كتبت: سحر الجمال
كان صباح مختلف عن كل الصباحات التي عاشتها، كانت كلمة صباح الخير هذه المرة تختلف عن كل يوم، حملت حالها ورحلت، لم تشعر بالطريق، برغم الصقيع الذي يغزو الكون حولها، ولكن فجاه نبهتها قطرات ثلج تسقط على وجنتيها الملتهبة الحمراء، لتنتبه إلى سقوط دموعها دون أن تشعر.
دموع بارده كأنها كرات ثلج تصفع خديها لتنتبه للطريق الذي تمشي فيه، كفكفت دموعها ، وواصلت المسير ، والكلمة ناقوس يدق في اذنيها، هنا قفز الى ذهنها أحد أحلامها المؤجلة ، الذي طالما كان يراودها وكانت تؤجله كانت تحلم كثيرا بقص شعرها جارسون ، ولكن لم يأذن لها ، حتى إنها في إحدى المرات قامت بتقصيريه بنفسها ، ولكن تملكها الرعب منه ومن غضبه وعقابه ، واستمرت تداريه بربطه باستمرار، حتى عاد لحالته الأولى وظل حلمها محبوس بداخلها ، غير مسموح حتى بمناقشته، ولكن هو مستمر في مراودتها ، فعندما تذهب لعملها وفي طريقها الكثير من محلات الكوافير يتأجج دائما حلمها ويطلب التحقيق
. في هذا الصباح، ومع الصباح المختلف عن كل الأيام السابقة، أخذت القرار بتحقيق الحلم، دخلت محل الكوافير وجلست وطلبت قصة الجارسون، فبادرتها الفتاه، بأنها لا تستطيع قص شعرها بهذا الشكل وعليها انتظار صاحب المحل، الذي قد يتأخر ساعات، وقد لا يأتي اليوم، خرجت حزينة ، وكاد اليأس يتملكها ، ولكن أخذت القرار بأن تعاند العند ، وتذهب لمكان أخر ، بالفعل ذهبت ، وقالت: اريد اقصه جارسون ، فبادرتها الفتاه بأن من يقص تلك القصة والماهر فيها هم الرجال ، فهل تمانعين ، فقالت لها بكل جرأة وشجاعه: لا . تحررت من غطاء رأسها ، وحققت حلمها بقصة الشعر التي ترغب بها ، كانت تشعر مع كل خصلة شعر تسقط على الأرض ، بفعل القص ، بأن حمل كبير ، يخف من على كاهلها ، ظلت وتيرة هذا الإحساس في تصاعد وتنامي غريب بداخلها ، وعند الانتهاء ، نظرت لنفسها ، مختالة كأنها أول مرة ترى نفسها في المرآه ، سيدة أخرى ، جميله ، متحرره ، خفيفة جدا خرجت للشارع وفتحت ذراعيها ، واستنشقت الهواء ، حتى شعرت انها يمامة تطير في الهواء ، تسبح في ملكوت جديد ، حينها شعرت انها قد تحررت من كل قيود العبودية ، وفكرت كم كانت مقيده ومكبله طيلة عمرها، نظرت للحياة نظره جديده