كتبت: سحر عبد الفتاح
صدر مؤخرًا عن دار “منشورات المحرر” رواية “مريم وشجرة الغرقد” للروائي اللبناني د. هادي شبلي، وذلك ضمن مسابقة “اكتشاف” للكتاب الأول التي أطلقتها الدار عقب انطلاقها من القاهرة في يناير الماضي.
تستند الرّواية إلى وقائع تاريخيّة حقيقيّة إبّان مجازر 1948 التّي ارتكبت بحقّ الفلسطينيين، وتكشف أحداثها الرواية عبر جيلين مختلفين -متمثلين في مريم الأم وثائر الابن- مأساة تاريخية عاشاها وما زالت معاشة على أرض فلسطين، من قلب الأحداث في فترتي 1948 و1967 ترصد الرواية أحداثًا واقعية مغلفة بقصة مأساوية تحمل في طياتها بعض الأمل.
ومن جهته قال الدكتور هادي شبلي عن الرواية إنها تبرز المجازر التي ارتُكِبَتْ بحقّ الفلسطينيّين، وخصوصًا مجازر العام 1948، مثل مجزرة الدّوايمة، ورافات وغيرها من المجازر الدّمويّة، كما تناولت اغتصاب الجنود الإسرائليّين للنّساء الفلسطينيّات في أثناء المجازر، مع إظهار الظّلم والوحشيّة اللذين تعرّض لهما الفلسطيني، والحالة النّفسيّة التي عاشها قبل المجازر وفي أثنائها.
وأضاف أن الرواية في أحداثها تشير إلى العديد من العادات والتّقاليد القرويّة التي كانت سائدة في فلسطين ما بين عامي 1948 و 1967.
وأشار شبلي إلى أن أبرز التحديات التي واجهته أثناء كتابة الرواية تمثلت في قلّة المصادر والمراجع التّاريخيّة التي تدوّن تاريخ تلك المجازر، وخصوصًا بين عامي 1948 و 1967، كما أن بعض المصادر أضاءت على تلك المجازر بشكل عام، ولم تفصّل الحديث في تفاصيلها وأحداثها الأليمة، وهي مصادر متفرّقة في بعض الكتب والمدوّنات الموجودة عبر شبكة الأنترنت.
لافتًا إلى أنّ قلّة المصادر التّاريخيّة، دفعته إلى البحث في التّاريخ الشّفوي لمواطنين فلسطينيّين عاشوا أحداث تلك المجازر، ورووا تفاصيل الألم والعذاب الذي عاشوا في ظلماته الدّامسة، وهي مقابلات شفهيّة موجودة في بعض المواقع على شبكة الإنترنت، وتحديدًا على YouTube.
وأكد الدكتور هادي شبلي أنه لاحظ في كلّ المجازر التي ارتُكبت بحقّ الفلسطينيّين في العام 1948 أنّ الإبادة كانت جماعيّة، حيث كانوا يقتلون كلّ من به رمق من حياة، حتّى لا تنجو ذاكرة فلسطينيّة تفضح وحشيّة العدوّ. لذلك حاولتْ هذه الرّواية أن تستعيد شريط الذّاكرة على لسان شخصيّات فلسطينيّة عاصرت تلك المرحلة التّاريخيّة الأليمة.