كتبت -اسماء رزق
رفض الإعلامي السوداني معاوية الياس إبراهيم الاحتفال بالفوز بجائزة مسابقة “تحدي تأليف كتاب خلال 24 ساعة”، التي نظمتها منصة أُريد العلمية، وأعلنت نتائجها في الحفل الختامي للمحفل العلمي الدولي الثالث عشر الذي عقد في كوالالمبور- ماليزيا في الفترة من 30 أكتوبر الى 3 نوفمبر الحالي.
وقال إبراهيم، الذي عمل في الصحافة العربية والانجليزية لقرابة 35 عاما و ألف عددا من الكتب، في صفحته على فيسبوك: “عندما أعلن بالأمس أسمي ضمن الفائزين بالمسابقة كانت مشاعري مزيجًا من الحزن لما يتعرض له أهلنا المكلومون في غزة والرضا لما حققته من انجاز. لا نملك إلا الدعاء لهم. اللهم أنصرهم وثبت اقدامهم وسدد رميهم يارب العالمين أنك على كل شيء قدير”. وأضاف: “إن كان ما وقع على أهلنا في فلسطين مؤلما لبعض الشعوب فإنه أكثر إيلاما علينا في السودان فقد تجرعنا مرارة ويلات الحرب نحو ثمانية أشهر. آه غزة، فقد نكأت الجرح”.
وناشد إبراهيم شعوب العالم بالوقوف مع الفلسطينيين ومناصرتهم في وجه البربرية والوحشية الصهيونية. فالحكومات العربية والإسلامية عليها الانتقال من حالة السكون وبيانات الشجب والتنديد أو حتى التهديد إلى “فعل فوري”، فلديهم جميع أنواع السلاح، أقلها “سلاح النفط، كما حدث في حرب أكتوبر 1973. فالحال كما هو والغزاة والبغاة ومناصروهم هم أنفسهم. وما أشبه الليلة بالبارحة.
غرباء في بيتي
وعن فوزه بجائزة مسابقة “تحدي تأليف كتاب خلال 24 ساعة” وصف الإعلامي السوداني التجربة بأنها فريدة، معربا عن شكره لمنصة أريد العلمية الدولية للناطقين باللغة العربية والقائمين عليها لرفدها الثقافة العربية من خلال اثراء المكتبات العربية بمختلف الإصدارات التي تنتجها هذه المسابقة.
وقد بلغ العدد الكلي للمسجلين في المسابقة التي أقيمت في الفترة من 1 إلى 3 يوليو /تموز 2023، قرابة الألف مشارك تمكن 153 منهم من إكمال المشروع خلال 24 ساعة.
يحكي الكتاب عن معاناة أب بسبب جفاء وقسوة قلوب أبنائه الذين أدمنوا منصات التواصل الاجتماعي حتى أحس بأنهم “غرباء في بيته” حيث تباعدت المسافات بين القلوب أميالا برغم قرب أجسادهم الجامدة كجثث هامدة في غرف متجاورة.
الأم والأب ليسا استثناء ولكنهما أحسن حالا لكونهما تجمعهما غرفة واحدة. الحديث ليس هنا عن صلة الرحم بل عن جفوة مريرة أحدثت شرخا عميقا في نسيج الأسرة فأصبح لقاء الأب بأي من أبنائه الأربعة يتباعد شيئا فشيئا… يطول فيطول ليصبح باردا كلقاء “الغرباء” ينقصه التعارف.
أدى إدمان الإبن الأصغر على العالم الافتراضي إلى اختطافه من قبل جماعة متطرفة استدرجته عبر العاب البلاي ستيشن. فكانت القشة التي قصمت ظهر الأب الذي أصيب بشلل كلي على اثر هذه الحادثة ولم يجد الا زوجته بجواره. فالأبناء كلٌ يهيم في عالمه الافتراضي الخاص. لكن هذه الحادثة أيضا جعلت الأبناء يفتقدون أباهم الذي كان عمود البيت. فبدؤوا يتجمعون من حوله ثم يتخلون شيئا فشيئا عن آفة العالم الافتراضي التي كادت أن تودي بحياته وتدمر الأسرة. فدبت الحياة في أوصال الأب ليتعافى تماما وعادت الروح والإلفة للاسرة بعد طول غياب.
من رواية إلى فيلم
وعن الخطوة القادمة، أشار المؤلف إلى ان الكتاب سيكون متاحا للقارئ العربي قريبا حيث تتولى منصة أريد ترتيبات النشر عبر مختلف المنصات. لكن ما يهم، كما يؤكد الإعلامي السوداني، أن فكرة “غرباء في بيتي” ألهمته لأن يؤلف رواية مماثلة يتصور فيها أن هؤلاء الغرباء هم “الصهاينة” بعد أن حلوا ضيوفا على لفلسطينيين ولم يقدروا كرم الضيافة، بل رموا من استضافهم خارج منزله بعد أن قتلوا اطفاله وجميع أهل الدار وقذفوا جثثهم خارج اسوار المنزل.
واستطرد إبراهيم قائلا: “غرباء في بيتي”عنوان لكتاب حبكت قصته في 24 ساعة حول إدمان الأبناء للعالم الافتراضي وألعاب الانترنت. لكن تراودني الآن فكرة بعد فوز الكتاب بجائزة مرموقة ان استأذن “الفريد هتشكوك” في استعارة أفكاره ليكون هؤلاء الغرباء هم الصهاينة. فقد حلوا ضيوفا على اهل فلسطين. شاركوهم غرف بيتهم. تفسحوا في المجالس. ثم طردوهم.
وعن فكرة الرواية الجديدة ، قال إبراهيم إنه قبل أن يفرغ من كتابتها، بادر بطرح الفكرة على مخرج عربي مميز تربطه معه علاقة عمل في كتابة السيناريو والتأليف في أعمال سابقة وقد رحب بالفكرة وأبدى استعداده للتعاون في تحويل العمل الى فيلم وثائقي يساهم في اعلاء صوت الحق نصرة لأهلنا في فلسطين.