كتبت: سمية النحاس
أعلن سفير اليونسكو للسلام الموسيقار العالمي نصير شمه عن دعمه المطلق لمبادرة ” أور .. عاصمة الحضارات وملتقى الأديان ” التي أطلقتها منظمة نخيل عراقي الثقافية تزامنا مع زيارة البابا إلى مدينة أور التاريخية ، وقال شمه “أقف بقوة مع هَذِهِ المبادرة ونعمل معاً لتتحقق” .
جاء هذا بعد ان طالبت منظمة نخيل عراقي الثقافية ، الحكومة العراقية ووزارة الثقافة والسياحة والأثار بإستثمار الزيارة التاريخية للحبر الأعظم بابا الفاتيكان إلى مدينة أور الأثرية في جنوب العراق لاعادة الحياة اليها وتحويلها إلى قبلة دينية وسياحية من خلال إعادة أحياء المدينة وتأهيل مرافقها السياحية والخدمية بأسرع وقت ممكن.
في السياق ذاته قالت نخيل عراقي في بيان لها: زيارة البابا فتحت افاقاً جديدة لوطننا الحبيب وجعلت أنظار العالم تتجه اليه بشكل مختلف عن السابق ، كما مسحت عن صورته كل ما علق بها من تشويه طوال الفترة الماضية لتعيد صورته الحضارية والروحية والثقافية ، لذلك توجب علينا كمنظمات ثقافية ونخب معرفية وفنية ان نرفع صوتنا عالياً للضغط على الجهات المعنية في الدولة لإستثمار هذه الفرصة وعدم تفويتها أو هدرها مثلما هدرنا واضعنا عشرات الفرص التي فرّت من بين أيدينا .
كما طالبت منظمة نخيل عراقي بتحويل مدينة أور التاريخية إلى حاضنة للثقافات والأديان والتعايش السلمي من خلال فتح أكبر مركز لحوار الحضارات والأديان في العالم . وابدت المنظمة استعدادها لتقديم خطة متكاملة من أجل إنجاح هذا المشروع المهم ، كما اطلقت المنظمة هاشتاك #أور عاصمة الحضارة وملتقى الاديان في إشارة منها إلى أسم المبادرة التي ستعمل نخيل عراقي على تسويقها وإقناع الجهات المعنية بتنفيذها .
وفي سياق متصل أكدت منظمة اليونسكو عبر موقعها الرسمي في تويتر ، أن أرض العراق تتربع على عرش التاريخ ، كما أشارت إلى “أور” باعتبارها موقعا أثرياً في جنوب العراق وأنه كان مركزاً دينياً وحضرياً ، كما لفتت النظر إلى أن هذا المكان قد شهد أصل الكتابة والعمارة الأثرية ، وقد أتت هذه التغريدة في الوقت الذي كان فيه البابا فرنسيس يقيم صلاة موحدة تعبّر عن كل الأديان في مدينة أور مهد الديانات والحضارات والتي زارها ضمن جولته التاريخية في العراق .
الجدير بالذكر ان أور هو موقع أثري لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوب العراق ، وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد ، وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب إريدو إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية ، وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق وعلى بعد 100 ميل شمالي البصرة ، وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم ، ولد فيها النبي إبراهيم أبو الأنبياء عام 2000 قبل الميلاد ، واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للآلهة إنّيانا آلهة القمر حسب ماورد في الأساطير (الميثولوجيا) السومرية ، وكانت تحتوي على 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب واللبن ، وكان بكل مقبرة بئر ، وعند موت الملك يدفن معه جواريه بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم عند موته ، وكان للمقبرة بنيان يعلوه قبة .