إعداد /مجدي الشهيبي
في وقتٍ تتسابق فيه الأحزاب السياسية على حجز مقاعدها في البرلمان المقبل يبدو أن السباق في ديرمواس يسير في الاتجاه المعاكس.
فبين تخبط الأحزاب في اختيار المرشحين وغليان الشارع من تردي الأوضاع الخدمية يعيش المواطن حالة من الإحباط والانتظار وسط تساؤلات لا تجد إجابة من سيحمل هموم الناس إلى قبة البرلمان؟
▪️صراعات حزبية.. ومرشحون على الورق فقط
مصادر داخل عدد من الأحزاب كشفت أن الخلافات الداخلية حول اختيار المرشحين وصلت إلى طريق مسدود في بعض الأحيان مع انسحاب أسماء وظهور أخرى في اللحظات الأخيرة ما جعل الشارع في ديرمواس يعيش على وقع التكهنات والشائعات حول من سيمثلهم في البرلمان القادم.
“المشهد أصبح عبثيًا… الأحزاب تتصارع على الأسماء بدل أن تقدم برامج حقيقية تحل مشاكل الناس.
وبينما تحاول بعض القيادات الحزبية احتواء الغضب يرى مراقبون أن ضعف التواصل بين الأحزاب وقواعدها الشعبية جعل المواطنين يشعرون بأنهم “خارج اللعبة” وأن عملية اختيار المرشحين تتم خلف الأبواب المغلقة ووفق مصالح شخصية أو حسابات قبلية.
في جولات ميدانية داخل مركز ديرمواس رُصدت أصوات غاضبة من حالة الغموض التي تسيطر على المشهد.
يقول أحد الأهالي
“كل يوم نسمع أسماء جديدة… ولا أحد يسألنا عن مشاكلنا بعض الأحزاب تتحدث عن الديمقراطية لكنها لا تعرف حتى ما يحتاجه المواطن.
بينما يؤكد آخر
“لم نعد نثق في أحد، الوعود كثيرة منذ سنوات لكن على الأرض لا نرى أي تغيير.”
🔹 ديرمواس.. مركز منسي وسط وعود مؤجلة
رغم مرور سنوات على وعود متكررة بتحسين الخدمات لا يزال أهالي ديرمواس يعانون من نقص حاد في مياه الشرب ببعض القرى، وانقطاع الكهرباء بشكل متكرر في كثيرا من الاحيان بالإضافة إلى تهالك الطرق التي تربط القرى ببعضها مما يزيد من صعوبة التنقل والعمل.
كما يشكو المواطنون من ضعف المنظومة الصحية حيث يضطر الكثيرون للسفر إلى مراكز أخرى للعلاج في ظل نقص الأطباء والأجهزة داخل المستشفيات الوحدات الصحيه
وتقول إحدى السيدات من قرى المركز
“حتى الوحدة الصحية لا تعمل بشكل منتظم ننتظر الطبيب بالساعات ولا نجد دواءً حين نحتاجه.
🔹 ضبابية الموقف.. ومخاوف من عزوف الناخبين
يرى محللون أن تأخر الأحزاب في حسم قوائمها الانتخابية قد يؤدي إلى إرباك المشهد العام وربما تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات خاصة في المناطق الريفية التي فقدت الثقة في وعود السياسيين.
ويحذر آخرون من أن استمرار هذا التخبط دون ظهور وجوه جديدة تحمل رؤية واضحة وبرامج تنموية حقيقية قد يؤدي إلى فتور سياسي واسع النطاق يصعب تداركه قبل موعد الانتخابات.
🔹 المواطن بين مطرقة السياسة وسندان الخدمات
في ظل كل هذا الغليان يبقى المواطن في ديرمواس هو الضحية الحقيقية عالقًا بين تجاذبات الأحزاب ومشكلات الحياة اليومية.
فالسياسة لا تملأ خزان الماء ولا تُصلح طريقًا متهالكًا ولا توفر فرصة عملٍ لشاب ينتظر دوره في طوابير البطالة.
يتوقع خبراء الشأن السياسي أن تشهد الفترة القادمة إعادة ترتيب للأوراق داخل بعض الأحزاب في محاولة لاستعادة ثقة الشارع قبل بدء الدعاية الانتخابية الرسمية.
لكن إذا استمر التخبط والضبابية الحالية فإن المشهد في ديرمواس قد يتحول إلى إنذار مبكر يعكس حالة عامة من الرفض الشعبي واللامبالاة السياسية تمتد إلى مراكز أخرى.
ويرى محللون أن المخرج الوحيد يكمن في أن تُعيد الأحزاب النظر في طريقة تعاملها مع المواطنين وأن تضع البرامج الواقعية والخدمات الأساسية في مقدمة أولوياتها قبل أن يفقد الشارع الأمل في أي تغيير قادم.
![]()

