كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي… الرصاصة التي أصابت الحقيقة

كتب…مجدي الشهيبي

في لحظة شديدة التعقيد من تاريخ المنطقة وبين تصاعد الاتهامات والضغوط السياسية، خرج الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بكلمة حاسمة كلمة غير عادية في توقيت حساس
وُصفت بأنها “رصاصة الحقيقة” التي أعادت الأمور إلى نصابها
كانت كلماته موجَّهة إلى من يحاولون تشويه دور مصر أو اتهامها بالانحياز في ملف القضية الفلسطينية فجاء الردّ واضحًا وصارمًا
“مصر منحازة فقط إلى حقوق الشعب الفلسطيني لا إلى طرفٍ ولا إلى فصيلٍ بعينه

بهذه العبارة المقتضبة أنهى الرئيس السيسي حالة الجدل التي حاول البعض إشعالها حول الموقف المصري من المفاوضات الجارية وأعاد التأكيد على ثوابت الدولة المصرية في التعاطي مع القضية الفلسطينية وهي ثوابت لم تتبدّل منذ عقود.
مصر… وسيط نزيه لا يساوم على الحق
منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في غزة تحركت القاهرة على جميع المستويات السياسية والميدانية والاستخباراتية في محاولة لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
لكن في الوقت الذي كانت فيه مصر تفتح قنوات الاتصال مع جميع الأطراف ظهرت اتهامات إسرائيلية تحاول تصوير القاهرة وكأنها منحازة لطرف ضد آخر.

الرئيس السيسي بكلمته اليوم وضع النقاط فوق الحروف.
فمصر ليست وسيطًا محايدًا باردًا بل وسيطٌ نزيه منحاز للحق الإنساني والقانوني للشعب الفلسطيني وهو ما يُميز موقفها عن مواقف كثير من القوى الإقليمية والدولية التي تتاجر بالشعارات.
إن من يعرف تاريخ مصر يدرك أن القاهرة دفعت في حروب وصراعات كثيرة ثمن دفاعها عن فلسطين والعروبة.
ولا يمكن لدولة قدّمت آلاف الشهداء في سبيل هذه القضية أن تكون منحازة إلا للعدالة والسلام الحقيقي.

الرسالة إلى إسرائيل لا سلام دون دولة فلسطينية

كلمة الرئيس لم تكن موجهة فقط إلى الداخل المصري أو الرأي العام العربي بل كانت رسالة مباشرة إلى إسرائيل.
فعندما قال الرئيس بوضوح
“لا سلام في المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة”
كان يُذكّر الجميع وخاصة تل أبيب بأن أي محاولة للالتفاف على هذه الحقيقة مصيرها الفشل.

مصر لا ترفض السلام بل هي أول من صنع السلام الحقيقي بعد حرب أكتوبر المجيدة.
لكنها تعلم من خبرتها الطويلة أن السلام لا يقوم على القوة وحدها ولا على الصفقات المؤقتة بل على العدالة والاعتراف بحقوق الشعوب.

لذلك حين طالبت القاهرة بتوضيحات وضمانات من أجل إنجاح المفاوضات لم تكن تُعرقل الصفقة بل كانت تحميها من الانهيار.
أما من يحاول اليوم تحميل مصر مسؤولية فشل المباحثات فهو ببساطة يحاول تغطية إخفاقاته السياسية والعسكرية.

بين السياسة والأخلاق… مصر لا تتراجع

من السهل أن ترفع شعارات السلام لكن الأصعب أن تحافظ على مصداقيتك وأنت تمسك بزمام الوساطة بين أطراف متناحرة.
مصر، بخبرتها الطويلة تعرف أن الوساطة ليست مجرد دور سياسي بل مسؤولية أخلاقية.

ولهذا لم تساوم القاهرة يومًا على مبادئها حتى عندما كانت الضغوط الاقتصادية والسياسية في أوجها.
وفي الوقت الذي تتبادل فيه القوى الكبرى الاتهامات والمصالح، كانت مصر دائمًا هي الطرف الذي يحفظ توازن المنطقة.

الرئيس السيسي في كلمته الأخيرة لم يوجه فقط رسالة إلى إسرائيل بل أيضًا إلى العالم:

“من يريد السلام الحقيقي. فليكن صادق النية واضح الهدف لا يبحث عن مكاسب وقتية.

هذه الكلمات لم تكن دبلوماسية فقط لل كانت تحذيرًا مبطنًا لكل من يحاول اللعب بالنار في منطقة أنهكتها الحروب.
من المفارقات أن تأتي هذه الكلمة في ذكرى انتصار أكتوبر اليوم الذي غيّر وجه الشرق الأوسط.
اليوم الذي عبرت فيه مصر قناة السويس وحطّمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
وربما لهذا السبب كانت كلمات الرئيس السيسي مؤلمة للبعض في إسرائيل لأنها جاءت في اليوم الذي يذكّرهم بأن مصر لا تُخدع ولا تُكسر وأنها حين تتحدث عن السلام تفعل ذلك من موقع القوة لا الضعف
لقد أثبت التاريخ أن مصر تعرف متى تُمسك بالبندقية ومتى تفتح يدها للسلام ومتى ترفع صوتها لتصحيح المسار.
وهذا ما فعله الرئيس اليوم تصحيح للمسار السياسي في لحظة كان فيها الصمت تواطؤًا.

القاهرة لا تنحاز لأحد سوى الحق الإنساني وكرامة الشعوب.
ومن يحاول تشويه هذا الدور ينسى أن مصر هي التي احتضنت كل جولات التفاوض وسعت دائمًا لتقريب وجهات النظر وتحملت تبعات مواقفها بشرف.

في عالمٍ مليء بالمصالح المتضاربة تبقى مصر الدولة التي لا تغيّر مواقفها تبعًا للرياح.
موقفها من فلسطين اليوم هو نفسه موقفها منذ أكثر من سبعين عامًا
حلّ الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والأمن والاستقلال.
كلمة الرئيس السيسي اليوم لم تكن مجرد تصريح سياسي بل كانت رصاصة في صدر الأكاذيب وردًّا على كل من حاول المزايدة على الدور المصري.
فمصر لا تبحث عن أضواء ولا عن مجدٍ إعلامي بل عن استقرارٍ دائم وسلامٍ حقيقي.

ومَن يقرأ التاريخ يعرف جيدًا أن القاهرة لا تنحني ولا تخشى المواجهة، ولا تساوم على مبادئها.
إنها مصر… التي تعرف متى تصمت ومتى تتكلم ومتى تطلق رصاص الحقيقة في وجه الزيف

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →

بيانات حكومية

2 Minutes
أخبار محليه اخبار مصر المرأه والجمال بيانات حكومية توك شو ثقافه ثقافه وفن رجال ونساء فن
لجنة الثقافة والفنون بالمجلس القومي للمرأة تنظم ندوة”رسائل نساء أكتوبر” بقلم ليلى حسين
6 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر اخر الاخبار بيانات حكومية
تعرف بالتفصيل على الـ28 فرصة استثمارية واعدة المحددة من وزارة الصناعة بهدف تعميق التصنيع المحلي وتلبية احتياجات السوق بقلم ليلي حسين
1 Minute
أخبار المحافظات أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
وزيرا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم والتعليم الفنى يشهدان توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة ” إتش بى – مصر” بشأن تنفيذ البرنامج العالمى الخاص بأكاديمية إتش بى للابتكار والتعليم الرقمى HP IDEA فى مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية بجميع محافظات الجمهوريةبقلم ليلى حسين
0 Minutes
أخبار محليه أقتصاد اخبار مصر بيانات حكومية
بمناسبة اليوم العالمي للبريد‏36.8 % زيادة في قيمة المبالغ المودعة في صندوق توفير البريد عام 2024 / 2025 بقلم ليلى حسين ‏