بقلم …إسلام عامر
الفرق بين العامية والفصحى في الغناء والإنشاد لا يُقاس بمنطق الخطأ والصواب ، بل يُعد اختيارًا فنيًّا وجماليًّا يخضع لطبيعة النص ، وميول الجمهور ، ورسالة العمل .
العامية
هي لهجة الناس اليومية ، تنبض بالشعور ، وتخاطب القلب مباشرة .
تُستخدم في الأغاني الشعبية ، والوطنية ، والعاطفية ، وأحيانًا في الإنشاد الديني الشعبي .
العامية تُقرّب الفن من الناس ، وتمنحه لغة مألوفة تدخل البيوت دون استئذان .
الفصحى
هي لغة القرآن الكريم ، والقصائد الكبرى ، والأنشودات الرسمية .
تمنح النص وقارًا ، وتُضفي عليه روحانية خاصة .
وتُستخدم غالبًا في المدائح النبوية ، والإنشاد الديني الرسمي ، والمناسبات الدينية الرفيعة .
الغناء والإنشاد ليسا قواعد نحوية
الصوت الصادق لا يُقاس بالنحو ، وإنما بما يتركه من أثر في القلوب .
فالفن لا يحبّ التكلّف ، بل يميل إلى البساطة ، والوضوح ، وسهولة الحفظ .
حتى القرآن الكريم نزل بلسان قريش ، وهي لهجة من لهجات العرب ، مما يدل على أن تعدد اللهجات ليس عيبًا ، بل هو غِنى لغوي وثقافي .
التوازن بين المعنى والشعور
الفصحى تُقدّس المعنى .
العامية تُقرّب الشعور .
والفنان الحقيقي ليس من يُصرّ على نمط واحد ، بل من يُحسن اختيار الأدوات ، ويُتقن توظيفها وفق السياق ، أو يمزج بينها بانسجام فني يحقق الرسالة ويوصل الإحساس .
![]()

