-عندما يجتمع الطب مع الفن والديبلوماسية
كيف يكون الوصال؟
ديبلوماسي
طبيب اسنان
ومؤلف موسيقي
واكب الفترة الذهبية للأغنية والموسيقى العربية بشكل عام وعاصر جميع الملحنين في لبنان والعالم العربي …
إنه السفير الدكتور
بسام جمال الدين .
حاورته هيام عبيد .
- بالكويت الجذور .والدراسة…نقطة البداية؟
- انا السفير الدكتور بسام جمال الدين، ديبلوماسي طبيب اسنان ومؤلف موسيقي لبناني الجنسية من مواليد دولة الكويت، انهيت دراستي الثانوية في الكويت بداية الثمانينات وسافرت إلى مدينة بلغراد عاصمة يوغوسلافيا السابقة، حيث التحقت بكلية طب الاسنان ومن ثم تخصصت بالجراحة الترميمية للفكين والوجه.
- اختصاص في جراحة الفكين والوجه، حدثنا بالتفصيل عن هذه الأمور التي تهم جميع
الناس وهل هي جراحة تنظير ؟
اورام الفك والخراجات
زراعة الاسنان..
كسر فك سفلي
فوائد جراحة الوجه والفكين
جراحة التشوة الخلقي..
الجراحة الناتجة عن الاصابات والحوادث..
ترقيع عظم الفك.
جراحة الوجه التجميلية..
جراحة الفك السفلي ..
الفك العلوي؟ - جراحة ترميم الفكين والوجه Maxillofacial هي جراحة معقدة الإجراء نوعا ما، نلجأ اليها لترميم التشوهات الناجمة عن اصابات بحوادث اصطدام السيارات او الحوادث التي تؤدي إلى كسور متعددة بالفكين الاسفل او الأعلى كما اننا نجري هذا النوع من الجراحة البلاستيكية الترميمية في حالات بتر الاذن كلياً او جزئيا و عندما تفشل جراحة التجميل العادية من القيام بذلك، فمثلا في حالات الاورام السرطانية التي تمتد من سقف الحلق إلى الانف وربما الى تجويف العين عندئذٍ يكون لدينا المؤشر الاكيد بوجوب استخدام التعويضات السيليكونية البلاستيكية لتعوض المساحات المفقودة بعد الاستئصال الجراحي لتلك الاورام.
اما في حالات الكسور fracture فأصبح من السهل اليوم تجبير وتثبيت الفكين بإستخدام عدة تقنيات معروفة كما يمكننا تعديل وضعية الفك العلوي وتعديل وضعية الفك السفلي وحل المشكلة الناجمة عن التفاوت في حجم الفكين، فإذا كان الفك العلوي متراجع إلى الخلف retrogeny او الفك السفلي متقدم إلى الامام progeny يمكننا بواسطة تقنيات معينة ان نطيل مسافته او ان نقصره الى الامام او الخلف حتى نحقق الانطباق المطلوب للفكين dental occlusion بالمقاييس العلمية الصحيحة. كما من الممكن ان نزيد عرض الفك العلوي او السفلي بواسطة تقنيات متطورة تعيد للوجه والفكين الشكل الطبيعي المطلوب. normal physiognomy..
اما بالنسبة لترقيع عظم الفك فهناك اكثر من طريقة لذلك، يمكننا اخذ العظم المطلوب osteotransplantation من الضلع الاخير في القفص الصدري و نرمم به مكان العظم المفقود في الفكين او قد نلجأ إلى كمية من العظم من الورك كما بالامكان اللجوء الى شرائح او قطع من مادة التيتانيوم تُصَنَّع حسب المقاسات والمواصفات المطلوبة لاتمام العملية الترميمية.
اما بما يختص بزراعة الاسنان dental implants واورام الفم والخراجات cysts فهي تدخل ضمن نطاق oral surgery اي جراحة الفم وهذا نوع اخر من الاختصاصات في طب الاسنان.
- من الطب إلى الفن البعض يقول طب الاسنان لا يتوافق مع الفن والعكس، فالخبرة لاهلها ؟
- هناك من يقول بأن طب الاسنان او جراحة التجميل لاتتوافق مع الفن وهذا خطأ لسبب بسيط ان الجراحة التجميلية هي فن وابداع قائم بحد ذاته، فكوني طبيب تجميل فذلك لأنني احببت الطب وتعلمته، اما الموسيقى فهي العالم السحري الذي يحيط بي والذي نشأت فيه.
- عالم التلحين
وإتقان العزف .
عود .بيانو .والانتساب إلى نقابة المحترفين؟ - انا واكبت الفترة الذهبية للأغنية والموسيقى العربية بشكل عام على مدى خمسين عاماً، وعاصرت كبار الملحنين في لبنان والعالم العربي ونهلت من معينهم وتأثرت بموسيقاهم وتعلمت منهم كيف تصنع الاعمال الفنية الجليلة والخالدة، وكما قلت ان عالم الالحان هو عالم سحري يلفه الغموض فلا اعلم كيف ولا اين ولا متى يأتيني الخاطر الموسيقي فهو يأتي مثل شرارة صغيرة او فكرة غير واضحة المعالم وكأنها فيض إلهي هبط على عقلي واحساسي سرعان ما يتبلور ويصبح لحناً، كيف؟ لاادري حقيقةً، فأحياناً يأتيني الخاطر او الايحاء الموسيقي اثناء النوم فاستيقظ فوراً لأسجله دندنات بصوتي على هاتفي او ادونه على الورق.
لقد اغرمت بالموسيقى منذ نعومة اظافري وتعلمت عزف العود وعزف البيانو وعدة الات اخرى وكنت اشارك كل سنة في النشاطات والمسابقات الموسيقية التي كانت تقيمها المدرسة على مستوى مدارس دولة الكويت. ومع التقدم في المراحل العمرية بدأت اكتب مؤلفاتي الموسيقية واضع لها التوزيع الموسيقي الذي يتناسب معها، فالتلحين هو موهبة إلٰهية لا يمتلكها الا من يستحقها اما التوزيع الموسيقي فهو عِلمٌ يحتاج إلى الكثير من الخبرة والتمرس والمعرفة والالمام بأصول الموسيقى ومعرفة قدرة كل آلة موسيقية على التعبير عن روح اللحن بالشكل الأمثل. - الأعمال و المؤلفات الموسيقية إلى اين وصلت؟
- انطلق اول عمل موسيقي لي وهي مقطوعة “رحلة عمري” التي اذيعت في اذاعة كاليفورنيا وعدد من الاذاعات الاوربية والعربية فكانت اصدق تعبير وجداني موسيقي عن تجاربي الكثيرة جداً في معترك الحياة على مدى نصف قرن تقريباً، بكل ما تحمله تلك التجارب من ذكريات سعيدة وحزينة واحياناً انكسارات مؤلمة في الحياة ثم انتصارات، وتوالت اعمالي ومؤلفاتي تباعاً بعد ذلك، وهنا كان لا بد لي من اطار تنظيمي يُعرِّف عني وينشر اعمالي لذلك انتسبت إلى نقابة محترفي الموسيقى والغناء في لبنان بصفة ملحن وعازف عود.
- الجوائز والتكريمات واهمها؟
- لقد كرمني الجيش اللبناني بشخص رئيس الاركان آنذاك اللواء الركن حاتم ملّاك حين منحني ومنح الاستاذ عفيف شيا درع اركان الجيش اللبناني تكريماً وتقديراً لتلحيني نشيد العلم والذي غناه الاستاذ الكبير عفيف شيا. ونلت ايضاً عدة جوائز تقديرية من عدة دول تقديراً لموسيقاي. كما نلت تكريماً مؤخراً من منظمة IHM الدولية للسلام العالمي عبر سعادة السفيرة ابتسام العوام وذلك تقديراً للهدف الانساني لأعمالي. ولا يفوتني طبعاً ان اذكر رسائل التهنئة العديدة التي وصلتني من الامانة العامة للأمم المتحدة ومن سعادة الامين العام شخصياً في عدة مناسبات تقديراً واعترافاً بالجهود التي ابذلها في القضايا الدولية، وايضاً رسائل التهنئة التي وصلتني من العديد من رؤساء الجمهوريات ورؤساء الوزراء من كل اقطار العالم وهي بكل تأكيد شرف كبير لي وهي مصدر فخر واعتزاز.
- تعاملت مع الكثير من الشعراء في لبنان، من هم؟
- لقد تعاملت مع عدة شعراء في لبنان ومصر، من لبنان كانت لي تجربة واحدة وناجحة جداً مع عميد المسرح اللبناني المرحوم الاستاذ وليم حسواني حيث قدمت من شعره اغنية عسكر لبنان وللأسف اطلقت الأغنية بعد وفاته بفترة وجيزة قبل ان يسمعها بشكلها النهائي وغنتها الفنانة نيرمين جمال الدين نجار. كما كان لي الشرف الكبير ان الحن عدة اعمال من كتابة استاذي الكبير الدكتور علي منير حرب وتعاونت مع الشاعر الصديق صلاح ابو غنام الذي كتب لي العديد من الاغنيات الرائعة، والشاعر الصديق حسان الاشقر وغيرهم. اما من مصر فتعاونت مع الشاعر جمال عبد القادر محمد في عدة اعمال وطنية ورومانسية.
- المناصب ماذا عنها؟
- لقد تم تعيني في بادئ الامر سفيراً للثقافة العربية بسبب اعمالي الموسيقية ومن ثم عُينت سفيراً لدى المنظمة الدولية لسفراء السلام IPAO وبعدها نلت لقب سفير لحقوق الانسان لدى المنظمة الدولية لحقوق الانسان IHRO وبعدها قدمت اوراق ترشيحي لمنصب سفير في الامم المتحدة وتم قبول الترشيح وعينت سفيراً، واتت بعد ذلك الترقية الاخيرة مقرونة بعدة دورات تأهيلية وامتحانات لاثبات كفاءتي الديبلوماسية واللغوية التامة لأشغل منصب سفير مفوض اعلى للشؤون السياسية في الامم المتحدة Higher Commissioner Ambassador At the United Nations..
- بين عملك الديبلوماسي والطب والموسيقى، ود أما انفصال؟ -لا شك ان عملي الديبلوماسي قد ابعدني نوعاً ما عن عالم الموسيقى وعالم الطب ولكن لم ينقطع الود بيننا ابدا، فالمهام والالتزامات الديبلوماسية تتطلب جهداً استثنائياً وعملاً دؤوباً يأخذ حيزاً كبيراً من حياتي اليومية.
- قلمك يتجه دوما إلى كتابة المقالات على الفيسبوك ..وليس لكتابة الشعر .؟
- هذا صحيح تماماً وليس فقط على الفايسوك ولكن ايضاً على عدة مواقع اخبارية وفنية وسياسية، حيث تنشر اعمالي الفنية ونشاطاتي الديبلوماسية، والمؤتمرات الدولية التي اشارك بها. كنت في ما مضى اميل إلى كتابة الخواطر الفنية او الشعرية علماً انني لست شاعراً وهذا شرفٌ انا لا ادَّعيه ولكنني اتذوق الشعر بأنواعه وبالطبع انا ملم بأصول اللغة العربية وقواعدها فهي لغتي الأم وهى اجمل واغنى واصعب لغة في العالم، علماً انني اجيد عدة لغات اجنبية أخرى قراءة وكتابة وتحدثاً بصورة ممتازة.
- بين كل هذا اين تجد نفسك اكثر؟
- لازلت اعتبر نفسي هاوياً للموسيقى والفن والخط العربي الذي اتقن كتابته بجميع انواعه، واجد نفسي ايضاً في طب الاسنان وجراحة التجميل كما اجد نفسي في السلك الديبلوماسي لأني اشغل منصب سفير حالياً واحمل الكثير من اعباء هذا المنصب. لذلك يصح القول انني طبيب وموسيقي وديبلوماسي في آنٍ معاً.
- ختاما عندما تكتب المقال طبعا لابد من رؤية حدث ما
ماذا عن رؤيتك؟ - عندما اكتب مقالاً ما ان كان سياسياً او فنياً فإنني اتحرى وقبل كل شيء الدقة والموضوعية في المعلومات والحقائق التي اقدمها للقارئ الكريم فدائما اطرح رؤيتي المستقبلية للامور بكل صدق وعفوية وتجرد، فإذا كتبت في السياسة فكل كتاباتي جريئة وانتقادية واحياناً لاذعة وتصيب الهدف مباشرةً حيث تصل الفكرة او الرسالة للمتلقين من اهل السياسة بكل تهذيب ورقي ولكن بشكل صارم فأنا في مواقفي الوطنية لا اتزلف ولا احابي ولا اهادن، فلا اعارض من اجل المعارضة ولا اوالي من اجل الموالاة، لذلك دائما انطق بالحق واعطي كل ذي حقٍ حقه ولا اخشى لومة لائم. فمقالاتي قد تعجب البعض وقد لاتعجب البعض الآخر وتلك هي الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي.
اشكرك جزيلا ست هيام عبيد على استضافتك الكريمة لي، واثني على جهودك وعلى خبرتك في ميدان الصحافة، دمتي منبراً للثقافة وللكلمة الحرة والهادفة، مع تمنياتي لك بدوام التألق والتوفيق.
السهل الممتنع
والكفاءة والعمل الدؤوب الحلم يأتي وان كان على أعالي البروج .
تحياتي للسفير
والدكتور بسام جمال الدين
على حوارك الزاخر …
الى اللقاء مع ضيف جديد
مع تحيات
هيام عبيد…..