ترى جمال البدلة من استقامة البطانة .. طارق سالم


عندما ترى عينيك الجمال فلابد أن تسعد ويزداد بريقها لأنه خلقت لترى كل الجمال بالحياة وتنفر من كل ما هو قبيح يؤلمها ويرهق جفونها ولذلك فهي بطبيعتها تميل كل الميل إلى كل ما هو جميل يسعد ها ويزداد بريقها وتشتد جفونها ويقوى نظرها وينعكس كل ذلك على باقي الأعضاء ليصبح البدن كل البدن سعيدا مسرورا
· هنا يكمن جمال البدلة مثلها كمثل بعض من البشر أختصهم الله لقضاء حوائج الناس أو قدر لهم توليهم منصب ما من المناصب أو يكون متحدثا رسميا عن مجتمعه أو حارته أو شارعه أو يصبح كإمامهم يروا فيه كل ما هو مأمول لهم وكل ما هو نافع لحياتهم وكل ما هو يلبى طموحاتهم ولا يرون منه إلا الجمال كل الجمال بشخصه وشكله وملبسه وخلقه وسلوكه وحلو لسانه وطيبة قلبه وتواضعه وفصاحة حديثه وتمكنه من القدرة على قضاء حوائجهم دون تحايل أو تذلل أو تقرب وهم يرون في عينيه الفرحة وفى قلبه الراحة وفى عقله الإصرار على تلبية طلباتهم وحوائجهم وهو بنية سليمة تسوقه بالفعل إلى ما هو يأمله فيه أهله وناسه ومجتمعه .
· ولابد عند التفكير بشراء قماش البدلة أو من يتم ترشحه لي أن أتحقق منه ومن بطانته أولا لأنه باختيارك للبطانة الصالحة النافعة هو دليل على نجاح خطواتك ودليل على حسن نواياك ودليل على صدق كلامك ونطقه لسانك لأن هذه البطانة يصبح لها فعل السحر وإظهار جمالك بين أفراد المجتمع وأحيانا أخرى تتحدث بلسانك وبالنيابة عنك ومن هنا تأتى خطورتها على الأرض إما أن تصبح لك ناصح أمين أو تكون لك هادم اللذات وأخذت بناصيتك إلى الهلاك وخيبة أمل مجتمعك وناسك وأهلك فيك فتسبب لك المشاكل وأنت عنها غافل وتركتهم في ظلماتهم فهم لا يبصرون غير تقربهم وتلبية مصالحهم التي تتحقق لهم سواء عن قصد أو غير قصد وعلى حساب من كانوا يأملون منك تحقيق حلمهم وطموحاتهم إذا لابد أن التحقق والتدقيق والحرص على اختيار بطانتك حتى تنعم بالتوافق الفعلي والروحي والنفسي بينكم قبل الذهاب بهم إلى مصنعهم أو إلى مقعدهم المرشح لهم .
· وهذه البدلة لا تستقيم بجمالها إلا عندما تستقيم بطانتها التي توافق نسيجها فتراها من أول وهلة شامخة صلبة لونه لا يؤلم النظر لمستها ناعمة سوية وهنا بالفعل نلحظ هذا التوافق بالجمال بين البدلة وبطانتها والكل عند رؤيتها يراهم ونعم الملبس ونعم الجمال ونعم الراحة النفسية للبدلة وبطانتها لأنها وافقت المأمول منهم لأنهم من جنسهم ومن ملتهم ومن لونهم ومن خلقهم ومن طبيتهم وتصبح البدلة وبطانتها هم المثل الأعلى لهم ولمجتمعهم ويتفاخرون بهم وسط المجتمعات الأخرى .
· رسالتي لكل البدل المسئولة والحاصلة والمرشحة لأية منصب أو إدارة أو وزارة أو مجلس نواب أو شيوخ أن يتحرى الدقة في اختيار بطانته لتكون بطانه صالحة ونافعة لها وللمجتمع حتى تستقيم بدلته ويرى الناس جمالها وتسعد باختيارها وتهنأ بقضاء حوائجها حتى يعم السلام والأمن والأمان بالمجتمع بعيدا عن البطانة الخبيثة التي لا ترى غير مصالحها وقضاء حاجاتها بالتقرب والتمسح لمحل القماش أولا ثم للمشترى ثانيا ثم للمصنع ثالثا حتى تصبح وجه أخر للبدلة وتشد من أذرها كما تراها هي وتوجهها إلى ما تصبوا نفسها من المنافع والمكاسب حتى وإن كانت على حساب الأخرين بالمجتمع وتنشر الوقيعة بين أفراده وبدله ومنسوجاته .
· عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه . وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه . فالمعصوم من عصم الله تعالى . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً