأن تكون دولة محايدة مثل فنلندا وهو ما طرحه ماكرون عندما التقى بوتين، منوها بأن البعض يقول أن بوتين يريد أن تكون أوكرانيا موالية لروسيا، وهناك هدف أكبر وهو تغيير المعادلة الاستراتيجية في أوروبا، مؤكدًا أن بوتين يعتبر أن الغرب أخل بتعهداته التاريخية.
وأشار د عيد رشاد إلى أن روسيا تمثل عاشر أكبر اقتصاد على مستوى العالم وإنها تتمتع بثروة كبيرة تزيد من قيمتها وثقلها السياسي والاستراتيجي على مستوى العالم، مما يجعلها لاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي وخاصة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية ودول البريكس، وهو ما يزيد من تفاقم تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على مختلف بلدان العالم، ولا سيما أن روسيا وأوكرانيا يصدران 30% من ناتج القمح العالمي، كما تعتبر أوكرانيا سلة الغلال بالنسبة للعالم، فضلًا عما تتمتع به روسيا من ثروات معدنية ومصادر وقود متنوعة تصدرها لمختلف أنحاء العالم، وهو ما يوضح فداحة تداعيات تلك الأزمة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية جسيمة تلقي بظلالها على مختلف بلدان العالم.