كتبت…منى المحروقي
كتبت له و كلماتها تقطر غضبا قائلة:
“لقد كذبت عندما قلت لي أن الحياة منحتنا السعادة.. فها هي الحياة تخطف سعادتنا و تبدلها شقاءا باقي عمرنا.”
فجاءها رده مفاجئاً.. قائلاً:
“صديقتي الحبيبة الصغيرة.. أري الغضب يغلف نظرات عينيك الجميلتين.. ألا يكفي أن الحياة دبرت لقاءنا.. ألا يكفي أنها منحتك صديقا محبا لا يري في الكون سواك.. ألا تعلمين أن ضحكاتي.. لفتاتي.. كلماتي.. كلها لك وحدك.. أليس هذا كافيا؟!.. أتغضبين لأن الحياة بخلت علينا ببيت يجمعنا؟! ألا تعلمي أن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه؟! ألا يكفيك يقينك أني أحبك؟! ألا يكفيك أن تكون دعواتي كلها لك وحدك؟!
ياصديقتي.. ياابنتي.. ياحبيبتي.. أنفضي عنك هذا الغضب.. فالحياة لم تكن أبدا ظالمة.. فإن ضاقت علينا البيوت.. فاعلمي أني بنيت لك بيتا بين ضلوعي، قريبا من ذلك الشقي الصغير الذي أبي ألا يحبك.. فاعلمي دائما أن بيتك هنا بداخلي.. فلا تجزعي او تخافي.. و لا تلومي الحياة بل أشكريها لقد فتحت لك أحد أبوابها التي قلما فتحتها لاحد.. لقد فتحت لك باب الحب.. فاطمئني.. و اعلمي أن الحب و السعادة مقرها النفوس و القلوب قبل البيوت.
وصلتها رسالته.. قرأتها.. فاطمأنت و أغمضت عينيها و نامت لترتاح بعد شقاء.
خواطري#