التي أحبتني .. ديوان للشاعر الكبير أسامة مهران لاستكمال مسيرته الشعرية

كتبت: سحر عبد الفتاح

صدر عن دار وعد للطباعه والنشر ديوان بعنوان “التي أحبتني” وهو الديوان السادس للشاعر الكبير اسامة مهران لكى يستكمل به مسيرته الشعرية بعد عودته الى الساحة الشعرية بعد غياب لأكثر من اربعين سنه ، حيث يعد من أبرز الاسماء الشعرية فيما يسمى بجيل السبعينات فهو أحد مؤسى مجلة اضاءة ، إلا أنه غاب عن الساحة كل تلك
السنوت ليعود 2019 من خلال ديوانه الاول (حد أدني ) لتتوالى اصدار
الاعمال الشعرية بعد ذلك حيث صدر له (لا ينتظر الورد طويلا في الشرفات)
دار وعد 2020 ، (نقطة من منتصف السطر) دار وعد 2020 ، (عالم افتراضي
)دار وعد 2021 ، و(كائنات مجهولة النسب) دار وعد 2021 .

وقد استقبل النقاد تلك الاعمال الشعرية بحفاوة نقدية ، وتناول تلك
الاعمال مجموعه من أبرز النقاد ، قال عنه الناقد حاتم عبد الهادي يظل
أسامة مهران واحداً ممن أسسوا لقصيدة التفعيلة منذ السبعينات، حيث حمل مع
مجايلية أعباء المرحلة الحرجة غي عمر الوطن ،وفي وقت قاسٍ من عمر الأمة،
والقومية العربية، في أوقات النضال الوطني بالكلمة والفكر والرفض، لكن
مرار المرحلة أضفي بظلاله علي كثيرين، وهاجر العصفور الحزين بعد أن أعطي،
ولم يجن إلا ثمار الغربة والهجر والبعاد والحزن، وناله من الأهوال ما
ناله، يوم أن كانت الحرية اسماً غريباً عن شعوبنا العربية. ولقد لاقي
ككثيرين أهوالاً وعواصف، لكنه ظل مناضلاً، يكتب القصيدة التي تشبه رصاصة،
ويدبج الحروف الرافضة، التي ترفض الخنوع، والخضوع، وتستشرف شمس الحرية
للعروبة الضالة، في منافي العالم والكون والحياة .

فيما قال عنه د. محمد زيدان محاولة الشاعر استبطان ذاته يمثل شكلًا
ظاهرًا لاستبطان الآخر، ولكن الذي يجعل القصيدة تشبه قصائد النثر، “برغم
أن فيها الكثير من الأوزان الشعرية” هو التخلي عن فكرة الدلالة الممتدة،
والاكتفاء بالدلالة المنقطعة عن ما يليها في الكثير من الأحيان، برغم
أنني فكرت آنفًا أن الجملة ترتبط ببقية اللغة في القصيدة، ولكنه في مواضع
متعددة يجعل الجملة الشعرية القصيرة مكتفية بذاتها، وكأننا أمام
الكلاسيكيين في النصوص الشعرية القديمة، وهذا بدوره يمكن أن يجعلنا أمام
مجموعة من التأويلات الصورة التي تمثل فكرة منقطعة ،الصورة التي تمثل
فكرة متصلة ببقية الصور.- الصورة الرمزية التي تقام مقام الفكرة. الفكرة
التي تقوم مقام الصورة الشعرية.وبالتالي فإن الشاعر يتأرجح بين معاناة
الذات، ومعاناة الآخر، ومحاولة تمثيل الآخر في الذات، وتمثيل الذات في
الآخر، يجعل اللغة الشعرية برغم ظاهرها تمثل رمزًا لحالة من الحالات التي
يمر بها الشاعر، القصائد هي رحلة في الذات، ومعاناة هذه الذات في الغربة،
ليست الغربة النفسية، أو المادية، ولكنها الغربة الوجودية، التي تجعل
صورة الشاعر هو صورة الإنسان المعاصر بكل ما يمر به من أحداث وحالات تمثل
موضوع القصائد.

وقالت عنه الناقدة منال رضوان بحال من الأحوال لا يسعنا ونحن إزاء
استعراض ملامح النتاج الشعرى للشاعر الكبير أسامة مهران إلا أن نعرج على
بعض أهم المراحل التي عاصرها لتبيان قسمات تلك التجربة الفريدة الملآى
بالأحداث والشخوص، خاصة أننا هنا أمام مرحلة مهمة في تاريخنا المعاصر
لشاعر من أهم شعراء جيل السبعينيات وأحد مؤسسي مجلة إضاءة ٧٧ والتي اهتمت
بالإدراك الجمالي للنص الشعرى وساهمت في إذكاء روح الحراك السياسي
والاجتماعي في ظل التحول الأيديولوجي الذي شهدته الدولة المصرية وقتذاك.
ونظرًا للثراء الشديد الذي يميز التجربة الشعرية لمهران فإننا نورد تلك
الدراسة في جزأين، حيث يعنى أولهما بالمقدمات التي كتبها الشاعر في
دواوينه بعد أن أذن له ملاك الكلام بالبوح، ليقرر استرجاع تجربة مختمرة
مكتملة ورصدها بعد رفض دام لأكثر من أربعين سنة، كما يعنى الجزء الثاني
بتناول أحد هذه الأعمال الشعرية بالتحليل.

ومن أجواء الديوان قصيدة للوحيدة التي أحبتني والتي يقول فيها سأكتب
عنكِ/ولن أكتب اليوم عنها/سأملي عليكِ/بما كنتُ لا أرتضيهِ عليها /سأفتح
ملفات أمسِك/وأعتق عبيدًا/تمادوا طويلًا/على راحتيها/ألم تفهمين بأنّي/لم
أصبح الآن مثل التمني/لأني أعيش بفوضى/الخضوع إليها؟/ألم تدركين
بأن/الزلازلَ تأتي تباعًا/وأن البراكينَ مثلي/تثورُ سريعًا/وتخبو سريعًا
/ولا تشرك الناس /في ناظريها؟/كأنك تتبع روحي/حين تفيضُ/وحين تغيضُ/وحين
تحلقُ/بعيدًا/بعيدًا /لتطوي السماء /على جانبيها

سأكتب عنكِ الكثير/سأمضي نحوكِ/كأني أطير/كأني المدى والعبور/كأنّي
/الوداد الجسور/فلن أمهل اليوم ودي/لكي لا أقاوم بعد التعدي/ولن أترك
البُعدَ بَعدي/يساوم فيكِ/لكي لا يبيعك/وقت التحدي/ألم تؤمنين
بأن/القليلين مثلي/كثيرون مثلك/وأن الكثيرين مثلك/قليلون مثلي

Loading

عبير سليمان

Learn More →