شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، حفل انطلاق المؤتمر الثالث لرؤساء الجامعات في اتحاد الجامعات العربية والروسية، الذي أقيم صباح الأربعاء، على مسرح الرازي بجامعة الشارقة.
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، أن استضافة وإقامة المؤتمرات والندوات التي تجمع نخبة من رؤساء الجامعات والخبراء والأكاديميين، تهدف لتعزيز أفق التعاون العلمي والبحث الأكاديمي بين الجامعات العريقة في المنطقة والمعروفة بمكانتها المرموقة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها خلال حفل انطلاق المؤتمر الثالث لرؤساء الجامعات في اتحاد الجامعات العربية والروسية، الذي أقيم صباح اليوم الأربعاء، على مسرح الرازي بجامعة الشارقة، والذي استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وآيات من القرآن الكريم، ورحب سموه في مستهل كلمته بالحضور، واصفاً التطور الذي شهده التعليم العالي على مستوى إنشاء الجامعات وابتعاث الطلبة قائلاً: “قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة كان طالب العلم يتكبد مشقات السفر لطلب العلم في العديد من الدول المجاورة أو الدول البعيدة، وعند تأسيس الدولة وإدراك القادة أهمية التعليم العالي، تم إنشاء أول جامعة، وهي جامعة الإمارات العربية المتحدة، ليتعلم ويستفيد منها العديد من طلبة الدولة، بالإضافة إلى ابتعاث عدد من الطلبة للخارج بسبب قلة التخصصات المتوفرة في الدولة”.
وأضاف سموه: “مع مرور الأيام سريعاً، ها نحن اليوم نقف في جامعة الشارقة لنفتخر بالقول أن جامعتنا تضم طلبة من أكثر من 100 دولة حول العالم، وبالرغم من ذلك لازلنا نبتعث طلابنا للخارج، لأننا نعلم أهمية التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول والجامعات من خلال البعثات والمؤتمرات المقامة حول العالم ومثل جمعنا اليوم الذي تستضيفه جامعة الشارقة، التي أسسها صاحب السمو حاكم الشارقة، ورسم ملامح مكانتها العلمية الرفيعة، لتتصدر ترتيب الجامعات في المنطقة، فهي الأولى على مستوى الدولة في البحث العلمي وحصلت على تصنيف أفضل (251 – 300) جامعة على مستوى العالم بحسب تصنيف مؤسسة التايمز للتعليم العالي”.
وفي ختام كلمة سموه، قال: “نتطلع بأن نحقق سوياً أهداف لقاءنا في النسخة الثالثة من هذا المؤتمر، لنتحاور ونتعاون ونطور الشراكات في مجال البحوث العلمية والبرامج الأكاديمية من خلال توقيع عدة اتفاقيات تعاون، وأتمنى من جميع المشاركين قضاء وقت ممتع ومفيد من خلال الجلسات العلمية والحوارية وزياراتكم المتنوعة في مدينة الشارقة، كما أشكر جميع من أسهم في بناء هذا اللقاء العالمي ومن عمل على تنميته وتطويره”.
وفي كلمة له خلال الافتتاح، قال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم: “يسعدني ويشرفني أن أتواجد معكم اليوم في هذا المؤتمر الذي يعكس توجه الدولة في فتح أوجه التعاون مع جميع دول العالم، والتعليم هو أساس التعاون لأنه يبني العقول وأيضاً يوطد الثقافات ما بين الدول، ونحن في وزارة التربية والتعليم نشجع جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي للتعاون الدولي فهنالك مؤشر نضعه على الجامعات الحكومية والخاصة حول التعاون الدولي ونفتح المجال لهم للنظر في آلية هذا التعاون الذي قد يكون تبادل طلابي أو تعليمي أو بحث علمي مشترك وحتى على مستوى البرامج”.
وأشار الفلاسي إلى أن جامعة الشارقة المستضيفة لهذا المؤتمر هي أكثر جامعة لديها بحوث مع الجامعات الروسية تليها جامعة الإمارات وجامعة خليفة، وتعد جامعة الشارقة من أكثر الجامعات تعاوناً في البحث العلمي مع الدول العربية وتعكس نظرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في التعاون مع الدول المجاورة والعالم، لافتاً إلى أن مستوى التعاون الدولي للجامعات الأخرى الحكومية والخاصة في الدولة ليس بالمستوى الذي تطمح إليه الدولة ولكن بوجود هذه الجامعات العريقة التي بادرت وتميزت وبمثل هذا المؤتمر ستسهل عملية التعاون الدولي نظراً لوجود 200 جامعة ثلثيها عربية وثلث روسية والغاية منه هو فتح أوجه التعاون بين الجامعات.
وأوضح وزير التربية والتعليم، أن الابتعاث أداة جداً مهمة حيث تبتعث الدولة حوالي 1200 طالب لمختلف دول العالم منهم طلبة في الاتحاد الروسي ومن شرق العالم إلى غربه والهدف في الابتعاث لا يقتصر فقط على التحصيل العلمي فهنالك جامعات قوية في الدولة ولكن البحث عن التخصصات الموجودة خارج الدولة وأيضاً لانسجام الطلبة مع هذه المجتمعات والعودة بالعلم والمعرفة والمهارة والثقافات مما يعزز من مكانة الدولة.
وأضاف الفلاسي: “تم الإعلان منذ فترة وجيزة عن مهمة جديدة لاستكشاف الفضاء، وهنا أنوه إلى أن الاتحاد الروسي كان من أوائل الشركاء لدولة الإمارات حيث تدرب رواد الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي في الاتحاد الروسي ليكونا أول رائدين فضاء وهذا لم يكن ليحدث لولا التعاون الشديد مع الاتحاد الروسي”.
وحيّا الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية في بداية كلمته المشاركين في المؤتمر من رؤساء مختلف الجامعات العربية والروسية، مشيداً بروح التعاون ومدى الالتزام المشترك بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي وتعزيز الابتكار والتنمية، وقال: “شهدت العلاقات العربية الروسية في مجال التعليم العالي على مدى عقود من الزمن تبادلاً ثقافياً وعلمياً مستمراً، حيث يدرس الآن أكثر من 50 ألف طالب عربي في الجامعات الروسية، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الخريجين من الجامعات الروسية بمختلف التخصصات العلمية والإنسانية، مما يعكس أهمية زيادة الجهود لإحداث التطور المطلوب في مجالات البحث والنشر العلمي المشترك والزيارات العلمية المتبادلة وتبادل الخبرات والموارد”.
وأشار الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية إلى ضرورة زيادة حجم التعاون بين أعضاء اتحاد الجامعات العربية والروسية في المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والتنسيق المشترك لتعميق أواصر التعاون وإتاحة المجال لإقامة برامج تعليمية وتدريبية تطبيقية مشتركة، إلى جانب خلق بيئة علمية صالحة، لبناء المستقبل والإنسان.
واختتم الدكتور عمرو عزت كلمته مشيراً إلى أهمية تعزيز الجهود المشتركة بين مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي في مختلف المجالات البحثية والبرامج المختلفة، قائلاً: “إن اتحاد الجامعات العربية الذي يضم في عضويته قرابة 450 جامعة عربية، يمثل أحد أهم مؤسسات العمل العربي المشترك، يسعى للنهوض بالتعليم العالي في الوطن العربي وخاصةً في مجال البحث والنشر العلمي والتحول إلى الرقمية وبناء القدرات وضمان الجودة ووضع حلول عملية لكثير من هذه التحديات من خلال مشاريعه وبرامجه العلمية والبحثية”.
وألقى الدكتور فيكتور انتونوفتش ساندوفنشي، رئيس جامعة موسكو الحكومية في لومونوسوف بالاتحاد الروسي، كلمةً ثمّن فيها الجهود الكبيرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الاهتمام بالعلم ودعم مؤسساته، وتأسيس الجامعات المتنوعة في الإمارة.
وتناول الدكتور فيكتور انتونوفتش في كلمته التعاون المستمر والمتطور بين الجامعات العربية والروسية في مختلف المجالات الأكاديمية والعلمية بما يعود بالفوائد المرجوة من هذا التفاعل المستمر في مجالات العلوم المتنوعة، وفي مجال تطوير البحوث الأساسية والتطبيقية من أجل زيادة القدرة التنافسية لروسيا والدول العربية، وتعزيز إمكاناتها العلمية والتقنية، مشيراً إلى الاهتمام الكبير بمخرجات المؤتمر وما يخرج به من أفكار تسهم في استفادة مختلف المشاركين في اتحاد الجامعات العربية والروسية.
وقال رئيس جامعة موسكو الحكومية: “يصادف هذا العام مرور 6 سنوات على إنشاء اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، حيث أصبح الاتحاد أداة فعالة لتطوير العمل المشترك وتعزيز الشراكة العلمية والتعليمية للجامعات الروسية والعربية الرائدة، ومتابعة توسيع نطاق هذا الجهود الثنائية البنّاءة في جميع الحقول الرئيسة التي تهم الجامعات والمؤسسات العلمية، إلى جانب جوانبه الدبلوماسية والتعليمية”.
وقدم الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، في كلمته، الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على تشريف سموه حفل الافتتاح ورعايته واهتمام سموه الكبير بتعاون الجامعة مع كافة الجامعات العربية والعالمية.
ورحب مدير جامعة الشارقة بالحضور الكبير في هذا الحدث العلمي العالمي والذي يعقد لأول مرة في الدولة، على مستوى رؤساء أعرق 200 جامعة من دول الوطن العربي ودولة روسيا الاتحادية لبحث أطر التعاون ووضع الاستراتيجيات التي تشمل البحث العلمي المشترك في شتى المجالات والتبادل الطلابي والشبابي وطرح البرامج الاكاديمية المشتركة، مؤكداً أهمية المؤتمر الذي يتماشى مع خطة جامعة الشارقة الاستراتيجية الخمسية في التركيز على التعاون مع المؤسسات التعليمية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، والذي يعد من أهم الركائز التي مكنت الجامعة من تحقيق تقدمها الملموس في مدة زمنية وجيزة نسبياً، استطاعت خلال أقل من 25 عاماً منذ تأسيسها في الوصول إلى 125 برنامجاً أكاديمياً معتمداً محلياً ودولياً لمختلف الدرجات العلمية.
وتخلل الحفل عرض مادة مصورة تناولت أهمية المؤتمر وأبرز أهدافه، حيث تستضيف جامعة الشارقة فعاليات المؤتمر الثالث لرؤساء الجامعات باتحاد الجامعات العربية الروسية بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية، بمشاركة كبيرة لرؤساء أكثر من 60 جامعة من كبرى الجامعات الروسية، ورؤساء 7 جامعات من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكثر من 150 من رؤساء وممثلين عن الجامعات العربية تنتمي إلى 21 دولة عربية.
وتركز جلسات المؤتمر، الذي يعقد بشكل دوري كأحد الأنشطة المهمة التي تنظمها الأمانة العامة لاتحاد الجامعات في الدول العربية واتحاد الجامعات الروسية، على مناقشة رفع مستوى التعليم والتعلم والبحث العلمي من خلال الشراكة مع أعرق الجامعات العربية والعالمية، بالإضافة إلى وضع استراتيجيات وأطر التبادل بين الجامعات في شتى المجالات كالتبادل الطلابي والشراكات في البرامج التعليمية ومشاريع البحث العلمي، ليتم العمل على مد جسور التعاون بين الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية والجامعات في جمهورية روسيا الاتحادية.
وتشمل محاور المؤتمر: رسم استراتيجيات تبادل التجارب والخبرات والتبادل الطلابي بين الجامعات العربية والروسية في مجالات التدريب والأنشطة اللاصفية والبرامج الرياضية، ومناقشة البحوث العلمية المشتركة بين الجامعات المشاركة، ورسم آفاق التعاون في مجالات البحث العلمي والبرامج الأكاديمية المشتركة، إلى جانب الاعتماد الأكاديمي والتصنيفات الأكاديمية العربية والروسية والدولية، والعمل على مواكبة التحول الرقمي في التعليم العالي في ظل التطورات التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المفتوحة.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة في نهاية الحفل بتكريم المتحدثين والشركاء والرعاة والداعمين، كما تسلم سموه عدداً من الهدايا والدروع التذكارية.
حضر الحفل بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من: الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي مدير مكتب الشارقة الرقمية، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم الإماراتي، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الجهات الحكومية ورؤساء الجامعات والمعاهد العربية والروسية وجمع من الأكاديميين والطلبة.
Sohairalghanam@gmail.com
00971502654071