بقلم…مجدي الشهيبي
في زمن الذكاء الاصطناعي لم يعد الخطر مجرد فيروسات أو اختراق حسابات الخطر الجديد صامت يتسلل عبر صور عادية نشاركها يوميًا على السوشيال ميديا ثم يتحوّل إلى سلاح رقمي قادر على هدم سمعة أو تدمير علاقة أسرية. هذه ليست مبالغة بل واقع أكدته تقارير عالمية وإحصائيات حديثه
كيف يعمل “التزييف العميق”؟
بضغطة زر يستطيع أي شخص تحميل صورة أو مقطع فيديو عادي وتحويله إلى محتوى مفبرك يبدو واقعيًا بنسبة مذهلة هذه التقنية المعروفة باسم Deepfake تعتمد على خوارزميات “التعلم العميق” لتوليد ملامح وصور متطابقة بحيث يستحيل تقريبًا التفرقة بينها وبين الحقيقة
98٪ من فيديوهات التزييف العميق على الإنترنت جنسية وغير توافقية والضحايا في الغالب من النساء.
زيادة بنسبة 3000٪ في محاولات الاحتيال باستخدام الـ Deepfake عام 2023
شركات خسرت 500 ألف دولار وأكثر في واقعة واحدة بسبب مكالمات أو فيديوهات مزيفة
وهناك توقعات أن يصل عدد المحتويات المزيفة من نصف مليون في 2023 إلى 8 ملايين بحلول 2026
في استطلاع بريطاني 90٪ من الناس قلقون من التزييف العميق بينما دقة التعرف عليه لا تتجاوز 55٪ فقط
المشهد العربي
رغم قلة الإحصاءات المحلية إلا أن خبراء الأمن السيبراني في المنطقة يحذرون من خطورة الظاهرة
في مصر أعلن المجلس القومي للمرأة عام 2024 عن تلقيه شكاوى لابتزاز بنات بصور مفبركة
في السعودية حذّرت هيئة الاتصالات من مشاركة الصور الشخصية بعد تسجيل عدة محاولات استغلال عبر مواقع التواصل
في الإمارات كشفت شرطة دبي عن رصد أول حالة احتيال مالي باستخدام فيديو “Deepfake” لانتحال شخصية مسؤول مصرفي
ويري الخبراء المحليين
“التزييف العميق أخطر من الشائعة التقليدية لأنه يقدم صورة أو فيديو يصعب التشكيك فيه الخطر هنا أنه يضرب الثقة الاجتماعية ويمس بسمعة الأفراد بشكل لا يمكن تداركه بسهولة.
القوانين العربية لا تزال غير مهيأة بالكامل لهذه الجرائم هناك نصوص عامة عن التشهير والابتزاز لكننا بحاجة إلى تشريعات محددة تُجرّم إنتاج وتداول محتوى التزييف العميق بشكل مباشر
من يدفع الثمن؟
الضحايا في المقام الأول هم النساء، والأطفال، والأسر.
صورة عادية لفتاة قد تتحول إلى دليل مزيف يُستخدم ضدها أو وسيلة ابتزاز أخطر ما في الأمر أن الشكوك قد تسبق التفكير ما يؤدي إلى كوارث أسرية ونفسية
ولحماية أنفسنا من هذا الخطر!
لا تنشر صورك الخاصة في حسابات عامة
ضبط إعدادات الخصوصية بدقة وحصر المتابعين.
التبليغ الفوري عن أي ابتزاز أو محتوى مزيف
التوعية الأسرية لا تصدّق كل ما تراه على الإنترنت.
تشريعات صارمة مطالبة الحكومات العربية بسن قوانين واضحة لمكافحة “التزييف العميق”
“التزييف العميق” ليس مجرد أداة تقنية بل سلاح يهدد الثقة والعلاقات والسمعة ما لم يواكب الوعي المجتمعي والتشريع القانوني هذه الطفرة التكنولوجية فإن أبسط صورة قد تتحول إلى بداية مأساة
![]()

