القمة العربية الصينيةبقلم / محمد فرج الله الشريفعندما يعود التاريخ إلى مساره الصحيح وعندما تطوي الجغرافيا المسافات لتجمع حضارات العالم القديم أصحاب الجذور التاريخية الأصيلة بعيدا عن الحضارات الغربية الزائفة المدعية ، حضارة الماديات والشهوانيات حضارة خانت الإنسان ومن قبله خانت الأديان ، حضارة بلا جذور ، لا مكان فيها للأخلاق ، ولا صوت فيها يعلو فوق صوت المصلحة ولو على حساب القيمة والحق والمبدأ .إن اللقاء العربي الصيني اليوم هو بمثابة صحوة ويقظة عربية ، يضع العرب أيديهم على مكامن قوتهم ويضعون أمنهم القومي فوق كل اعتبار ويعلنون الخروج من العباءة الأمريكية الغربية أو قل إن شئت كسرا للقيود التي كبلنا بها الغرب لعقود لم ير الغرب فيها لنا ميزة ، ولم يعرف لنا حقا .آن الأوان لاغتنام الظرف التاريخي واستثمار لحظات التحول والتغير السياسي والاقتصادي التي يمر به العالم لنوجد لأنفسنا موقعا في العالم الجديد يتناسب مع قدراتنا العظيمة وإمكاناتنا الهائلة ويلبي تطلعات الشعوب العربية المتعطشة للحرية والاستقرار والأمن والرخاء ، بإعادة بناء تحالفات جديدة نتبادل فيها المنفعة تحالفات قائمة على الاحترام المتبادل ، وإعادة رسم خريطة الأمن القومي العربي ووضع خطوط حمراء حولها تضمن الحقوق وتحمي الشعوب .