كتبت: سحر الجمال
ها أنا ذا انقل اليكم تجربة ما تعرضت له عندما غضبت مني طبيعتي البشريه.
نحن السيدات مختصون بمهام جسديه لا يختص بها بني جنسنا من الرجال، فنحن الموكول إلينا الحمل والولادة والرضاعة، ولهذه المهام تختلف تكويناتنا الجسديه عن الرجال، فعند عمر معين يكون من علامات البلوغ الدورة الشهريه، تلك التي تعلن عن اكتمال جهازك التناسلي وبلوغك لسن يؤهلك بتقاسيم استعداده لمهامه التي لا يكلف بها غيرك انتي الانثى عن الرجل
في البدايه ونحن صغيرات نفرح بهذا التغير على اجسادنا، بل وتبلغ امهاتنا جيراننا بأكتمال البلوغ، ونحن ايضا نخبر بعضنا البعض في سريه بقدوم العادة الشهريه لنا…. ولكن سرعان ما نبدأ الضجر بما بلغناه من اختصاص بسبب بعض الألام التي قد تصل لمرحلة المبرحه عند غيرنا، ودون وجود علاج لها في احيان كثيره سوى بالمسكنات، او يصف الطبيب العلاج بالزواج، وطبعا تظل الآلام مصاحبه لنا إذا لم يتم الزواج.
ويظل الضجر ايضا من الأحتياطات والتدابير الأحترازيه التي نتخذها خلال موعد معين كل شهر، والتي يتأفف منها الكثير من الفتيات والسيدات، والتي تكون مصحوبة ايضا بتقلب في الحالة المزاجيه قبل ايام الطمث وأثنائه.
لا يقف الوضع عند هذا الحد، بل تجد الفتاة التي لم تتزوح في بعض الأحيان ، إصابتها ببعض الأورام التي تكون في غالبها حميده في جهازها التناسلي والذي يكون مصحوبا بآلام ونزيف في احيانا أخرى.
واحيانن اخرى تثور هرمونات الفتيات اللائي لم يتزوجن وتتسبب لهن تلك الثورة في مشاكل جسديه اخرى ولا يكون هناك علاج لهن سوى أن يقول لهن الطبيب العلاج هو الزواج.
وهنا نشعر نحن النساء بالعجز لتلك الغضبه الجسديه بسبب تلك الأعراض والثورة الهرمونيه…. ونتسائل ما ذنبنا، وماذا اقترفنا من إثم لنبتلى بذلك.
أما من تزوجت منا فيأتي لها مهام جسدية اخرى، حمل بأعراضه الشاقه، ثم الولادة بألامها وأوجاعها، ثم الرضاعة، وتمر بها الاعوام وهي تحمل طبيعتها الجسدية معها، وتمر بطفرات من التغيرات التي تسبب لها معاناة جديده متمثله في علامات انقطاع الدورة الشهريه، تلك العلامات التي تكون مصحوبه بأعراض غريبه جدا لا تجد المرأة لها أي تفسير، وعلى رأس تلك الأعراض المصحوبة بأنقطاع الطمث هي الهبات الساخنه، ووجع وآلام في جسدنا وعظامنا.
بل وهناك علامة غريبة سأروي لكم تجربتي معها.
مع الأعراض التي سبقت بذكرها، كنت استيقظ في المساء من نومي بشعور غريب مصحوب بقبضه نفسيه داخليه مكمنها قلبي، حاله من الحزن والكآبة توقظني كل ليلة، لأجلس وآخذ نفسا عميقا وأحاول أن اهدئ من نفسي واطمئنها بأن كل شئ على افضل حال، واحدث نفسي بأن كل أموري بخير ولا داعي لهذا الشعور بأن هناك فاجعة قادمه مصحوبة بتلك القبضه في صدري وذلك الشعور بالقلق والكآبه.
ذلك العرض الذي حاولت وصفه لكم، ولكنه اقوى من هذا الوصف، كان هو الأكثر إيلاما لي والأكثر أرقا لي… فلم تؤرقني آلام جسدي وعظامي، بل والهبات الساخنه مثل ذلك العرض النفسي الذي يوقظني ويؤرقني كل ليلة… ذلك العرض الذي بسببه قررت الذهاب للطبيب.
ذهبت للطبيب فقذف في وجهي وعلى سمعي، بأنها علامات سن اليأس، سمعت الكلمه ولم أناقشه وأخذت وصفة الدواء والعلاج وخرجت من عنده، فلن يجدي النقاش معه لذكوريته التي شعرت بها في كلماته، وأيضا لوقته الثمين فهناك مريض آخر بكشف آخر.
ولكن خرجت وقد اخذت القرار، قمت بشراء العلاج، وها أنا ذا بعد حوالي ستة اشهر أشعر بتحسن وخصوصا الألم الداخلي الذي كان يوقظني في الليل ومصحوبا بقبضة داخليه بين جنبات صدري… حيث حاولت استدعاء هذا العرض أمس في المساء، عندما تأرقت ولكن وجدت أنني بخير… عندها أخذت القرار بكتابة تلك الكلامات لك سيدتي
عزيزتي الفتاه وعزيزتي المرأة التي بلغت سن الجمال لبداية حياة جديده بملامح وأعراض جديده… لا تستسلمي لمقولة وتسمية هذا السن بأنه سن اليأس، بل هو بدايه جديده قد انهيتي فيها بعض المهام التي كانت موكلة إليك وتحمليها على اكتافك بحكم طبيعتك الجسديه.
ولكن سيدتي التي لم تصل لتلك المرحلة وفتاتي التي في مرحلة شبابها، ايضا موجه لها تلك التجربة الخاصه التي مررت بها.
فنصيحتي لكم
اهتمي بجسدك وجمالك ولا تهمليه ابدا، لانك بذلك تستعجلين علامات الزمن عليك، اهتمي بتغذية جسدك وبشرتك بكل ما تحتاجونه من فيتامينات تعانين منها نقصا في جسدك
لا تنتظري بلوغك ذلك العمر، والذي يكون حينها قد أهلكك الدهر، بسبب اولوياتك في التضحيه بكل احتياجاتك، من الراحة والوقفة وأخذ انفاسك والنظر إلى نفسك.
لأنك سيدتي عندما تفعلين ذلك تأخرين ظهور تلك الاعراض والعلامات… أهتمي سيدتي بتناول احتياجات جسدك في كل مرحلة عمريه تقتربين إليها لتكوني مستعده لأستقبالها… وإياكي سيدتي بالأستسلام لتلك الاعراض لانها قد تكون مدمرة جسديا ونفسيا
لقد علمت سيدتي بأن اجسادنا تحتاج للكثير من الفيتامينات والتي نهملها مع أننا يمكن أمداد أجسادنا بها عن طريق تناول بعض الخضروات والفواكه، وعند عدم اكتمالها بالغذاء نحتاج هنا إلى تناول المكملات الغذائيه في صورة أدويه…. علمت سيدتي أننا بحاجه إلى ثقافة الغذاء والدواء والأهتمام بجسدنا والحنو عليه… وننتظر حتى تصفعنا الطبيعة صفعتها، وحينها تكون آلامنا مبرحه
علمت سيدتي أن هناك فيتامين مهم جدا لنا نحن السيدات وهو المسؤل عن تلك القبضة التي كنت أشعر بها واعراض أخرى، وعندما قمت بعمل التحليل وجدت نقصا كبيرا يعاني منه جسدي… إنه فيتامين ( د)
ها أنا ذا اتماثل للشفاء بعد حوالي ستة أشهر من تناول الفيتامينات التي وصفها لي طبيبي… وأواجه الغضبه الطبيعية على جسدي… وأبدأ حياة جديده بأهتمامات جديده تصحبها ابتسامة ونضارة لكل من يقول لي سن اليأس.
استعدي سيدتي لتلك الغضبه وأنت متسلحه لها مسبقا، بأهتمامك بجسدك وحيويتك وبشرتك ولا تهملي نفسك، فلن يمد لك احدا يدا، بل سيصفعوكي بقذيفة سن اليأس في وجهك دون رحمة أو شفقة بك أو تذكر وتعدد مهامك وتضحياتك التي نسيتي معها اهتمامك واستعدادك لتلك المرحلة.