إن لم يكن الآن في تلك اللحظة التي يعاد فيها تشكيل العالم وتعاد فيه التوازنات وتتكون التكتلات وخريطة جديدة للقوى العالمية ترسم .
إن لم يكن الآن واقتصاد العالم يترنح وسلاسل إمدادات الغذاء تشل وتقترب كثير من اقتصادات الدول النامية على وجه الخصوص نحو الهاوية .
إن لم يكن الآن والكل يبحث عن مصالحه في عالم تحاك فيه الفتن وتدبر فيه المؤامرات وتبث فيه السموم .
إن لم يكن الآن . فمتى نعلن السوق العربية المشتركة ؟
إن لم يكن الآن . فمتى نعتمد عملة عربية موحدة ؟
إن لم يكن الآن . فمتى نعلن ميلاد جيش عربي موحد ؟
لا لنعتدي على أحد وإنما لنؤمن غذاءنا ونوفر دواءنا ونحمي مقدساتنا ونحفظ أمننا ونضمن لأجيالنا القادمة حياة آمنة كريمة .
إن لم يكن الآن . فمتى ننشئ منصة عربية للتواصل الاجتماعي بديلة عن الفيس بوك والتيك توك والتويتر والانستجرام تلك المنصات التي تعد العدة لغزو فكري هائل وسحق للقيم والمبادئ وتوجيه العالم نحو فكر جديد يرفع راية المثلية الجنسية والتحرر من الأديان ؟
إن لم يكن الآن . فمتى نشكل تحالفا كقوة عاقلة عادلة رشيدة تحمي ولا تعتدي ، تبحث عن مصالحها دون تهديد لمصالح الآخرين ، قوة تحترم حقوق الجميع وتجبر الجميع على احترام أمنها ومصالحها ؟
وإن تعثر انضمام كل الدول العربية في ذلك التحالف فلتبدأ مصر والسعودية والإمارات والسودان – لما بينها من انسجام وتقارب في الرؤى – نواة لذلك التحالف وبعدها ستهرول الدول العربية للانضمام إليه .
إن لم الآن . فمتى نزرع في السودان ونصنع في مصر ونتاجر في الإمارات ونعلن ونسوق في الرياض ؟
إن لم يكن الآن . فمتى تتكامل همة وإرادة عبد الفتاح السيسي مع طموح محمد بن سلمان مع جرأة محمد بن زايد ؟
في عالم لم يعد المال وحده قوة ولا السلاح وحده قوة ولا الثروات الطبيعية وحدها قوة ولا البشر وحدهم قوة وإنما القوة الحقيقية في اتحاد هؤلاء جميعا .
إن لم يكن الآن . فمتى تزول بيننا الحدود وتتدفق التجارة وتنتقل الأموال وتتحرك الأيدي العاملة ونضع أيدينا على الميزة النسبية لكل بقعة من أراضينا ونحسن استثمارها ؟
إن لم يكن الآن . فمتى ؟ ويجمعنا الدين والأرض واللغة والهدف والمصير .
إن لم يكن الآن . لنمسك بتلابيب اللحظة الفارقة وندرك الفرصة السانحة ونبحث عن مصالحنا بعيدا عن الإملاءات والشروط والقيود الغربية . فمتى !؟؟