طول عمري بشوف دنيتي بيك بشوف عيونك وهى تشع بريق أنوارها حولي في يقظتي أراك دائما حولي تبعث النشاط والحيوية بروحي وقلبي وعيني ويصبح نهاري نهار سعيد كله فرح وبهجة وسرور بنورك تارة وبهواك تارة أخرى ليه عدت بشوفك ساعة فرح وساعة هموم .· بشوفك جوه أعين الناس بالحارات وبالشوارع وبالميادين جميل البهجة شامخ الطلة واثق الوقوف والثبات وتشع أنوارك لمن حولك لكى ترى كل ماهو يمشي مترجلا أو راكبا أو سيرا على أقدامه فوق أرضك التي تسعد بنورك وتمتص شجونك حتى تريح المارة والسيارة وتسعد الأطفال وتساعدهم على اللعب واللهو وكأنك تلعب وتلهو معهم بحب وحنان .· بشوفك حتى في نور نهاري الرباني عزيز وغالي وأنت ترافقه وكأنه الصاحب والخل والرفيق والصديق وكأنكما شهيدين على فرحتي بلقاءك العزيز الغالي والذي يلازمني منذ أن رأت عيناي دنياك وفتحت على أنوارك لتشع خيوط الأمان بحياتي عام بعد عام ولا ينقطع نورك عن عيني ودنياي· أراك في نومي خير رفيق بنورك الخفيف الظل الذي تشتاق إليه العين وتهدأ به الروح وتتغنى به الألحان التي تغذي القلب والعقل وتريح البدن في هدوء الليل الصاحب والرفيق لك في كل أوقاته وراحاته حتى تستقيم أنوار السماء وتتلاقى مع أنوارك بلطف وحب وحنان وأحضان ترسل شعاعها إلى أرضي وحجراتي وكأنها تلامس سماءها بنجومها وقمرها وملمسها وألوانها الرمادية اللون والشاحبة بظلال سمارها الجميل ولما لا وهي من صنع الخالق الذي أحسن خلقها وصورها فكانت صحبتها برفقة حبيبي هي الملاذ الآمن للحياة والأمن والسعادة .· وفجأة وأنا كنت أعيش هذه الفرحة والبهجة والسرور تقطعت بنورك الأسباب دون مقدمات ولا حتى بيانات واصبحت لا أراك بنهاري ولا أنعم بك حتى بليلي اصبح كل شيئ حولي ظلام بظلام بداخلي وخارجي .· ظلام بخارجي لا أرى نورك ولا حتى طيفك ولا حتى خيالك أراك قائم مكانك كالجماد لا تحرك خيوطك ولا تبث نورك وكأنك اصبحت في خصام دائم مع كل الناس وأرى ايديهم تشاور عليك بكل قسوة وألسنتهم تتلفظ عليك بالدعوات المهكة وقلوبهم تحمل لك السواد والغل والكره حتى بنهارهم .· أراك في الظلام الداخلي وأنت سحب منى قوتي وعافيتي وراحتي سحب مني العيش بنفس راضية مطمئنة وأرسلت لنا الخوف والقلق وعلى ماهو هو قادم من أحلامنا ونحن كنا رفقاء دربنا نمشي سويا بطرقاتنا ونحمي أرضنا ونتوجه لسمائنا بدعائنا ليستمر لطف ربنا بنا .· وبالأخير وبعد هذه السنوات التي كانت بهجة وسعادة وفرحة استكترتها الدنيا عليا واصبحنا غرباء ويميزنا الفراق ولا يرى كل منا الاخر كما كان بنوره وشعاعه الجميل صاحب اللمبات الذهبية والفضية .· أصبحنا بعد الوفاق والود والحب متخاصمين مفارق كل منا الأخر فلا تقل شئنا ولكن الحظ شاء لا يا حبيبي لا بأيدينا نحن ولا تقل لي سبب من الاسباب تعبت عيني وقلبي وتألمت رفقتي وناسي واسرتي وحارتي وشارعي والكل يحمل بداخله الألم والحزن علي ما وصلنا إليه ويقول حبيبي ليه فرحتنا بيك مابتكملش .· بالنهاية كنت أتحدث عن أعمدة وأنوار الكهرباء وليس لشئ أخر فلا تذهب نفسك وعينك بعيدا . تحياااتى للجميع