كتبت: سحر عبد الفتاح
نظم مركز طلعت حرب الثقافي بمنطقة السيدة نفيسة التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية ندوة حول السد العالي، وأهميته التاريخية بحضور المهندس/ رشدي عطية نائب رئيس جمعية بناة السد العالي، والمهندس/ سمير شكري المهندس بقسم السدود بالسد العالي، وشريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية. أدارها الكاتب الصحفي والمؤرخ / محمد الشافعي حيث أكد أن السد العالي هو المشروع القومي النموذج على مستوى العالم، بالإضافة إلى أنه المشروع الهندسي الأول في القرن العشرين فقد كانت فوائده عملاقة على كافة المستويات سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وثقافياً، كما أنه المشروع النموذج في كيفية فرض الإرادة الوطنية في مواجهة أصعب التحديات. والأهم أن السد العالي هو المشروع القومي الذي يخدم الغالبية العظمى من المصريين إن لم يكن كلهم حيث مازالت ثماره وعطاءاته موجودة ومتجددة.
وتحدث المهندس / رشدي عطية عن تأثير السد العالي على جيل هذه المرحلة، حيث أصبح شعار المرحلة، وتعبيرا عن الارادة المصرية وجيل من الشباب أقبل على التضحية بقرار السفر الى صحراء أسوان لصنع ملحمة وطنية في ظل التحديات الخارجية. وأشاد رشدي بدور القيادة المصرية التي دعمت الشباب، وتحدث عن أول لقاء له بالزعيم / جمال عبد الناصر. وتذكر رشدي عطية لحظة مغادرة أسوان التي جاءت بالدموع بعد ان اصبحت ملحمة السد جزءا لا يتجزأ من حياة هذا الجيل.
كما تحدث المهندس / سمير شكري عن مهمته في اغلاق مجرى النهر بالصخور اثناء عملية تغيير مجرى نهر النيل. حيث أكد شكري انها كانت لحظة تاريخية للعمال المصريين الذين قفزوا في النيل لوداعه بعد القرار المصري بتغيير مجرى النهر، وان النيل لن يمر من هنا مرة أخرى، فكان الوداع الدرامي، حيث ألقى الزعيم عبد الناصر بصندوق صغير من الحديد به مستندات ومعلومات أرشيفية عن السد العالي، وألقى الرئيس السوفيتي خورشوف صندوق مثله يحتوى على تفاصيل تاريخية عن مراحل البناء، وكان القرار بالقاء هذا الكنز الارشيفي في عمق النيل على أمل أن تعثر عليه الاجيال القادمة للتعرف على هذه الملحمة.
وأكد شريف جاد أن اي احتفال بالسد العالي يظل قرارا شعبيا يعبر عن تمسك المصريين بتاريخهم الحقيقي، وأن الوعي بالاهمية التاريخية للسد تورث من جيل الى جيل. وأشاد جاد بالاصدقاء الروس الذين تعاونوا بإخلاص، ولم يبخلوا بالجهد والامكانيات لنجاح المشروع، مؤكدا أن روح السد كانت وراء هذا الانجاز التاريخي.