سأكتفي بالضغط علىازرار الحاسوب لأرى ما يجري في معركة الميدان فأنا أشبه بذاك الجندي الذي يحتفظ به وطنه ويتركه كعصفور من وراء القضبان بل سأكتفي كلما سمعت صوت البارود والرشاش لأنني لست من خليفة جيل الجبارين فهم قد تمرنوا على هذه الأنغام قبل أن تطأ اقدامهم منزل الحياة ..
سأقتل كل حلم جميل يخترق تلافيف دماغي حتى لا يتعرض لسفاكين الدماء ويموت موتة انتحارية بشعة ..وسأجعل الصمت يرصد أنفاسي كي لا تتفوه ببنت كلمة مطالبة للحق أو شاهدة عليه .. سأزرع في حديقة بيتي ورودا خرساء لا تعرف الكلام إطلاق وسأجعل بين هذه الورود شحارير ملحقة بجرعة الللامبالاة واذكرها من حين لآخر أن الحياة تجبرنا على مقاومة العذابات وان السلام بات يطل علينا من كوة النسيان وان الطمأنينة تهتف حينها ثم سرعان ما تلملم حقائبها وتلطم وجهها منددة بالانتحار ..ساكتب على الجدران بعض العناوين التي حذفها أرباب التاريخ وارسم من حولها سطورا تنزف بصوت المادحين لغطرسة المغطرسين ..ساجمع كل حروف الابجدية التي تليق بعظمة الأكابر وهم يتلوون تراتيل أسيادهم وقد ملأت اسماعنا أهازيجهم الباطلة سأحنو على بعض الخربشات التي كانوا يستنشقونها في سجونهم لأرى كيف كانوا يصنعون من المستحيل ممكنا وكيف يتسلل الحلم الجميل إلى ضمائرهم ساتفرغ إلى وعودي التي عاهدتها لأفي لها قبل أن أرحل عن مملكتي وقبل ان ادفن حلمي ..
الكاتبة نصيرة بحورة..