كتب…عبدالتواب الجارحي
عشر معارك وحروب خاضها المسلمون فى رمضان على مدى تاريخهم وحققوا النصر فيها
وفى ذكرى العاشر من رمضان نستعرض معا عرضا تاريخيا لاهم الحروب التى خاضها المسلمون فى شهر رمضان منذ العام الثانى للهجرة حيث كانت معركة بدر الكبرى التى خاضها المسلمون دفاعا عن عقيدتهم وكيان وجودهم ودولتهم الوليدة التى تم تأسيسها فى المدينه المنورة وهى المعركة الاولى لهم فى رمضان حتى نصل الى المعركة العاشرة
فى رمضان 1393هجرية 1973ميلادية وهي المعركة المعروفة بحرب اكتوبر المجيدة
نستعرض التسلسل التاريخى لهذه المعارك والاطراف المشاركة فيها وملخص تاريخى لاسبابها ونتائجها
ورغم انه من المعروف أن شهر رمضان شهر صوم وعبادة فى المقام الاول الا ان ذلك لم يمنع المسلمين فيه من القتال وخوض المعارك ضد اعدائهم دفاعا عن عقديتهم واعراضهم وترابهم وحماية لاوطانهم ووجودهم وايمانا منهم بأن الموت فى سبيل الله يثاب عليه المجاهد اضعافا مضاعفة من الأجر والثواب من عند الله وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون
- المعركة الاولى فى شهر رمضان للعام الثانى من الهجرة وهى غزوة بدر الكبرى والتى وقعت فى اليوم السابع عشر من شهر رمضام عام 2 هجرية وهى المعركة التى اطلق عليها القرآن الكريم يوم الفرقان وهى أولى المعارك المهمة فى التاريخ الاسلامى حيث كان عدد المسلمين فيها بقيادة النبى صلى الله عليه وسلم نحو ثلاثة مائة مقاتل او يزيد قليلا وعدد اعدائهم من المشركين بقيادة ابو سفيان نحو الف مقاتل او يزيد والتقى الجمعان عند بئر بدر حيث كان اول لقاء مسلح بين المسلمين ومشركى مكة من قبيلة قريش وحلفائها وكان من اسباب هذه المعركة رغبة المسلمين فى تأمين حدود دولتهم الوليدة فى المدينة المنورة من خطر المشركين واظهار قوتهم للمشركين وقد ذكرت تفاصيل هذه المعركة فى سورة آل عمران حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه وناشده نصره الذى وعده وفى هذه المعركة انتصر المسلمين رغم قلة عددهم وقتل من المشركين نحو سبعين قتيلا على رأسهم عمرو بن هشام المعروف بابى جهل وأسر سبعين أخرين لتبقى هذه المعركة اول ملحمة وانتصار تاريخى فى سجل الدولة الاسلامية
- المعركة الثانية فتح مكة
كانت عزوة فتح مكة والتى وقعت فى الحادى والعشرين من رمضان للعام الثامن من الهجرة عندما خرج النبى صلى الله عليه وسلم ومعه عشرة آلاف من أصحابه لفتح مكة وذلك بعد نقض قريش لشروط صلح الحديبية التى ابرمته مع المسلمين باعتدائها على احدى القبائل المتحالفة مع المسلمين فاتجه اليهم النبى بجيشه ودخل مكة دون قتال وطاف بالبيت الحرام وحطم الاصنام وهو يردد (وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) ثم دخل الكعبة وصلى فيها ركعتين وكبر فى نواحى البيت وخطب خطبة فى الناس عرفت بخطبة الفتح وبايعه اهل مكة رجالا ونساء على الاسلام ودخل الناس.فى دين الله افواجا ثم اطلق سراح اسرى كفارها وقال قولته الشهيرة (إذهبوا فأنتم الطلقاء) واصبحت مكة بعد ذلك الفتح جزءا من دولة المسلمين وأقام بها النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشرة يوما يرشد الناس الى الاسلام ويبث سراياه حول مكة للدعوة الى الاسلام وتحطيم الاوثان وقد ذكرت احداث غزوة فتح مكة فى القرآن الكريم فى سورتى الفتح والنصر
وقد روى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه غزا غزوة الفتح فى رمضان
وفى رواية للشيخين ان النبى صلى الله عليه وسلم خرج فى رمضان من المدينة ومعه عشرة آلاف وذلك على رأس ثمانى سنين ونصف من مقدمه للمدينة فسار ومن معه من المسلمين الى مكة يصوم ويصومون حتى بلغ الكديد وهو ماء بين عسفان وقديد وامر أصحابه ان يفطروا
وقال ابو سعيد الخدرى رضى الله عنه سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انكم قد دنوتم من عدوكم والفطر اقوى لكم ) فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من افطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال صلى الله عليه وسلم ( انكم مصبحوا عدوكم والفطر اقوى لكم فأفطروا) وكانت عزمة فأفطرنا رواه مسلم - المعركة الثالثة
معركة القادسية وقد وقعت احداثها فى العام الخامس عشر للهجرة فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما خرجت جيوش الفتح لنشر الدعوة الاسلامية وتامين حدود دولة المسلمين من ناحية الشرق حيث كلف الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الصحابى سعد بن ابى وقاص بقيادة جيوش الفتح المتجهة شرقا لاستكمال فتح العراق وبلاد فارس حيث كانت العراق خاضعة فى ذلك الوقت لحكم الفرس فا التقى جيش المسلمين بقيادة سعد بن ابى وقاص رضى الله عن بجيش الفرس بقيادة يزدجرد احد قادة الفرس فى سهل القادسية ببلاد العراق على ضفاف نهر الفرات فى رمضان عام 15 هجرية حيث دارت احداث معركة القادسية بين جيش المسلمين وجيش الفرس وكانت من المعارك الفاصلة بين المسلمين والفرس إذ عانى المسلمين فى هذه المعركة معاناة شديدة من الافيال التى كان يستخدمها الفرس فى المعركة ولم يكن للعرب عهد بها من قبل حيث كانت تنفر منها خيول المسلمين وكادت الهزيمة ان تلحق بجيش المسلمين لولا ان وفق الله بعض القبائل العربية فى بلاد العراق والتى كانت حليفة لكسرى الفرس قبل اسلامها وبعد اسلامها انضمت لجيش المسلمين ومنها قبيلة تميم التى كان لها دور كبير فى وضع خطة لهزيمة الفيلة بحكم خبرات افرادها السابقة فى القتال بجوار الفرس فى السابق وذلك بأن اشارت على المسلمين بوضع براقع سوداء على وجوه خيولهم فى المعركة والتى ما ان رأتها افيال الفرس حتى نفرت من خيول المسلمين وولت هاربة من ميدان المعركة بعد ان كانت تخيف خيول المسلمين بخراطيمها فنجحت الخطة فى هزيمة الفرس وانتصر المسلمون فى معركة القادسية بعد ان استشهد آلاف المسلمين من جيش سعد ابن ابى وقاص فى هذه المعركة وكان من نتائج انتصار المسلمين فى هذه المعركة كسر شوكة الفرس وبداية انهيار وزوال دولتهم وتأمين حدود الدولة الإسلامية من الشرق ودخول العراق فى تحت سيطرة الدولة الاسلامية وتحول غالبية سكان العراق وبلاد فارس (ايران الحالية) الى الاسلام وبناء مدينة البصرة عام 16 هجرية وهي من اولى المدن الاسلامية التى بناها المسلمين وقد بناها سعد بن ابى وقاص اثناء ولايته على بلاد العراق - المعركة الرابعة
فتح الاندلس
حيث كانت معركة وادى لكة التى كانت فى رمضان 92 هجرية /711 ميلادية والأندلس كلمة اطلقها العرب على شبه ايبريا وهى الجزء الجنوبى الغربى من من ساحل اوربا المطل على البحر المتوسط والذى يقع شمال بلاد المغرب ويفصله عنها ويصله بها المضيق المعروف باسم مضيق جبل طارق وهو ذات المضيق الذى يصل البحر المتوسط بالمحيط الاطلنطى
وشبه جزيرة ايبريا قبل الفتح العربى او الأندلس فترة الثمانمائة عام التى اقام بها العرب هى البلاد المعروفة الأن باسم اسبانيا والبرتغال بعد طرد العرب منها
وكلمة أندلس هى تعريب للمصطلح اللاتينى (فاندلس او واندلوس) vandaless حيث كانت تقيم بها قبائل القوط والوندال وهى قبائل جرمانية هاجرت الى من شرق ووسط اوربا واستوطنت بلاد الاندلس قبل فتح العرب المسلمين لها
وقد فكر العرب فى فتح هذه البلاد بعد انتهائهم من فتح بلاد المغرب واستقرار أمور حكمهم لها تطلع موسى بن نصير إلى الضفة الأخرى المقابلة للمغرب بعد ان زين له حاكم سبتة أهمية فتح بلاد الاندلس لتأمين حدود الدولة الاسلامية الشمال حيث ارسل القائد الاسلامى موسى ابن نصير الى الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك يستأذنه فى فتحها لتأمين حدود الدولة الاسلامية من هجمات القوط فوافق الخليفة الاموى الوليد ابن عبد الملك ناصحا وأمرا القائد موسى ابن نصير ان يخوضها بالسرايا حتى يرى ويختبر شأنها وان لا يغرر بالمسلمين فى بحر شديد الأهوال وذلك حفاظا على الجنود المسلمين فرد عليه موسى بن نصير مبيننا للخليفة أنه ليس ببحر خضم وإنما هو خليج يبين للناظر منه ما خلفه فرد عليه الخليفة الوليد بأنه لابد من إختباره بالسرايا قبل خوضه بالسرايا
وهذا يبين أن فتح الاندلس تم بتخطيط مسبق من قبل المسلمين شارك فيه كل من الخليفة الاموى الوليد بن عبد الملك وموسى بن نصير وبناء على ذلك كلف القائد موسى ابن نصير قائده طارق بن زياد الذى خرج ومعه اثناعشر الف جندى من المسلمين معظمهم من البربر وعبر المضيق الفاصل بين بلاد المغرب وبلاد الأندلس ونزل على سفح جبل كان المسلمون يطلقون عليه اسم جبل الفتح وهو ذات الجبل المعروف الان باسم جبل طارق نسبة الى طارق بن زياد قائد جيوش الفتح وبعد عبوره المضيق لاقى مقاومة عنيفة من القوط واحرز عليهم نصرا مؤزرا مما جعلهم يجمعون شملهم ويلاقوا جيش المسلمين فى معركة شذونة بوادى لكة فى رمضان عام 92 هجرية والتى انتهت بهزيمة جيش القوط البالغ قوامه نحو اربعين ومقتل ملكهم وخول معظم بلاد الاندلس فى حوزة المسلمين والتى استكمل فتحها بعد ذلك موسى بن نصير ومن بعده عبد العزيز بن موسى وكان من نتيجة هذه المعارك اقامة دولة اسلامية فى الاندلس كانت عاصمتها قرطبة وقد استمر تواجد المسلمين فى بلاد الاندلس بعد ذلك لنحو ثمانمائة عام نشورو خلالها الاسلام الحضارة الاسلامية فى جنوب اوربا وانشأوا بها عدة مدن وانظمة إدارية وحضارية - المعركة الخامسة
- معركة عمورية فى السادس من رمضان 223هجرية
المعركة السادسة - معركة حطين 26 رمضان 584 هجري /17 من نوفمبر 1188
المعركة السابعة - معركة المنصورة
المعركة الثامنة - معركة عين جالوت الجمعة 25رمضان لعام 658 هحرية 3 سبتمبر 1260 ميلادية
المعركة التاسعة - فتح انطاكية 4من رمضان عام 666/1268 ميلادية
المعركة العاشرة - عشرة رمضان 1973
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا وقيادة وحفظ امتها العربية والإسلامية ووحد كلمة المسلمين وايدهم بنصره لتحرير الاقصى من أيدى الغاصبين وكل عام وحضراتكم جميعا بالف خير وصحة وسعادة وأمن وسلام
بقلم عبد التواب الجارحى الفيوم سنورس منشأة بنى عتمان
١٠ رمضان ١٤٤٦ هجرية ١٠ مارس ٢٠٢٥ ميلادية
