في يوم الخميس الموافق 16 l 6 l 2022أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا بعزل المستشار محمد علي محمود هاشم أحد نواب رئيس مجلس الدولة من وظيفته لأنه يفتح سلسلة مطاعم في دولة غينيا بإفريقيا ويمارس أعمالا تجارية محظورة على القضاة , وبعدها بأيام قليلة استيقظنا على جريمة قتل الإعلامية شيماء جمال ( مذيعة الهيروين ) على يد زوجها المستشار أيمن حجاج أحد نواب رئيس مجلس الدولة أيضا .
ولعل عزل المستشار الأول كان سببا في جريمة المستشار الثاني الذي هددته زوجته وشريكته في تجارته غير المشروعة وفساده الفج بالإبلاغ عنه بسبب خلاف بينهما ليكون مصيره كالمستشار الأول فقرر قتلها والتخلص منها .
إن الفساد ضارب بجذوره في أعماق المجتمع المصري , الفساد بكل أشكاله وصوره من الرشاوى لاستغلال النفوذ للمحسوبية والتهريب والاحتكار وليس ذلك وليد اللحظة ولا بطارئ على المجتمع المصري وإنما هو نتاج عقود خلت .
فهو ثمار مرة لبذور شيطانية ألقاها الاستعمار البغيض الذي يهدم بنيان الشعوب ويفكك نسيجه بتخريب الذمم وتشويه الضمائر وهدم القيم والمبادئ ونشر الرذيلة والفحش والفجور ليجرد الشعب من ولائه وانتمائه وليفقده الشعور بالوطنية وحينها يبسط المحتل نفوذه وينسج خيوطه ويسيطر ويهيمن وينهب ويسرق خيرات الشعوب ومقدرات الدول .
ومع مرور السنين لم تعالج الدولة ملف الفساد بحزم وقوة وإرادة حقيقية فاستشرى الفساد وعم وضرب المجتمع من أعلاه لأسفله ومن أسفله لأعلاه .
فعندما يفسد القاضي الذي يرد الحقوق ويقيم العدل ويستغيث به الضعيف والمكلوم
وعندما يفسد الإعلامي الذي ينقل الحقائق ويصنع الوعي ويجسد المجتمع بنزاهة وحيادية . فماذا يتبقى من الدولة !!؟؟
ولا نعمم فهناك قضاة عنوان للنزاهة وإعلاميون وطنيون مخلصون .
لكن ما يبعث على الألم أن الأجهزة الرقابية وللأسف الشديد لم تكشف القاضي الأول حتى أبلغ شريكه عنه ، ولم تكشف القاضي الثاني حتى قتل زوجته . فماذا يفعلون في مكاتبهم !؟؟ وأين دورهم الرقابي والمحاسبي !؟؟
ثم ماذا لو تمكن المستشار أيمن حجاج من الهرب , وكان على وشك الهروب !!؟؟
الإجابة : لأشارت أصابع الاتهام لكل المسئولين في الدولة بمساعدته على الهرب ولشوهت كل صورة طيبة تحاول الدولة أن تبنيها , ولتراجع المجتمع ألف خطوة في ولائه وانتمائه لهذا الوطن .
فيا أيتها الأجهزة الرقابية والمحاسبية فتشوا عن الفاسدين وأخرجوهم فلن يتحقق ما تحلم به الدولة من نهضة وتقدم واستقرار وأمن وهؤلاء الفاسدون في مقاعدهم فعلى يد هؤلاء لا تقوم نهضة ولا تتقدم أمة ولو بقوا فينا لم يزيدونا إلا خبالا .
إن الأخذ بقوة على يد الفاسدين لهو حياة للمجتمع ونجاة له ولو تركناهم لغرقت سفينة الحياة بنا وبهم .
يا أيتها الأجهزة الرقابية والمحاسبية فتشوا عن الفاسدين في كل مكان بجد وعزيمة وإرادة وإن لم تجدوهم ففتشوا في مكاتبكم …