سميرة موسى ( قصة الغدر والخيانة )بقلم / محمد فرج الله الشريفولدت سميرة موسى عام 1917 م بإحدى قري محافظة الغربية ، ظهر نبوغها وحبها الشديد للعلم منذ صغرها ، انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة لكي تكمل تعليمها الثانوي ، ثم التحقت بكلية العلوم جامعة القاهرةوكانت الأولى في جميع سنوات الدراسة فتم تعيينها معيدة بالكلية وبعد حصولها على الماجستير سافرت إلى بريطانيا للحصول على الدكتوراه في مجال الذرة وحصلت عليها في وقت قياسي ( سنة وخمسة أشهر ) .وكانت سميرة موسى تظهر دائما غضبها بسبب استخدام الإنسان الذرة في الأسلحة والحروب وكانت تأمل أن تسخر ذلك العلم بما يعود بالنفع والفائدة على البشرية فكانت تقوم بأبحاث لاستخدام الذرة في علاج مرض السرطان .وبعد عودتها من بريطانيا سافرت في بعثة علمية إلى أمريكا لدراسة الذرة في جامعاتها ,وهناك لفتت أبحاث الدكتورة سميرة موسى في مجال الذرة انتباه الجميع حيث توصلت إلى معادلات تمكنها من صناعة قنبلة ذرية من مواد رخيصة ومتوفرةوهنا بدأت أنظار المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي تلتفت إلى سميرة موسى على أنها تشكل خطرا كبيرا لأنها امتلكت تكنولوجيا ومعلومات يعتبرونها حصرية لهم .فبدأت أجهزة المخابرات تفتش وراءها لتعرف حجم القدرات التي توصلت إليها والمعلومات التي تمتلكهاوهنا يظهر دور الممثلة ( راقية إبراهيم ) اليهودية الأصل واسمها الحقيقي ( راشيل إبراهام ليفي ) – أيوه محبوبة محمد عبد الوهاب في أفلامه -وكانت صديقة لسميرة موسى فدفعتها المخابرات لدخول شقتها وتصوير أبحاثها وكشف أسرارها فقامت بالمهمة على أكمل وجه .فما كان من المخابرات الأمريكية إلا أن عرضت على سميرة موسى أن تبقى في أمريكا وتعمل هناك وتحصل على الجنسية الأمريكية ولكنها رفضت وقالت لهم ” ينتظرني وطن غال يسمى مصر “وقبل عودتها بأيام كتبت رسالة لوالدها تقول فيها ” لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية الأمريكية وعندما أعود سأقدم لمصر خدمات جليلة في هذا الميدان “فكان قرار الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية بعدم عودتها واغتيالها هناك .ففي مثل هذا اليوم 5 أغسطس عام 1952 م – أي بعد قيام ثورة يوليو في مصر بأيام – وكان عمر سميرة موسى حينها ( 35 ) عاما فقطجاء إليها شخص وادعى أنه السائق الذي أرسلته الجامعة ليوصلها إلى المفاعل الذري الذي كان مقرر أنها ستزوره في ذلك اليوم , وفي الطريق فاجأتهم سيارة نقل كبيرة واصطدمت بسيارتها فوقعت من قمة جبل ،أما عن السائق المزيف فقد قفز من السيارة قبل الاصطدام واختفى بعدها تماما . وبعدها تبين أن السائق الذي أرسلته الجامعة لم يكن هو الشخص الذي قام بتوصيلها .وهنا ينتصر الشر ويسدل الستار على قصة عالمة عظيمة حرمت البشرية من علمها وإنسانيتها ، ويظل أعداء البشرية دعاة الحضارة أيديهم ملطخة بالدماء على مر التاريخ .