هل الحرب العالمية أصبحت ضرورة ؟؟بقلم / محمد فرج الله الشريف لقد أخفق البشر على كوكبنا في أن يعيشوا في سلام ووئام , يتقاسمون خير الأرض في انسجام وإخاء فيما بينهم ، وأصبح الصراع هو صاحب الكلمة العليا وسيد الموقف ، فانقسم سكان الأرض إلى فئتين : -الفئة الأولى : سادة فاعلين يملكون ويحكمون ويتحكمون وسموا أنفسهم – زورا وبهتانا – العالم المتمدين المتحضر ( وهم قلة )الفئة الثانية : عبيد مفعول بهم أذلاء محرومين مهمشين وأطلقت عليهم الفئة الأولى العالم الثالث ( وهم كثر )ثم تغولت الفئة الأولى وأعطت لنفسها حق قيادة العالم والسيطرة عليه ووضعت أو قل صنعت نظاما عالميا ليمنحوا أنفسهم شرعية وليكون غطاء لممارسة فجورهم وطغيانهم , رفعوا راية الاستحواذ ومص الدماء واستعباد الغير ، هم وحدهم من حقهم العيش في أمن ورخاء ورفاهية ورغد الحياة وباقي شعوب الأرض من الفئة الثانية ليسوا إلا خدما وعبيدا ’ ليس لهم الحق في امتلاك التكنولوجيا المتقدمة ولا السلاح المتطور ولا حتى امتلاك غذاء يكفيهم ويسد رمقهم ’ ولا دواء يقيهم الأمراض ،بل وصل الإجرام والفجور ذروته حينما عملت تلك الامبراطوريات الفاشية على سحق هويات الدول الفقيرة والقضاء على ثقافتهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وفرض ثقافة مزيفة مصنوعة ترسخ الخضوع والخنوع والتبعية والانقياد بوضع تلك الشعوب في دوامة الصراعات والخلافات فيما بينهم , وإلهائهم بشتى وسائل الإلهاء وإسقاطهم في بحر الجنس وتحويلهم إلى شعوب فقيرة جائعة عاجزة متسولة متصارعة مستهلكة ’ كل ذلك من وراء ستار وخلف حجاب مغلفين شرهم ومقنعين وجوههم بقناع براق مزيف اسمه التحضر والتمدن ومختبئين خلف مؤسسات سموها دولية ليفرضوا ما يشاءون ويذبحوا ضحاياهم باسم العدالة الدولية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية .ونجحت تلك الامبريالية العالمية في تنفيذ خططها وبسط سيطرتها ونفوذها على مدار العقود الماضية .ولكن بما أن للتاريخ دورته وللحياة قوانينها في الرفع والخفض والعطاء والمنع والارتفاع والسقوط وأن تلك الفاشية العالمية بلغت ذروة الفجور وقمة الطغيان وأوج الطمع فسقطت أقنعتهم وظهرت وجوههم القبيحة وحقيقة مؤسساتهم الظالمة المنحازة طوال الوقت ،فبدأت تلك الشعوب المقهورة التي أيقظتها نيران الظلم والقهر أن تبحث لنفسها عن موضع قدم وتطلب حقها في الحياة وأنه قد آن الأوان لتسقط تلك الامبراطوريات المجرمة ;ليستعيد إنسان تلك الشعوب إنسانيته ’ وينعم بمقدراته وثرواته المنهوبة .والبشرية الآن تعيش في خضم تلك المرحلة الانتقالية التي تسقط فيها إمبراطوريات الشر والفجور والطغيان ويولد عالم جديد يقوم على العدالة والحق في الحياة وتقرير المصير فكل شعب ينتج ما يشاء ويصنع ويزرع ما يشاء وينعم بخير أرضه وثروات وطنه , يحيا بعاداته وتقاليده وثقافته وهويته التي يختارها لنفسه .ولكن هل يحدث هذا التغير بسهولة ويسر أم يحتاج لحرب عالمية تقلب الموازين وتهدم المؤسسات الدولية المزيفة وتبني عالما متوازنا قائما على العدل والمساواة ؟؟وحينها تصبح الحرب العالمية ضرورة ملحة .