متابعة ..مجدي الشهيبي

في إحدى قرى صعيد مصر وتحديدًا في قرية الناصرية التابعة لمركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا وُلد شاب بسيط اسمه أحمد شعبان
عرفه الجميع بـ”أحمد كاتشب”. شاب مثل كثيرين طموح مكافح يحلم بحياة كريمة له ولأسرته بدأ من الصفر وبنى نفسه بإيده ونجح بالفعل في امتلاك سلسلة من المحلات والمطاعم كان اسمه يلمع في سماء التجارة

لكن كما الحياة لا تهب أحدًا كل شيء جاءت العاصفة سقطت السلسلة التي تعب عليها وتراكمت الديون وخسر كل شيء في لحظة لم يخسر المال فقط بل خسر أيضًا “الناس”…
الذين شاركوه اللحظات الحلوة اختفوا في أول لحظة وجع.
الذين أكلوا وشربوا من ماله سابوه وحده يواجه مصيره.
الذين قالوا عنه “صاحبنا” باعوه بأرخص تمن.

أصبح عليه ديونب عضها ديونه وبعضها لا يمت له بصلة لكنه اختار يتحملها كلها لأنه ببساطة “راجل” مش بيهرب ومش بيبيع الناس اللي كانت يوم سند له حتى لو خذلوه.

الاختيار الصعب… مواجهة أم هروب؟

أحمد اختار المواجهة بدل ما يهرب من البلد أو يختبئ وراء الظروف قرر يبدأ من جديد ولكن المرة دي من تحت الصفر فعليًا.

فتح محل بسيط جدًا خلف سور نادي ديرمواس محل فراخ مش ظاهر مش في ميدان ولا على شارع رئيسي لكن جواه عزيمة راجل بيشتغل من قلبه وبضمير صاحي.
أسعاره الأقل في المركز كله، مش لأنه بيقلل من جودة المنتج لكن لأنه شايف إن أكل الناس مسئولية وإنه حتى وهو بيبدأ من جديد، مش هيرفع السعر عشان يعوض خسارته.
بيبيع الحلال وبس ما عندوش لف ولا دوران فراخ نظيفة ذُبحت صح ونضفت صح وتقدّمت للناس بكرامة.

“أحمد الحربي”… مش بس اسم جديد ده بداية جديدة

غير اسمه من “أحمد كاتشب” إلى “أحمد الحربي” مش بس تغيير لقب ده إعلان بداية جديدة.
الحربي لأنه بيحارب كل يوم:
بيحارب الظروف اللي وجعته
بيحارب نظرات الناس اللي شكّت فيه.
بيحارب الحسد والغيرة والمنافسة غير الشريفة.

بيحارب من أبناء مهنته اللي شايفينه تهديد لأنه بيبيع بجودة وسعر مش قادرين ينافسوه فيه.

لكن الفرق؟
إنه بيحارب بشرف وبيشتغل في النور وبيخاف ربنا.

احذر… مش كل فراخ تتاكل

في زمن أصبح الربح فيه هو الأهم وضمير التاجر آخر ما يُفكر فيه

أحمد الحربي اختار الطريق الصعب.
لو أشتريت من عنده كل وأنت مطمئن مش بس لأن الفراخ طازة ولا لأن السعر حنين لكن لأن “النية طيبة” و”النية أساس الرزق”

أحمد بيقول بصوت كل شاب شريف:
مش لازم أكون غني علشان أكون ناجح ومش لازم أكسب الملايين علشان أحس إن ربنا راضي عني…
المهم إني أكلت الناس بالحلال وشلت ديني بإيدي ومبعتش ضميري عشان الدنيا

رسالتنا:

لكل واحد عنده نفس الأزمة… متيأسش لكل حد حوالينا بيكافح بالحلال… ادعمه

لكل زبون… اختار منين تشتري مش عشان الطعم بس لكن علشان الضمير اللي ورا الطعم

أحمد الحربي… بطل من الواقع