لا تعود تلك العبارة اليوم لهؤلاء الذين ينكرون فضلنا ويمتصون مصالحنا حتى النهاية ثم يرحلون دون تبرير مسبق او تحضير للاستئذان
بل لأولئك الذين تحملوا منا فوق قدرتهم الاستيعابية من التحمل ومقدرتهم الطاقية من الأمل بأنهم سيشعرون بكافة تضحياتنا تجاههم
فتألموا وانكسروا وتوجعوا ورحلوا بصمت
حين يملك أحد منا الحواف الحادة في شخصيته ويعيش كقنفذ يمنع عنك الاقتراب او الاحتضان او التفهم
لا يسعك الا التحمل مرة والتألم مرتين مرة على حالك ومرة على من تحب
فتصبر وتتصبر أياما معدودات وأياما مفتوحة الأمد عله يتراجع عن خنقك بمثاليته ونرجسيته الهوجاء
وتمضي بنا المواقف علنا نتغير نحن أو هم ونتبدل فنستطيع الاستمرار او يقللون من أذيتنا النفسية المستمرة والدائمة
ولكن بلحظة الحقيقة أننا أمام وضع شاذ او ميؤوس منه وبخاصة حين عدم ادراك الطرف الاخر لمصائبه الخلقية التي يمارسها بتمسك واصرار كبيرين
نكتفي … فنختفي
ونتسرب في رحيل لم يكن لحظة في الحسبان
لا لشيء بل لضيق استحكم فينا من شدة الوجع والألم والقهر الذي حسبنا أننا سنتحمله
وبعدها رحلة من استرجاع الذات للظهور بمظهر الناجي من سلسلة معارك خاسرة لا نهاية لها ولا حد
الحقيقة أننا نختفي حين نكتفي مما نشاهد ونصارع في علاقات بائسة لنعيش بعدها خبرة وحياة أفضل
عبيرسليمان