الملكية صفة فطرية عند أي انسان في هذه المعمورة
وكلاً منا يتمنى ويسعى ليكون رصيد هذه الملكية اوسع واكبر
بشتى المسميات
ولكن ماذا عن الملكية الروحية ؟؟!!
هذة الملكية التي قد تستملكك ولا تمتلكها ..!!
هنا المعادلة الصعية في التوازن في هذه الحالة
فقد يحدث أن يتسلل الى داخلك مجهول غامض التفاصيل
ويحتل مواقع من المحال كانت أن تُسلم بها لتكون ملكاً لأحد مهما كانت مكانتة
ولكن هذا المجهول يحتلها في فترة زمنية قصيرة ويمتلك كل اطراف وجوانب ما كان بالأمس خاصاً بك ليكون ملكاً له
ولنتعمق في هذه الحالة ولكن بحذرٍ شديد
فمن الواضح اننا أمام حدث كوني لا يعلم ابعاده إلا الحكيم العليم
وبمانمتلكه من علم بسيط ومعرفة قاصرة نحاول أن نلجُ في هذا الحدث لنعرف ماحل هذا اللغز الكبير ..!!
فليس من المنطق أن تُحول ملكية انفسنا ودواخلنا بكل مافيها من الآنا لشخص يظهر فجأة بمحيط ساحة حياتنا
ونكون ملكاً ليمينه بكل تفاصيل واسلوب تعايشنا مع انفسنا وغيرنا كذلك
ولإن طبيعة الإنسان تميل لعدم تقبلها العبودية
وكذلك انصياعها لأي طرف آخر يكون هو المحرك لمؤشر الحياة من عدمه
ومع وجود هذه التناقضات تُطرح اسئلة قد لا يكون لها اجابة
ماهي امكانيات هذا المجهول ليكون المُهيمن على ما بداخلنا وله احقيه تغيير مجرى حياتنا ؟!
وماهي تلك الصفة التي استحلت له احلية احتلاله بمسمى شرعي لكل مشاعرنا ونبضات تلك المساحة المحرمة من الاقتراب منها ؟!
وهل يحمل نفس صفاتنا الإنسانية ليكون له التميز والمعجزة في احتلال اهم مكان نظل طوال اعمارنا نحيطه بسياج الحذر والترقب من أي غازي أو محتل ؟!
لا اجابة لكل تلك التسؤلات ولا لغيرها ممن انزوت صامتة مستسلمة لكل هذا الاحتلال ..!!
إذن فهذا المجهول الذي تسلل أمام ناظرينا واحتل مكامن اعماق صدورنا لم نقاوم ولم نصدر أي فرمانات اعتراضية لوجوده وملكيته ..!
انه ذاك الذي سمعنا وقرأنا يوماً ما انه من يكون فوق قوانين البشر
من امامه تندحر كل قوانين الرفض
وتتلاشى هيبة الغضب لتكون رضا
وتتلون آهات الآنين بلون الفرح
ويبدأ الزمن بطيئاً في غيابه سريعاً في حضوره..!
كل مقايسس التعايش تتغير في وجود مليك الروح
نعم إنه من يمتلك روحك
بمشاعرها…
بأحاسيها …
بما تحب …
وتكره ….
بما تحلم به
وما تتمناه ….
انه مليك الروح الذي سخره الله في وقت لم تكن تحسب له حساب
لم تكن تعرف أن هذا الكيان سيُنقل لكيان آخر فيندمجا ليكونا كياناً واحداً بمسمى روح ..!
وتبدأ رحلة التنازلات لكل ما تملك لهذا الممتلك الجديد لكل تفاصيل حياتك
ومدخلاتها ومخرجاتها
حتى تلك الأحلام التي ليس لك عليها سلطان تبدأ تتحول لملكيته فتبث احداثها فيما يخصه هو فقط
كم هو جميل وجود مليك الروح بحياة كل فرداً على هذا الكون
وكم هو شعوراً مليء بكل انواع الفرح والسعادة والغبطة الإحساس بهذا المليك..
لكن لابد أن تتوفر فيه صفات التملك القانونية والواجبة لحماية ممتلكاته
فمن البديهي أن من يملك منا شيءٌ ثمين يحافظ عليه
ويرفض مشاركته مع الآخرين مهما كانت المغريات ..
ويظل يتعهده بالرعاية والإهتمام
وهذا ينطبق على مليك الروح في امتلاكه لتلك الروح التي سلمت زمام امرها بيده
أوليس أولى أن يكون اكثر حرصاً وخوفاً ورعاية واهتماماً من مليك الاشياء المحسوسة والمادية
فهو يمتلك روحاً ادمية
نفخ الله فيها من روحه
وكللها بمشاعر كونية إن استقامت لأنارت الكون بجمال عطائها
ووجب هنا قداسة هذه الروح التي امتلكها هذا المليك
فيكون حارساً امينا على هذه الأمانة التي انعم الله بحكمته لامتلاكها في احدى عبيده
فلا يضر
ولا يوجع
ولا يكسر
ولا يخون
ولا يتفوه بكلمة جارحة في اقواله
ولا بنية مخفية يدبر سوء مع نفسه فتتألم تلك الروح من فعله
راعو الله في تلك الأرواح التي ملكتموها بتدبير المدبر
وبتسخيره في قلب ذاك المملوك
واعلموا أن من احياها فكانما احيا الناس جميعاً ..
سلامٌ على مُلوك ارواح ومشاعر جعلوها في مراتع المُلك هانئة
وبجوار حمايتهم آمنة
ومن طيب تعاملهم راضية
ومن صدق وفائهم راتعة بنعيم الحب والسعادة الأبدية والتي من شأنها تمهد لحياة الآخرة الهنية
فالحب بين الروحين واكتمال قوانين استمرارهما في الحياة سيوصل في نهاية الدرب لكل جميل وعمل صالح ورضاء رب كريم
فاحسنوا اختيار مُلاك ارواحكم وكذلك استحسان امتلاككم لأرواحٍ تجمع لكم سعادة الدارين …